Menu

مزهر: إنجازات "الغرفة المشتركة" تؤكّد قدرتنا على تحقيق الوحدة الوطنية

جانب من اللقاء- بوابة الهدف

غزة_ بوابة الهدف

عقد الملتقى الفكري التقدمي التابع للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في محافظة رفح جنوب قطاع غزة، مساء الأربعاء 21 نوفمبر 2018، لقاءه العشرين، وتركّز موضوع النقاش فيه حول "غرفة العمليات المشتركة.. كمدخلٍ للإطار القيادي الموحد".

واستضاف الملتقى عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، مسؤول فرعها في القطاع، جميل مزهر، وحضر اللقاء ممثلون عن القوى الوطنية والإسلامية، وشخصيات اعتبارية ومخاتير وأعيان من المحافظة، وقيادات وكوادر وأعضاء الجبهة. بالإشارة إلى أنّ اللقاء حمل اسم المناضل الشهيد، ابن رفح، جمال عبد الرازق.

توحيد الفعل العسكري يُؤكّد قدرتنا على تحقيق الوحدة الوطنية

وفي مطلع مداخلته، أشاد مزهر بأداء غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، خلال المواجهة الأخيرة مع الاحتلال في غزة، التي قال إنّها "حققت إنجازاً مهماً تمثل بتوحيد الفعل العسكري لقوى المقاومة، والذي ترك أثراً مهماً لدى أبناء شعبنا". وأضاف إنّها "وجّهت رسائل داخلية بأنه يُمكننا بناء الوحدة الوطنية، كما وجّهت رسالة للاحتلال بأن قوى المقاومة في خندق واحد في التصدي للعدوان، بعيداً عن الحسابات الفصائلية".

وعن الأهداف التي تحققت خلال العدوان الصهيوني الأخير على غزة، عبر الغرفة المشتركة، قال مزهر إنّ الاحتلال فشل فشلاً ذريعاً في عمله الأمني والاستخباراتي داخل القطاع، وتمثل هذا بانكشاف الوحدة الصهيونية الخاصة بخانيونس وملاحقتها وتصفية قائدها، وبعدها قصف المقاومة للمستوطنات بمحيط غزة وعملية الباص، وهو ما يُشير إلى أن الغرفة المشتركة أدارت المعركة بوطنية ومسئولية عالية وحنكة سياسية، لذلك حققت إنجازات مهمة جعلت الاحتلال يراجع حساباته كثيراً.

ونوّه إلى إنّ تجربة غرفة العمليات المشتركة ليست وليدة اللحظة، فهناك تجارب عديدة مرت في تاريخ الثورة الفلسطينية، جسّدت جبهة مقاومة موحدة، ولفت إلى أنّ وثيقة الوفاق الوطني 2006 التي أسس له الأسرى، تضمّنت في البند (10) ضرورة العمل من أجل تشكيل جبهة المقاومة الفلسطينية، لقيادة وخوض المقاومة ضد الاحتلال، وتوحيد وتنسيق العمل والفعل المقاوم والعمل على تحديد مرجعية سياسية موحدة لها.

وأضاف مزهر أن لدى شعبنا الكثير من القواسم المشتركة التي يمكن أن تُبنى عليها الوحدة، وأن برنامج الحد الأدنى من القواسم المشتركة يمكن أن يشكّل أساساً مهمًا لبناء هذه الوحدة.

نسعى لتشكيل جبهة مقاومة موحدة

وقال جميل مزهر، إنّ الشعبية تسعى لتشكيل جبهة مقاومة موحدة باعتبارها شكلًا أكثر رقيّ وتطور من غرفة العمليات المشتركة وهي التي يمكن أن تحدد تكتيكات المقاومة، متى وأين وكيف نُقاوم، في إطار الحسابات الوطنية بعيداً عن أيّة التزامات مع الاحتلال. لافتاً إلى أنّ هذا هو الشكل المناسب التي يجب أن تمارسه المقاومة في هذه اللحظة السياسية الحساسة.

وأكد مزهر أن "ما يريده شعبنا هو جبهة وطنية عريضة تضم كل قواه، من داخل المنظمة وخارجها، مشيراً إلى أن نموذج الإطار القيادي المؤقت يمكن أن يشكّل الآن مرجعية مؤقتة لتوحيد قوى شعبنا ويمكن أن يساهم عقده في توحيد الطاقات ومعالجة كل التعارضات والعقبات التي تواجهنا في إطار الصراع مع الاحتلال، وتواجه كل عقبات تنفيذ تطبيق المصالحة".

واستدرك قائلاً: "إن الرئيس محمود عباس هو المخول بالدعوة لعقد هذا الإطار، إلّا أنّه يجري تعطيل ذلك بشكل متعمد، ولم يعقد إلا اجتماعين شكليين" مُتسائلًا "لماذا يجري تعطيل عقده". خاصة وأنّه يشكّل ركيزة أساسية لاستعادة الوحدة وتطبيق اتفاقيات المصالحة وإدارة الصراع مع العدو".

وأضاف مزهر أن نقطة الارتكاز المحورية لإنجاز المصالحة هو بتطبيق اتفاق القاهرة في 2011، والذي وقعت عليه جميع الفصائل باعتباره يتضمن كافة القضايا والتفاصيل.

فرصة حقيقية لإنجاز المصالحة

وأشار مزهر بأن الآن هناك فرصة جدية حقيقية لتحقيق المصالحة وإنجازها، لافتاً أن وفد من حماس توجه الأربعاء للقاهرة بناءً على دعوة مصرية، وسيلحقه وفد من حركة فتح الأسبوع القادم، وهناك محاولات مصرية لتقديم مقاربات هدفها إحداث اختراق في جدار الانقسام.

وفي هذا السياق، طالب مزهر كل الوطنيين بمساندة الجبهة الشعبية من أجل تشديد الضغط لإنجاز المصالحة باعتبارها الممر الإجباري الآمن لحل القضايا الوطنية والحياتية والمعيشية.

وأكّدت الجبهة خلال لقاءاتها الأخيرة مع المصريين على أن كل الحلول والانفراجات هي حلول ترقيعية ومجرد مسكنات لا تعالج الأزمة من جذورها، وفق ما ذكره مزهر، الذي قال إنّ "شعبنا وخاصة في غزة  يعاني من أزمة عميقة لا تحلها مجموعة تفاهمات أو تسهيلات أو انفراجات، فقضيتنا وطنية سياسية وليست ذات بعد إنساني ونحن نناضل من أجل العودة والحرية والاستقلال والدولة، وهذا الذي يشكل أساسًا لأي حل، وبدون أي مقايضة حقوق بأي حقوق أخرى، رغم أن هذه الحقوق هي حق طبيعي لشعبنا وليس منة من أحد."

الهدف من "تبريد ساحة غزة"!

وأشار إلى أهداف الاحتلال ومحاولاته تبريد ساحة غزة من أجل مواصلة الهجوم على الضفة وابتلاع الأرض وفرض وقائع في إطار تدمير المشروع الوطني ومنع إقامة أي كيان فلسطيني باعتبار أن المعركة الرئيسية ومركز الصراع هو في الضفة، والتفرغ لجبهة الشمال والتحالف مع بعض الأنظمة العربية الرجعية وخاصة بلدان الخليج في مواجهة ما يُسمى الخطر الإيراني.

وأضاف مزهر أن هذه المخاطر الحقيقية الجدية الماثلة أمام شعبنا تستدعي التوحد وبناء الوحدة الوطنية على أسس سليمة، والبناء على نماذج مسيرات العودة وغرفة العمليات المشتركة لتحقيق الوحدة الوطنية الحقيقية عبر جبهة وطنية عريضة تنظم كل أدوات النضال لمواجهة هذا العدو والمخططات التصفوية.

وتطّرق مزهر إلى ملف الانتخابات، مؤكدًا على أهمية إجرائها لأنها السبيل للتخلص من حالة الهيمنة والتفرد والفساد التي تعتري المؤسسة الفلسطينية وإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني، منوهًا إلى أنّه يجب التمهيد لها من خلال التوافق الوطني على التداول السلمي للسلطة، وتوحيد المؤسسات الوطنية والأجهزة الأمنية، مروراً باحترام نتائج الانتخابات.

وترُك المجال خلال اللقاء للاستفسارات ومداخلات الحضور، الذين تنوّعت مواقفهم وآراؤهم.

إعادة الاعتبار للخيار الجماهيري

وفي ختام اللقاء، وجّه عضو الملتقى المحامي عدنان أبو ضاحي الشكر للحضور، وأكّد أهمية إعادة الاعتبار للخيار الجماهيري وتصدي الجبهة وكل الفصائل لمعضلة الانقسام، وتتويجاً للجهد الذي بذل في الفترة الماضية، سواء من خلال مناداة الجبهة بفكرة غرفة العمليات المشتركة وضرورة تطويرها لترتقي إلى جبهة مقاومة موحدة تتعمّد بنضالات الأجنحة العسكرية، وتتصدى لمؤامرات العدو.

وأضاف "لأن الجبهة كانت ولا زالت تنادي بضرورة المحافظة على المنظمة بوصفها عنوان الكيانية والهوية الفلسطينية ووقفت سداً منيعاً ضد محاولات خلق بدائل لها، يجب المشاركة الواسعة في الفعاليات المركزية التي تنظمها الجبهة على شرف ذكرى انطلاقتها (51)، وفي مقدمتها المشاركة الواسعة في المسيرات الجماهيرية التي قررت الجبهة تنظيمها في كل محافظة، تحت شعارات سياسية ومطلبية، وفي مقدمتها إنهاء الانقسام وإنجاز المصالحة، ومواجهة المخاطر والمؤامرات التصفوية.

لقاء رفح.jpg
لقاء رفح1.jpg