Menu

عاصفة التدخل في الانتخابات الأمريكية تطال الإمارات

تعبيرية

بوابة الهدف_ وكالات

بدأت التحقيقات في التدخل الخارجي بالانتخابات الأمريكية تأخذ تطورًا آخر، حيث ظهرت احتمالاتٌ أن تكون الإمارات العربية المتحدة قد قدّمت دعمًا ماليًا لحملة "ترامب" الانتخابيّة، بهدف الحصول على "نفوذٍ سياسي" وسط صنّاع القرار الأمريكي، وذلك من خلال رجل أعمالٍ أمريكي كبير، ذا أصولٍ عربيّة.

وقالت "نيويورك تايمز"، في عددها صباح الأحد (4 مارس/آذار)، أنّ فريق المدعي الأمريكي روبرت مولر، الذي يحقق في التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، استجوب خلال الأسابيع الأخيرة رجل أعمال أمريكي من أصل لبناني هو جورج نادر، كما طالب شهودًا آخرين بتقديم ما لديهم من معلومات عن "أي محاولات بذلها الإماراتيون لشراء النفوذ السياسي بالمال، عبر دعم ترامب خلال حملته الرئاسية".

ونادر رجل أعمال، تأرجح على حبال الدبلوماسية لعقود، وكان وسيطًا في المحادثات بين أمريكا و سوريا في عهد الرئيس بيل كلينتون، وقدم نفسه من جديد كمستشار للحاكم "الحقيقي" لدولة الإمارات.

كما تقصى المحققون دور جورج نادر في صنع القرار في البيت الأبيض، حيث زار رجل الأعمال الكبير واشنطن مرات عدّة العام الماضي، والتقى خلالها ستيف بانون المستشار الاستراتيجي السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

كما اجتمع نادر مع جاريد كوشنر صهر ترامب ومستشاره لمناقشة السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، عشية زيارة ترامب إلى المنطقة في (مايو/أيار) الماضي.

ووجهت لنادر أسئلة عن علاقته بصناعة القرار في البيت الأبيض، وتقول مصادر الصحيفة إن "التحقيقات قد تشمل ما هو أكثر من الدور الروسي في الانتخابات وتتعداه إلى التأثير الإماراتي على إدارة ترامب، كما ستفتح الباب على الأموال التي تم تحويلها من عدة بلدان إلى الولايات المتحدة الأمريكية في عهد ترامب".

وذكرت المصادر، أن نادر تسلم الخريف الماضي من "إليوت برويدي" أحد جامعي الأموال الكبار لحملة الرئيس الأمريكي، تقريرًا مفصلا عن أحد اجتماعات ترامب المغلقة.

ويدير "برويدي" شركة أمنية خاصة لها عقود مع الإمارات تقدر قيمتها بمئات ملايين الدولارات، كما كان برويدي يحث ترامب على اجتماع "غير رسمي" مع محمد بن زايد، ودعم سياسات الإمارات في المنطقة، ونصحه بإقالة وزير الخارجية ريكس تيلرسون الذي رفض تبني موقف متشدد في الأزمة ال قطر ية.

واصطف ترامب إلى جانب الإمارات وأمير السعودية الشاب، محمد بن سلمان، في مواجهة قطر التي تستضيف أكبر قاعدة عسكرية للولايات المتحدة الأمريكية، ما وضعه وقتها في حرج مع وزير خارجيته.

ويبدو أنّ الخناق يضيق على الدائرة المحيطة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وسط الكشف عن تلاعباتٍ كثيرة في إدارته، حيث فقد صهره وكبير مستشاريه، جاريد كوشنير، الوصول إلى التقارير الاستخباراتية اليومية في وقتٍ سابق.

ولم تكن الإمارات بعيدة عن كوشنير، الذي كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أنّ تقارير استخباراتية أكدت أنّ مسؤولين في الإمارات و"إسرائيل" والصين والمكسيك كانوا يسعون إلى إخضاع "صهر ترامب" لنفوذهم عن طريق استغلال اتفاقاته المعقدة في مجال الأعمال وأموره المالية.

يذكر أنّ عدة جهات مسؤولة في واشنطن تُجري تحقيقات بشأن مزاعم التدخل الروسي في حملة الانتخابات الأمريكية، وما يتردد عن تورط شخصيات لها علاقة بالرئيس ترامب مع مسؤولين روس. وفُتحت لجان في كل من مجلس النواب ومجلس الشيوخ لإجراء التحقيقات وتقصى الحقائق.

وفي وزارة العدل، يجري تحقيق خاص يترأسه مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق روبرت مولر، ووجه التهم لأربعة أشخاص كانت على صلة بالرئيس الأمريكي خلال حملته الانتخابية، وهذا ما أنكره ترامب بشدة.