Menu

البحرين: سبعة سنوات على الثورة المنسيّة.. المتذكّرة فلسطين!

u

مرّت يوم أمس الأربعاء (14 شباط/فبراير) الذكرى السابعة لاندلاع الثورة الشعبية في مملكة البحرين للمطالبة بالحرية السياسية والمساواة، واسقاط النظام الملكي الديكتاتوري فيها.

وقمعت قوات الأمن، ليلة الثلاثاء/ الأربعاء، مسيرة شعبية خرجت في جزيرة سترة جنوب العاصمة المنامة عشية العصيان المدني الذي دعت إليه قوى المعارضة في الذكرى السابعة لإنطلاق الثورة.

وعلى مدى السنوات الماضية صُنّفت البحرين كثاني دولة خليجية بعد السعودية نسبة لعدد المعتقلين في سجونها. وفي وقت كانت وفود البحرين تتجول في متاحف الصهيونية في الولايات المتحدة، وتجوب شوارع القدس المحتلة برعاية أمنية صهيونية، كانت شعارات دينية تُزال من شوارع المنامة والنويدرات وسترة، وغيرها من القرى.

 وكانت الاستدعاءات تتم على خلفية رفع رايات دينية على أسطح المنازل، وذك بهدف استنهاض غريزة طائفية تريدها السلطة منذ اليوم الأول للثورة، لتدعم كل دعايات شيطنة المعارضة التي وُسمت بالطائفية. ثم اتهمت المعارضة في وقتٍ لاحق بالعمالة لإيران، وعندما تحوّل العداء الرسمي ل قطر جُرمّت بتهمة التواصل مع قطر.

وأمام كل سياسات البطش، كانت السلطة تتسلح بتهافتها نحو التطبيع للإبقاء على الود الأميركي كسلاح يشرعن نفوذها في الداخل، وأغدقت الأموال على شركات العلاقات العامة واستضافة سباقات الفورمولا واحد وأقامت المهرجانات الفنية، ودورات حوار المنامة السنوية، لتظهر صورة البحرين المستقرة سياسياً.

نائب أمين عام جمعية "الوفاق الوطني" البحرانية الشيخ حسين الديهي أكد إصرار البحرانيين على الإستمرار في تحركهم السلمي حتى تحقيق مطالب الشعب، متسائلاً في خطاب له بمناسبة الذكرى السابعة لانطلاق الحراك الشعبي: "من المسؤول عن غياب الحلول وتراكم الأزمات، وإلى متى ستبقى لغة العناد والرفض والمكابرة هي لغة السلطة في وجه كل رأي يتحدث عن حق؟".

وأضاف الديهي: "يحق لنا أن نتساءل عن مستقبل بلدنا في ظل استمرار هذا النظام في الحكم"، مشيراً إلى أن الأزمة في العام 2011 كانت سياسية وفي العام 2018 ما زالت أيضاً سياسية، مؤكداً أنه "حتى لو جرب النظام كل أساليب البطش والقمع فإنها لن تحرف الشعب عن مسيره".

وقال: "منفتحون لأبعد حد في حاجتنا إلى التوافق الوطني الشامل، ومستعدون لتقديم خيار وطني جامع ومقبول وقادر على أن يؤسس لحل جذري كامل". متابعًا: "شعبنا مستعد لأن يشارك في الانتخابات بنسبة عالية إذا توفرت له العدالة والديمقراطية، ومحاكمة الشيخ علي سلمان لا علاقة لها بالقانون وهو لم يحد لحظة واحدة عن مصلحة الوطن".

إلى ذلك، أكد الديهي أن الشعب البحريني يرفض التطبيع ويقف مع القدس و فلسطين لأنه يمتلك الإرادة، مشدداً على أن الثورة أكدت أنه لا إمكانية لتحقيق الاستقرار إلا بالحل السياسي الشامل.

وختم الديهي كلمته بالقول: " كل الحراك السياسي والحقوقي والميداني السلمي هو ضمن المسار الصحيح وله أثره، وكل العالم يقول إن شعب البحرين شعب قوي وصلب ويعشق وطنه وليس في قاموسه التنازل"، مؤكداً أن البحرين ستعود أقوى وأجمل وأفضل وسيجتمع شمل الوطن.

وعلى مدى سنوات الثورة، خرج البحرينيون في 48029 تظاهرة سلمية رصدتها جمعية الوفاق الوطني وحدها. لم يحمل البحرينيون السلاح، ورغم التجاهل الدولي، والانتقادات التي طالت المطالب تارة ولم يسلم منها خيار السلمية حتى، تمسك البحرينيون بخيارهم. على مدار تلك السناوت، صاغ البحرينيون تعريفاً راقياً للثورة، التي لم يخترقها الخارج ليحرفها عن سكة الوطنية، ولم تمد يدها طلباً لسلاح، أراد البحرينيون أن يثبتوا أن السلمية خيارهم وأن الثورة قرار لا رجعة عنه.

اليوم يطوي البحرينيون عامهم السابع على حراكهم الشعبي، وفيما يد الأمن مطلقة في البطش، تتردد في الكواليس همساً مساعٍ قد تقدم عليها السلطة لاسترضاء المعارضة. مجدداً ظهر إلى الساحة ولي العهد البحرين سلمان بن حمد، راعي مبادرة الحل في أيام الثورة الأولى، التي وُئدت في مهدها.

كشّرت السلطة عن كل أنيابها، وهي اليوم تقدم عروضا لا لأمل بحل يعيد الاستقرار في الداخل، ولكن طمعاً في احتواء المعارضة وإشراكها في الاستحقاق الانتخابي الذي تنتظره البحرين في تشرين الأول/أكتوبر المقبل. اعتقال الشيخ علي سلمان، وفرض الاقامة الجبرية على آية الله قاسم، أتى ضريبة موقف المعارضة في مقاطعة الانتخابات السابقة. لا تريد السلطة للمقاطعة أن تتكرر. ولكن كيف؟ من سيدفع الناس إلى المشاركة في انتخابات لا تعبر عنهم إلى اليوم، وزعيم معارضتهم معتقل، وأكبر رموزهم الدينية تحت إقامة جبرية؟!