قالت منظمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في سجون الاحتلال الصهيوني، اليوم الثلاثاء، وبمُناسبة الذكرى السابعة عشر لاغتيال الأمين العام للجبهة أبو علي مصطفى ، أنه "في مثل هذا اليوم قصفت طائرات "الأباتشي "الصهيونية البناية التي يعمل بها الرفيق أبو علي ليرتقي شهيدًا ليلتحق بالقائمة الطويلة من الشهداء الأبرار الذين اختاروا درب الحرية والكرامة ورفضوا الذل والهوان، وأبًو إلا أن يكونوا في مقدمة الصفوف المدافعة عن حقوقنا الوطنية والقومية والإنسانية".
وأضافت في بيانٍ لها وصل "بوابة الهدف": "لقد رحل أبو علي وبرحيله ترك لنا اسمًا كبيرًا نفتخر ونعتز به، كيف لا وهو رجل الصلب المبدئي والمدرسة المثلى للتنظيم والانضباط والصلابة الثورية والتضحية والاباء، لقد شكل لنا أبو علي وما زال نموذجًا للمُناضل المُتواضع والمعطاء والذي كرس حياته منذ نعومة أظافره للعمل الوطني والحزبي منذ أن كان شابًا يافعًا في حركة القوميين العرب مرورًا وتفانيه في الهيئات القيادية للجبهة وقيادته للعمل العسكري في أكثر من مرحلة بإبداع ورقي ووصولاً إلى قيادته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كأمين عام".
وتابعت: "رفاقنا إن أبا علي لم يكن عاديًا لقد كان رجلاً استثنائيًا بكل المقاييس وقد شكل رحيله خسارة جسيمة ليس للنضال الوطني والقومي فحسب إنما خسارة للنضال الأممي وللشعوب المضطهدة ولحركات التحرر العالمية التقدمية على سواء، فأبا علي صاحب الفكرة والرؤية التي تشربها من الممارسة النضالية مع رفيق دربه الحكيم تلك الرؤية المنبثقة من رحيل بناء طبقي متجذر ومنحاز للطبقات الكادحة والمضطهدة، اذ كان الرفيق أيدلوجيًا بالأصول والممارسة وهو المنحدر من عائلة فلاحية فقيرة عاش حياة اللجوء والتحم مع ابناء شعبه في النضال ضد الاستعمار الاستيطاني الصهيوني الذي يسعى لإنهاء الوجود الفلسطيني وشطب حقوقه ومكتسباته".
وجاء في البيان "رفاقنا الأعزاء تطل علينا ذكرى استشهاد الرفيق أبو علي ونحن نمر في أحلك الظروف السياسية وأصعبها حيث نشهد متغيرات دولية واقليمية غاية في الأهمية واتفاقات جديدة يجدر الوقوف أمامها، فعلي الصعيد الدولي نقرأ مجموعة من الظواهر الملفتة منها ارهاصات تعود لليمين الشوفيني المتطرف ونموه في القارة الأوروبية حيث نشهد تحولات جذرية تهدد مستقبل دول اليورو وتعالي الأصوات داخل الاتحاد الأوربي التي تنادي بالانفصال وبإعادة الاعتبار للمسألة القومية أو بإعادة صياغة تحالف اليورو بما يضمن تقليص نفوذ الدول المتضررة في الاتحاد وتحديداً ألمانيا، من جهة أخرى نشهد ولأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية حالة من التناقض الجدي ليس بين المنظومة الأوربية فيما بينها فحسب بل أيضاً نشوء تضارب مصالح بشكل جديد بين قوى الاتحاد والولايات المتحدة الأمريكية هذه التناقضات ليس مجرد حصيلة لانتخاب "ترامب" رئيساً للدولة العظمى في العالم إنما هي نتاج طبيعي لتناقضات المجتمعات الرأسمالية فيما بينها على الحصص الاقتصادية النفوذ السياسي".
كما وأكدت أنه "وبدون شك فإن انتخاب ترامب لا يعتبر ظاهرة غريبة عن المجتمع الأمريكي الذي أقيم على أنقاض ملايين البشر من قبائل الهنود الحمر، إن انتخابه في الحقيقة يعكس طبيعة القوى المتناحرة في المجتمع الامريكي التي تضم أبرز الفئات الرأسمالية الجشعة من تحالف الأنجلو-ساكسون العرقي والبروتستانت المحافظ واللوبيات القوية ولوبي السلاح واللوبي الصهيوني، ولا شك أن هذا التحالف العنصري يدفع نحو توسيع نطاق الصدام مع العالم على قاعدة فرض الهيمنة والسيطرة دون منافس. فأمريكا الحالية ستنتج سفينة تنافس وتتحدي مثل الصين وروسيا والاتحاد الأوروبي كما تعزز تدخلها السافر في أمريكا اللاتينية وتتصادم مع حلفائها مثل تركيا وتفرض عقوبات اقتصادية عليها وتستجيب للمطالب الإسرائيلية حول إيران وفلسطين وتماثلت معها كلياً في أغلب الملفات الدولية والإقليمية والمحلية فموقفها في نقل السفارة إلى القدس وشق حق العودة واستخدامها للفيتو في المجلس مرة تلوى أخرى لصالح دولة الكيان وإعدادها لما يسمي صفقة القرن التصفوية التي تلغي الحقوق الوطنية والتاريخية والإنسانية لشعبنا كل ذلك ليس سوى تأكيد على عدائها لشعبنا وشراكتها في مسلسل التطهير العرقي بحقنا".
وشدّدت على أن "ما يجرى على الساحة العربية مقلق للغاية فمن جهة تصاعد وتيرة التطبيع بين الأنظمة الرجعية العربية وبين الكيان الصهيوني بشكل غير مسبوق وذلك باضطراد مع تصاعد الخلافات العربية التي يؤرجها النظام السعودي والاماراتي في سعيهم إلى تفكيك العالم العربي وتدميره على غرار ما يجري في سوريا والعراق واليمن و ليبيا وغيرها"، في حين أشارت إلى أنه "بات واضحًا معسكر الأعداء الذي يضم هذه القوى الرجعية الخائنة والمتحالفة مع أمريكا ودولة الكيان، وقد تجلى دوره وظيفياً في إعداد تنفيذ المخططات والمشاريع الإمبريالية لا سيما فيما يتعلق بالملف الفلسطيني".
وأكّدت على أن "جملة المؤامرات التي تحاك ضد شعبنا تتطلب إنجاز ملف المصالحة فورًا وإنهاء الانقسام الفلسطيني على قاعدة الشراكة الوطنية الحقيقية وإعادة بناء البيت الفلسطيني الداخلي وهو الطريق الأقصر لمواجهة صفقة القرن، فالتلكؤ والمماطلة والتشويه في ملف المصالحة لا يخدم المصالح الوطنية بالمطلق إنما يخدم الاحتلال في القضاء على حلمنا بالعودة وتقرير المصير".
ورأت المنظمة في بيانها، أن هناك "فجوة كبيرة بين التصريحات التي تنادي برفض صفقة القرن وبين الممارسة على أرض الواقع من قبل الرئاسة فلسطينية المتحكمة في القرار الفلسطيني والمستأثرة به، والا ما معنى تعطيل المصالحة؟ أو فرض الشروط التعجيزية؟ أو فرض العقوبات الجائرة على أهلنا في غزة؟ أو حتى تشكيل مجلس وطني انقسامي لا يعبر عن مكونات الشعب الفلسطيني؟ أليس ذلك تفاوضاً مع صفقة القرن؟؟".
وقالت إن "السعي الحثيث نحو شرذمة الشعب الفلسطيني وقواه الحية تصب في اضعاف كافة مكامن القوة لشعبنا تمهيداً للتساوق مع المشاريع الصهيو-امريكية في المنطقة".
وختمت حديثها بالقول، أنه "على هذا الأساس جاءت مسيرات العودة في غزة البطولة والشهامة لتعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية لتقول الجماهير الفلسطينية كلمتها ضد كافة المؤامرات التي تحاك ضد شعبنا ورفض الحصار والذل تأكيداً على حقنا في مقاومة الاحتلال بكافة السبل الممكنة".