Menu

القوات التركية تجتاح عفرين بعد تشديد الخناق عليها

ارشيفية

بوابة الهدف_ وكالات

اجتاح الجيش التركي والقوات السورية المعارضة التابعة له، صباح الأحد، مدينة عفرين السورية، فيما تواصلت الاشتباكات مع وحدات حماية الشعب الكردية.

وقالت مصادرٌ إعلامية، أنّ القوات التركية سيطرت على ثلثي مدينة عفرين، حيث وصلت إلى مركز المدينة عند الساحة الوطنية، وسيطر الجيش التركي قبل الهجوم على ثلاثة مداخل للمدينة؛ الشرقي والغربي والشمالي، فيما ترك المدخل الرابع الذي يخرج عبره المدنيون باتجاه جبل الأحلام.

هذا واقتحم مسلحو درع الفرات بدعم جوي وقصف مدفعي كثيف محيط مدينة عفرين من الجهة الغربية، فيما تصدّت وحدات الحماية للمهاجمين في محيط المحمودية ومشفى عفرين.

من جهته، قال المرصد السوري المعارض إن "اشتباكات تدور حالياً في المدينة التي سيطرت القوات التركية والفصائل الموالية لها على أحياء منها". وأضاف المرصد أن الفصائل السورية الموالية لأنقرة أعلنت في بيان لها "توغلها داخل مدينة عفرين من المحورين الشرقي والغربي والسيطرة على حيي الأشرفية والجميلية".

يذكر أن مهاجمة المدينة جاء بعد سيطرة الجيش التركي والمسلحين المدعومين منه مساء السبت على السجن المركزي والمنطقة الصناعية غرب عفرين، فيما اكتظّت الطرق المتفرعة من المدينة باتجاه قرى كيمار والزيارة وكشتعار والحقول المجاورة بمئات آلاف النازحين.

كما سجلت حالات وفيات بين النازحين جراء الانهاك من المسير الطويل، وفي ظل ضعف الخدمات الصحية والإغاثية.

وكانت قوات سوريا الديموقراطية "قسد" قد كشفت في وقت سابق أن الجيش التركي ارتكب مجزرة مروعة في مدينة عفرين جرّاء القصف المكثف والتي راح ضحيتها 47 شهيداً وعشرات الجرحى. 

وأطلقت إدارة مدينة عفرين نداء استغاثة عاجلة لإنقاذ حياة عشرات الآلاف من المدنيين، معلنةً أن محنة السكان تفاقمت عندما شرع الجيش التركي بقطع مصادر المياه والطاقة عن المدينة.

وتفيد تقارير بانقطاع إمدادات المياه والكهرباء وشح المواد الغذائية داخل مدينة عفرين التي تشير بعض التقديرات إلى أنها تضم ما يصل إلى سبعمئة ألف شخص.

ولا تعتزم تركيا تسليم المدينة إلى الحكومة السورية، وفقًا لتصريحات الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، يوم الخميس الماضي.

وتسعى إلى تشكيل إدارة محلية من الشعب. فيما تنوي القوات التركية التوغّل داخل الأراضي السورية، في مواصلة لعمليتها العسكرية غير الشرعية داخل أراضي الدولة السورية.

وشهدت الأيام القليلة الماضية نزوح الآلاف من مدينة عفرين نحو مناطق أخرى بريف حلب الشمالي تخضع إما للمعارضة وإما للنظام السوري، وهو ما أكدته الأمم المتحدة.

وقالت عضوة الهيئة الكردية التي تدير شؤون منطقة عفرين هيفي مصطفى إن أكثر من 150 ألفًا نزحوا عن مدينة عفرين في الأيام الماضية.

وشنت تركيا هجوماً جوياً وبريا في منطقة عفرين لتفتح بذلك جبهة جديد في الحرب السورية التي تشارك فيها أطراف عدة، مستهدفة المقاتلين الأكراد في شمال سوريا.

وجاءت العملية تحت اسم "غصن الزيتون"، في 20 كانون الثاني/ يناير 2018، حيث أكد الرئيس التركي أن العملية بدأت فعلياً في الميدان وستستمر حتى منبج والحدود العراقية.

وتقع منطقة عفرين على ضفتي نهر عفرين في أقصى شمال غربي سوريا، وهي محاذية لمدينة اعزاز من جهة الشرق ولمدينة حلب التي تتبع لها من الناحية الإدارية من جهة الجنوب، وإلى الجنوب الغربي من البلدة تقع محافظة إدلب ، وتحاذي الحدود التركية من جهة الغرب والشمال.

وعفرين منطقة جبلية تبلغ مساحتها نحو 3850 كيلومترا مربعا أي ما يعادل 2 بالمئة من مساحة سوريا، ومنفصلة جغرافياً عن المناطق الأخرى التي يسيطر عليها الأكراد على طول الحدود مع تركيا.