ترتبط الإصابة بمرض السكري لدى الكثيرين بالبدانة، إلّا أنّ الأشخاص النحيفين أيضًا مُعرضون للإصابة. فما هو المعيار لقياس ما إذا كان الشخص معرض للإصابة أم لا ؟!
يتعلّق الأمر بنوع من الدهون يُعرف باسم "الدهون الحشوية" وهي تلك تتراكم حول الأعضاء الداخلية مثل الكبد والقلب والبنكرياس ويمكن أن تسبب مشكلات في حالة زيادتها مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وزيادة مستوى السكر في الدم وهو ما يعرف باسم داء السكري من النوع الثاني.
ويقول الأطباء إن المرء يمكن أن يكون نحيفاً ولديه دهون حشوية قليلة للغاية، وتظل لديه مشكلات في مستوى السكر في الدم، ولكن هذا أمر نادر. لذلك إذا جرى تشخيص إصابتك بمرض السكري من النوع الثاني وتشعر أنك لست بحاجة إلى خسارة الوزن، فهناك تفسير آخر محتمل.
إحدى الطرق التي يقيس بها الأطباء ما إذا كان شخص نحيفا للغاية أو بدينا للغاية أو وزنه مناسبا، هي معرفة قياس مؤشر كتلة الجسم، أي النسبة بين الطول والوزن. ولكن واحدًا بين كل أربعة مصابين بالنوع الثاني من السكري لديه ما يعتبر قياسا صحيا لمؤشر كتلة الجسم. إذن ماذا يحدث؟
أول شيء يجب أن يعرفه المرء أن مؤشر كتلة الجسم يمكن أن يكون مضللا للغاية. فإذا كنت لائقا بدنيا ولديك عضلات فإن مؤشر كتلة الجسم يمكن أن يشير إلى أواخر العشرينات. وعلى العكس يمكن أن تكون بدينا ولكن الكتلة العضلية منخفضة ولديك ما يبدو أنه مؤشر كتلة جسم منخفض وصحي. يهتم الأطباء بالدهون الحشوية لأن منظرها ليس سيئا على عكس الدهون الخارجية، إنما هي نشطة من ناحية الأيض.
ويُوضح الأطباء أنّ الدهون الحشوية ترسل مواد كيميائية يمكنها أن تسبب أمراضا قلبية والسكري، ورغم أنه لا يمكن قياسها بشكل جيد سوى بإجراء فحص بالرنين المغناطيسي أو مقياس امتصاص الأشعة السينية ثنائي البواعث، وهناك علامات تحذيرية واضحة مثل بطن بارز كحال الكثير من الرجال. ويشير إلى أن أحد الطرق الموثوق فيها لقول ما إذا كان المرء في شكل لائق أم لا هو قياس محيط الخصر. فهو العامل الأساسي في زيادة مستوى السكر في الدم، حتى في حال كان المريض غير بدين.
محيط الخصر يجب أن يكون أقل من نصف طولك. والأنباء الجيدة هي أن الدهون الحشوية غالبا ما تكون أول الدهون التي يفقدها المرء عند بداية اتباع حمية غذائية.
وكانت دراسة بريطانية لفتت إلى أن محيط الخصر قد يعمل كجرس إنذار مبكر على احتمال الإصابة بداء السكر. وتقول الدراسة إن حجم الخصر، الذي يوفر مقياسا تقريبيا لحجم الجسم، قد يكون مفيدا لتحديد الأشخاص الأكثر قابلية للإصابة بالمرض بين من يعانون من زيادة في الوزن وليس البدانة.
وتعرف السمنة بأنها أحد أهم العوامل المسببة للسكري، إلا أن الأطباء يجدون صعوبة في تحديد من لديهم القابلية للإصابة به.