Menu

تحليلالمقاومة تفرض معادلتها.. الموقف قابل للتصعيد دون الوصول إلى "هاوية" الحرب

قصف صهيوني على قطاع غزة

غزة_ خاص بوابة الهدف

لليوم الثاني على التوالي يتواصل العدوان الصهيوني على قطاع غزة، حيث أقدمت قوة صهيونية خاصة من التوغل شرقي محافظة خان يونس، لكن أبطال المقاومة قاموا بالكشف عنها وملاحقتها والاشتباك معها، مما أسفر عن ترجل 7 شهداء، ومقتل ضابط كبير من القوة الصهيونية المهاجمة، وإصابة ضابط آخر بجراح خطيرة.

في سياق ردها على العدوان المتصاعد، قامت الغرفة المشتركة لقوات المقاومة بقصف المستوطنات والمدن الإسرائيلية، بعشرات الصواريخ، التي أصابت العديد من الأهداف، بالإضافة إلى استهداف باص لنقل الجنود بصاروخ "كورنيت"، مما أسفر حتى لحظة إعداد هذا التقدير إلى مقتل جندي إسرائيلي وإصابة عدد آخر بجراح.  في المقابل فإن العدوان الصهيوني توسع مساء اليوم، وطال في استهدافه مباني سكنية وأراضي زراعية ووسائل إعلامية ومواقع للمقاومة، حيث استشهد اثنين من أبطال الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كتائب الشهيد أبو علي مصطفى ، وعليه بات المشهد أكثر تعقيداً من أي وقت مضى، تحديداً منذ الحرب العدوانية الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة عام 2014.

بوابة الهدف استطلعت أراء بعض المحللين والمتخصصين السياسيين والمتخصصين في الشأن الإسرائيلي والأمني، في سياق تقديم تقدير موقف لمدى إمكانية تصاعد العدوان ووتائره ضد قطاع غزة، وتدحرجه إلى حرب وعدوان شامل على غرار الحروب الثلاثة التي شنت في أعوام 2008 -2012-2014.

وفي هذا السياق قال الكاتب المحلل السياسي، هاني حبيب: " الوضع بالغ التعقيد أكثر من أي وقت مضى، ولا يوجد قدرة على تحديد إلى أين يمكن أن تتدحرج الأوضاع؟ لكن الردود المحدودة من قبل الطرفين، تعطي انطباعاً، أن كلا الطرفين لا يريدان أن تتدحرج الأوضاع نحو حرب شاملة "

وأكمل حبيب: " رغم ذلك قد تخرج الأمور عن السيطرة، وفي كل الأحوال الجميع في حالة تأهب وانتظار، فالأمم المتحدة تدخلت من خلال مبعوثها ملادينوف، والأشقاء المصريين كذلك، خاصة وأن الإعلام الإسرائيلي يقول، بأن "إسرائيل" استوفت الرد".  

وأردف حبيب قائلاً: "أجواء الحرب السابقة قد تعود، وتترك أثرها على الرأي العام في قطاع غزة، فالأجواء ساخنة ومتوترة جداً، وقد تخرج عن السيطرة وعدم القدرة على ضبطها". فيما ذهب الباحث في الشأن الأمني، عبدالله العقاد، للقول أن العدوان الصهيوني: "يأتي مع مطلع تنفيذ تفاهمات 2014 بعد سلسلة الوساطات التي حركتها المسؤولية بعد استمرار متصاعد لمسيرات العودة وكسر الحصار، حيث أفشل المقاومون عملية أمنية نوعية بتيقظهم الدائم وتعاملهم معها بقوة، ولولا تدخل الطيران بكل أنواعه، لكانوا جميعاً في قبضة المقاومة."  

وأوضح العقاد، بأنه: "جراء هذا الغدر الصهيوني كان لا بد للمقاومة من تثبيت قواعد الميدان برد مناسب لهذا العدوان بشكل يضمن عدم الدخول في مواجهة مفتوحة، لكن الكرة في جهة الاحتلال، إن كان يريد توسيع نار المقاومة، فهذا يتحدد بالرد على تصعيد المقاومة في سياق ردها على العدوان المتواصل".  

وأكمل الباحث في الشأن الأمني، بالقول: "في هذا السياق جاء تصعيد المقاومة الفلسطينية في غزة اليوم، وقد أكدته غرفة العمليات المشتركة بتحذير الاحتلال من ردود ستكلفه كثيراً. وقد أكدت المقاومة عملياً على تحديد ردها، من خلال استهداف الباص العسكري بعد إفراغه من العسكري، من الواضح أن الاحتلال مرتبك في تعامله مع الميدان لأنه يدرك أن اتساع النيران ستصل المركز".

 من جهته قال الدكتور وسام الفقعاوي، أستاذ العلوم السياسية، ورئيس تحرير بوابة الهدف، بأن: "المقاومة استطاعت أن تفرض معادلتها الجديدة على الأرض كما في السماء، من خلال إيصال رسالة للعدو الصهيوني، مفادها أن دخوله وقواته بما فيها نخبتة إلى قطاع غزة، لن تكون نزهة لهم، بل سيعودون مدرجون بدمائهم، كما أن مستوطناتهم لن تكون بمأمن من صواريخ المقاومة، التي أثبتت فعاليتها في سياق الرد على العدوان المتصاعد".

وأكد د. الفقعاوي، قائلاً: "إن المطلوب هو توحيد جهود المقاومة الفلسطينية، في إطار الغرفة المشتركة، التي يجب أن تتطور لبناء جبهة المقاومة الموحدة، التي مطلوب منها أن تحدد أولويات المواجهة مع العدو، وآليات ووسائل الرد على عدوانه المستمر على شعبنا وأرضنا والاستهداف لحقوقه وقضيته، مع إعطاء الأولوية أيضاً للتقدم على طريق الوحدة الوطنية الفعلية، من خلال إنهاء الانقسام، وطي صفحته تماماً، من على قاعدة الاتفاق على استراتيجية وطنية موحدة وشاملة، ترتكز على مشروع التحرير، ونهج وثقافة المقاومة بكافة وسائلها وأشكالها".

وحذر د.الفقعاوي، "من مغبة الإقدام على إعطاء العدو أية التزامات أو إبرام أية تفاهمات أو اتفاقات تهدئة من شأنها تقييد المقاومة، أو فتح المجال أمام استكمال المشروع الأمريكي – الصهيوني الهادف إلى الإجهاز على قضية شعبنا وتصفيتها". موضحاً أن: "المقاومة تمثل روح الشعب الفلسطيني في مواجهته للمشروع الصهيوني، التي من خلالها استطاعت أن تفرض معادلتها بالأمس واليوم".

وأكد في الوقت ذاته، بأنه: لا يتوقع أن تتدحرج الأوضاع إلى حرب شاملة على غرار ما سبق من حروب، على اعتبار أن الجبهة الشمالية، هي الأكثر سخونة بالنسبة للعدو الإسرائيلي، وعليه، يحاول البحث عن تهدئة الجبهة الجنوبية، من خلال السعي لتثبيت اتفاق التهدئة مع حركة حماس ، وهذا ما لا يجب أن يتحقق للعدو، أو السماح له بفرض قواعد الاشتباك التي يريد تحديدها".

بدوره أوضح، المختص في الشأن الإسرائيلي، أحمد جابر، "لا يمكن الجزم بتحول المعركة الحالية إلى حرب، نتنياهو لايريد الحرب، والمؤسسة العسكرية يتآكلها القلق من جبهة الشمال، لكن يُجَر نتناهو من عنقه من قبل ليبرمان وبينيت، بينت كتواق للحرب وليبرمان دفاعًا عن منصبه، يريد بينت أن يفشل ليبرمان لأن عينه على وزارة الحرب".

وأضاف جابر: "بالنسبة لنا، رأيي الخاص أن معركة خان يونس أعطتنا نصف النصر، وما يجري الآن هو مكمل للمعركة، وكسبها رهن بمواصلة الصمود ووتيرة القصف وهذا ما سيخضعهم في النهاية"".