Menu

أوسلو.. حصاد ربع قرن

ملف خاص تطلقه بوابة الهدف الإخبارية

خاص بوابة الهدف - غزة

كم مضى على اتفاقيات أوسلو؟ ومن يعد أصلًا، هل نعدها بالسنوات، أم بالانتكاسات والخذلان والتهاون المروع بحقوقنا الوطنية والتاريخية.

ألم يحن الوقت بعد لإغلاق هذه الصفحة الكارثية، والمحزنة، والمخجلة من تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية، التي تجلل بظلالها السوداء على مسيرة هذا الشعب العظيم؟

كم مضى على اتفاقيات أوسلو..؟

عصر من "حياة المفاوضات" أم دهر من الإنجازات السلبية، والغوص أكثر في مستنقع الاستيطان ونهب الأرض وتدمير الروح الوطنية وانتزاع الأحلام؟

ثم يسألون لماذا نرفض أوسلو؟ بينما علينا أن نقول: لماذا علينا أن نواصل رفض أوسلو؟

هل لأنه ثاني أكبر انتصار للصهيونية بعد تأسيس دولة الاستيطان الغادرة، على ما قاله "حمامة السلام" الصهيوني عاموس عوز، أم لأنه ثاني أكبر هزيمة لنا بعد النكبة؟

كانت حرب الخليج بداية مرحلة جديدة في البربرية الإمبريالية، خاتمة دموية لعهد دموي وافتتاح دموي لعهد بربري جديد.

هذا بالضبط ما فعلته حرب الخليج الأولى، إعادة تقديم "إسرائيل" كبؤرة مركزية في المعادلة المنطقية ( من منطقة) لا فكاك منها، ومن هنا جاء دخولنا مدريد ( كعرب وفلسطينيين عموماً) دخول الهزيمة، ليس التعادل، دخول من سيدفع، فالمنتصرون لا تأخذهم الرأفة عادة بأعدائهم فتلك سنة البربرية: العدو المهزوم إما أن يباد أو يؤخذ عبداً لحراثة الحقل!!

 مدريد كانت خياراً تصفوياً على عدة جبهات: قطع الطريق على تشكل نهوض عربي واع يقطع مع الهزيمة، في ظل ظرف موضوعي مُواتٍ، ثم تدمير الانتفاضة وهذا كان له خصوصية على الجبهة الفلسطينية خصوصية تمثلت بهزيمة تسمى اتفاقا فكانت (أوسلو).

كان لابد لبدايات مدريد أن تؤدي إلى نهاية مثل أوسلو. كتب الحكيم: جورج حبش "إن العدو لا يمكن أن ينسحب إلا إذا تحول مشروعه الاحتلالي إلى مشروع خاسر، وكلمة خسارة تنطبق على اتجاهات عدة، بشرية واقتصادية وأخلاقية".

ولكن إذا كان الانسحاب، أي التخلي عن قرار الاحتلال ( وليس إعادة ترتيبه كما يحدث الآن) هو النتيجة الطبيعية لخسران الاحتلال، فإن هناك شرطاً لابد منه لتتحقق المعادلة الصحيحة شكلاً، وهذا الشرط هو أن المحتل أي المٌستعمَر، يمتلك القوة الكافية لتحويل خسارة المٌستعمِر إلى انتصار، فخسارة الأخير (المٌستعمِر) ليست شرطاً لانتصاره، فإذا لم يكن هذا المٌستعمَر ممتلكاً الوسائل لإمساك لحظة النصر فهو لن يتمكن منه، وأكثر من ذلك لا يستحقه!!

 ونأخذ مثلاً جنوب أفريقيا، تحول النظام العنصري إلى الخسارة، وهي مرت بمراحل، لم يكن الطرف الآخر قادراً على الإمساك بلحظة الانتصار فعمد النظام إلى تكييف نفسه عبر وسائل مختلفة منها مثلاُ نظام البانتوستان( الذي تتم إعادة اختراعه في فلسطين الآن) وهو نظام يريح المٌستعمِر ويبقيه في آن معاً، يخلق أدوات استعماره من صفوف المٌستَعمَرين.

لم يكن مقدراً للخسارة ان تتحول إلى هزيمة شاملة وسقوط مدوٍ لولا الكفاح البطولي لمانديلا ورفاقه، عندما تمكنوا من إمساك شرط الانتصار عبر رفض كل المساومات العنصرية والتمسك بانتصار شامل ونهائي.

لماذا نتحدث عن جنوب أفريقيا في ذكرى أوسلو؟ لأنها ربما تقدم تجربة جنوب إفريقيا درساً فذاً ونموذجاً لهذه المعادلة التي يطرحها الحكيم.

بمرور خمسة وعشرين عاماً على توقيع تلك الاتفاقية المشؤومة، نريد أن نواصل الحديث عن المقاومة وعن الصمود، نريد الاستمرار في الرفض والتعرية والتحليل والفهم، لنفهم أكثر ما الذي حدث؟ وكيف حدث ولماذا حدث؟

من هنا يأتي هذا الملف المفتوح الذي تقدم فيه "بوابة الهدف" وجهات نظر وتحليلات فلسطينية وعربية، لهذا الحدث الجلل ومآلاته على القضية الفلسطينية، بل وعلى مجمل الوضع العربي، وكذلك نقد وجهات نظر صهيونية، أيدت أوسلو وعارضته، حيث في سياقها نظرة على "الضفة الأخرى" من بحر الصراع.