قبيل ساعاتٍ من إنطلاق الانتخابات النصفية الأمريكية، احتدّت المنافسة بين القطبيْن الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة، حيث يقف على رأس الأوّل، الرئيس السابق باراك أوباما، متحديًا خلفه الحالي دونالد ترامب، وداعيًا إلى "مواجهة أكاذيب الجمهوريين الوقحة".
وبدأت مرحلة الصمت الانتخابي في مختلف الولايات المتحدة، منذ صباح الاثنين، ورغم أن اسم الرئيس ترامب لن يكون على ورقة الاقتراع في الانتخابات النصفية، فإنها تمثل استفتاء على رئاسته، ولذلك قاد بنفسه الحملة الانتخابية للحزب الجمهوري عبر عقد عشرات المهرجانات لدعم المرشحين من مؤيديه وأنصاره.
واستمر الحشد من قبل الحزبيْن الجمهوري والديمقراطي، للانتخابات التي تأمل المعارضة الديمقراطية في تحويلها إلى رفض وطني لترامب بعد عامين من انتخابه.
وخلال تجمع لدعم المرشح الديمقراطي لمجلس الشيوخ في إنديانا، قال أوباما: "هؤلاء الجمهوريون يكذبون بشكل فاضح ومتكرر ووقح. يخترعون أي شيء". داعيا إلى مواجهة أكاذيب الجمهوريين "الوقحة".
وأضاف أوباما: "بخلاف بعض الناس، أنا لا أخترع أي شيء عندما أتكلم. أنا أتكلم على أساس الحقائق"، من دون أن يذكر اسم ترامب.
وقال: "يجب أن تكون هناك عواقب عندما لا يقول الناس الحقيقة"، معددًا "أكاذيب" الجمهوريين في ما يتعلق بالنظام الصحي أو بقوافل المهاجرين التي تحدث عنها ترامب.
وفي الوقت نفسه، توجه ترامب إلى ولاية جورجيا دعما للمرشح الجمهوري لمنصب الحاكم، بينما كان أوباما موجودا هناك منذ يوم الجمعة، لدعم المرشح الديمقراطي. وواصل جولته في أنحاء الولايات المتحدة لمنع فوز الديمقراطيين.
وركز ترامب في خطاب للناخبين على وتر الاقتصاد الأميركي المنتعش، وعلى وتر التخويف من عودة الديمقراطيين الذين "يريدون فرض الاشتراكية على بلدنا، ويريدون إزالة الحدود الأميركية"، كما قال في تجمع انتخابي بولاية تينيسي مساء أمس الأحد.
الانتخابات والاستطلاعات
وأمام الناخب الأميركي رؤيتان متناقضتان ومخيفتان لحاضر ومستقبل الولايات المتحدة، تعرضهما بمبالغة أحيانا أصوات من الحزبين الغريمين، وتكشف أرقام التصويت المبكر عن مشاركة عالية، وعن إقبال أكبر من المعتاد من النساء والأقليات والشباب والتوقعات تشير كذلك إلى مشاركة عالية يوم الاقتراع.
وتجري انتخابات التجديد النصفي للكونغرس على 33 من أصل مئة مقعد في مجلس الشيوخ، و435 مقعدا في مجلس النواب، بالإضافة إلى الاقتراع على حكام 36 ولاية أميركية.
وأظهرت استطلاعات للرأي وخبراء لا ينتمون إلى أحزاب أن الديمقراطيين بشكل عام لديهم فرص جيدة للفوز بنحو 23 مقعدا إضافيا، بما يحقق لهم أغلبية في مجلس النواب يمكنهم استغلالها لفتح تحقيقات في ممارسات إدارة ترامب وعرقلة الكثير من أجندته التشريعية.
ولكن يُتوقع على نطاق واسع احتفاظ الجمهوريين بالأغلبية في مجلس الشيوخ الذي تشمل صلاحياته التصديق على مرشحي ترامب للمناصب ومقاعد المحكمة العليا.
وأظهر استطلاع مشترك أجرته صحيفة "واشنطن بوست" وشبكة "أي.بي.سي نيوز" أن الناخبين يفضلون المرشحين الديمقراطيين لمجلس النواب على الجمهوريين بنسبة 50% مقارنة بـ43%، لكن هذه النسبة أقل من فارق النقاط الـ14 التي تم تسجيلها في أغسطس/آب الماضي.