هاجم كل من نفتالي بينيت وزير التعليم ووزيرة الثقافة ميرى ريغيف الفنان الفلسطيني العربي نورمان عيسى الذى رفض تأدية عرض مسرحي في مستوطنات غور الأردن معتبرا ذلك خيانة لضميره ووطنه.
وقرر بينيت إخراج المسرحية من الجهاز الثقافي المعنى بإقرار المناهج التعليمية رغم أن اللجنة المشرفة كانت قررت بقاء المسرحية في المناهج التعليمية وفى نفس التوقيت أعلنت ميرى ريغيف وقف التمويل الخاص للمسرحية الذى تقدمة وزارة الثقافة عقابا للفنان عيسى.
كما اعلنت ريغيف وقف دفع المال لمسرح الأطفال والشبيبة العربي "الميناء" في مدينة يافا بشكل كامل.
وتعتبر مسرحية "بوميرانج" أو الزمن الموازى مسرحية ناجحة في الوسط العربي حيث تجسد قصة ناشط من الفلسطينيين داخل الخط الأخضر قتل جنديا إسرائيليا. تعود القصة فيها لعام 1984 حيث تحكى قصة أسير أمنى هو وليد دقة الذي كان يحلم بالزواج وأدين بالمشاركة في قتل واختطاف الجندي موشية تمام فحكم بالمؤبد.
اليمين المتطرف بدولة الاحتلال رحب بالخطوة واعتبرها خطوة استثنائية وشجاعة وأكثر من ذلك قاموا بزيارة عائلة الجندي التي بدورها كانت قد اعترضت على المسرحية وباركت لها وقف العمل بالمسرحية، وشكرت العائلة بنيت وريغيف وقالت بانها خطوة شجاعة وعميقة.
وعبر حسابها الشخصي على الفيس بوك سألت ميري ريغيف نورمان عيسى اين هو التعايش الذى تؤمن به ؟ ودائما ما تصرح به ؟
وطالبته بالتراجع والقبول بالعرض في الاغوار، لكن فى مهرجان سينما الجنوب قوبلت ريغيف بصرخات استهجان وهتافات نالت من شخصها.
فردت بأنه: يجب ان يكون هناك اصوات كثيرة معترضة في اسرائيل لكن الان ليس وقتها نحن نجابه بحملات مقاطعة عالمية والدولة على المحك، يجب ان يتوقف هذا الهراء ولو مؤقتا من اجل مصلحة اسرائيل العليا .. هؤلاء نورمان وغيره يوفرون مادة خصبة لأعدائنا لينالو منا هل تقبلون بذلك؟ موجهة كلامها للجمهور الإسرائيلي، وهنا رد الطلاب الجامعيين بالصراخ والشتائم لريغيف.
أحدهم قال : تريدون ان تحولوا الديمقراطية لنظام ديكتاتوري تمنعون انتقاد الجيش والان تمنعون عمل ثقافي أنتم جبناء.
واستمرت صافرات الاستهجان طوال الوقت في المهرجان من أكاديميين وطلبة جامعات ، ومن بيت الاصوات برز صوت بريمنغر، رئيس قسم السينما حيث صرخ بأعلى صوته "لا يوجد أمر كهذا".
وكانت ريغيف قبل تسلمها منصبها أعلنت بشكل واضح أن التعددية والديمقراطية شيء والمس بصورة الدولة شيء آخر وأنها لن تسمح أبدا بتخطي الخطوط الحمراء كالجيش وشكل الدولة اليهودية.
وكان بعض الفنانين يعولون ان تتغير هذه التصريحات بمجرد تسلم ريغيف لمنصبها كوزيرة للثقافة الا ان الامر يبدوا كابوسا بالنسبة لهم فهي تصر على تنفيذ كل ما كتبت.
أحد كبار المسئولين في المسرح الإسرائيلي صرح اليوم: إذا استمرت ريغيف في ما تقوم به يجب أن يكون هناك إضراب، شامل وكبير تشترك فيه كل الهيئات الثقافية في البلاد الأمر مزعج ومخيف حقا وصورة اسرائيل ستهتز في العالم علينا أن نحمى الدولة من ريغيف وبينيت.
بدورة قال نورمان عيسى: أنا فلسطيني متزوج من يهودية أؤمن بالتعايش المشترك ولكنى لن أذهب لمناطق متنازع عليها، هويتي تبقى فلسطينية عربية زوجتي اليهودية تفكر كما أفكر وتعيش من أجل تكريس الحب والسلام مثلى تماما.. إن الحل موجود.
وأضاف: من مدة الممثل الذى يرفض حضور عرض عسكر يتم استبدالة باخر، لقد ابلغت المسرح من مدة اننى لن اكون بالعرض لاسباب اخلاقية وانسانية ووطنية
عدنان طرابشه قال لهارتس: ان ما يمارس الان هو تعميق وتوضيح للعنصرية ضد العرب الان صورة واضحة ولا تحتاج للتصوير. الكراهية والحقد بارزان بشكل كبير وواضح عليهم ان يعترفوا بذلك
ومن ابرز ما قيل عما يجرى مع المسرحية على لسان المخرج الاشهر فى اسرائيل سيناى بيتار: هناك هجوما وحربا غير مسبوقة على التقافة العربية يجب ان تتوقف فورا من اجل مظهر اسرائيل امام العالم،يجب ان نحميهم من جنونهم. هناك مسرحيات يهودية تهاجم العرب وتصفهم بالفئران تساءل لماذا لم توقف ؟ باختصار لاننا عنصريون الامور واضحة؟
اذن التمييز العنصرى ليس سياسيا فقط وانما اصبح ثقافيا، لقد تجاوزوا الخطوط الحمراء.