قدّمت مصر مساحةً تقدّر بألف كيلو متر من أراضي جنوب سيناء، إلى المملكة العربية السعودية وذلك في إطار مشروع مدينة "نيوم" الذي أعلنه ولي العهد السعودي في وقتٍ سابق، حيث سيخصصّ أكثر من 10 مليار دولار لتطور الأراضي المخصّصة.
وتأتي هذه الاتفاقية في مستهل أول جولة خارجية للأمير محمد بن سلمان منذ تقلده ولاية العهد في يونيو/حزيران من العام الماضي وقيادته حملة تطهير استهدفت النخبة الاقتصادية والسياسية في المملكة، وشهدت اعتقال عدد من كبار الأمراء ورجال الأعمال.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولٍ سعودي قوله: "السعودية ستتعاون مع مصر و الأردن على استقطاب شركات الملاحة والسياحة الأوروبية للعمل في البحر الأحمر خلال الشتاء".
وتندرج هذه الأراضي على البحر الأحمر ضمن أصول صندوق مشترك بقيمة عشرة مليارات دولار أعلنت الدولتان تأسيسه في ساعة متأخرة من مساء الأحد خلال زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للقاهرة.
وتعززت علاقات مصر والسعودية مع انتخاب عبد الفتاح السيسي رئيسًا لمصر في 2014، بعد الإطاحة عزل الرئيس السابق محمد مرسي التابع لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة والمصنفة كمنظمة إرهابية في كلا البلدين.
وكانت القاهرة والرياض، قد وقعتا اتفاقية بإنشاء صندوق مشترك للاستثمار بقيمة 16 مليار دولار، في أبريل/ نيسان 2016، بحضور السيسي والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز خلال زيارة الأخير للقاهرة آنذاك
وكان ولي العهد السعوي قد أعلن من قبل خطط إنشاء تلك المنطقة المعروفة باسم "مدينة نيوم" على مساحة 26500 كيلومتر خلال مؤتمر دولي للاستثمار في الرياض.
وقال مسؤولون إن من المتوقع في نهاية الأمر أن يبلغ إجمالي الاستثمارات العامة والخاصة في المنطقة 500 مليار دولار.
ومن المقرر أن تركز هذه المدينة العملاقة، التي تم وضع نظام قضائي وتشريع خاص بها لجذب المستثمرين الدوليين، على صناعات مثل الطاقة والماء والتكنولوجيا الحيوية والغذاء والتصنيع المتطور والسياحة.
وقالت الرئاسة المصرية في بيان لها مساء أمس الإثنين، إنه قد تم "تأسيس صندوق استثماري مصري سعودي بإجمالي قيمة 16 مليار دولار لضخ الاستثمارات السعودية في مشاريع مصرية (دون تحديد)".
وأضاف البيان: "يتم اختيار المشروعات من خريطة مصر الاستثمارية التي أعدتها وزارة الاستثمار والتعاون الدولي، بالتنسيق مع باقي الوزارات والهيئات الحكومية".
وتؤيد مصر السعودية في حربها ضد اليمن، التي تستمر منذ ثلاثة أعوام، كما انضمت العام الماضي إلى السعودية والإمارات والبحرين في مقاطعة قطر .
