توالت ردود الفعل الفلسطينية، اليوم الجمعة، بعد الهزيمة الدبلوماسية التاريخية التي مُنيت بها الولايات المتحدة الأمريكية في أروقة الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعد رفض مشروع قرارها الداعي لإدانة المقاومة الفلسطينية.
وجاءت نتيجة التصويت بفشل مشروع القرار الأميريكي من الحصول على أغلبية الثلثين، بغالبية 87 صوتاً مقابل 57.
بدورها، رحبت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين برفض الجمعية العامة للأمم المتحدة المشروع الأميركي لإدانة المقاومة الفلسطينية ووصمها بـ«الإرهاب».
واعتبرت الجبهة في بيانٍ لها وصل "بوابة الهدف"، فشل المشروع الأميركي يمثل ضربة قاسية للولايات المتحدة الأميركية وسياستها المعادية لشعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة، وصفعة لإسرائيل التي تواصل عدوانها واحتلالها لشعبنا وأرضنا الفلسطينية.
وشكرت الجبهة الدول التي صوتت ضد مشروع القرار الأميركي وأفشلت تمريره إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي يمثل اصطفافًا دوليًا إلى جانب شعبنا الفلسطيني وحقوقه الوطنية، وحقه في مقاومة الاحتلال حتى نيل حريته وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على حدود 4 حزيران/ يونيو 1967 وعاصمتها القدس وتطبيق القرار الأممي 194 الذي يضمن عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي شردوا منها منذ العام 1948.
وأكدت الجبهة أن "تمرير الولايات المتحدة الأميركية مشروع القرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة المعادي لشعبنا الفلسطيني وحقوقه الوطنية وإدانة المقاومة الفلسطينية ووصم نضال شعبنا الفلسطيني بـ«الإرهاب»، يتطلب من القيادة الرسمية الفلسطينية مراجعة مواقفها التي ما زالت تراهن على الولايات المتحدة الأميركية لاستئناف المفاوضات الثنائية مع دولة الاحتلال الصهيوني، تحت سقف اتفاق أوسلو الفاشل الذي لم يورث لشعبنا، خلال أكثر من ربع قرن، سوى الويلات والكوارث، لصالح الالتزام بقرارات المجالس المركزية والوطنية بتحديد العلاقة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، واعتماد الانتفاضة والمقاومة و«استراتيجية الانسحاب من أوسلو»، والدعوة لاجتماع وطني على أعلى المستويات (هيئة تطوير وتفعيل مؤسسات م.ت.ف)، لاستعادة الوحدة الداخلية، ورسم الاستراتيجية الوطنية للمرحلة القادمة، وآليات تطبيقها في الميدان وفي المحافل السياسية الدولية، وانهاء الانقسام، واعادة الاعتبار لمؤسسات المنظمة في اللجنة التنفيذية ودوائرها".
بدوره، قال رئيس المكتب السياسي ل حركة حماس اسماعيل هنية، إن "الضمير العالمي أسقط المشروع الأمريكي ضد حماس ومقاومة الشعب الفلسطيني".
وأضاف هنية "تابعنا هذه الليلة ما دار في أروقة الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث وقفت أغلبية الدول مع الحق الفلسطيني، بما فيه حق شعبنا في مقاومة الاحتلال والخلاص منه، في سابقة هي الأولى التي حاولت فيها أمريكا انتزاع قرار يدين المقاومة الفلسطينية المشروعة"، مُعتبرًا أن "ما جرى إنجازًا مُهمًا للغاية بالنسبة للشعب الفلسطيني بمكوناته كافة، ولكل الدول الشقيقة والصديقة التي انحازت إلى القيم والأعراف وصوتت ضد القرار".
من جهته، أكَّد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، أن "أمريكا طأطأت رأسها وجرت أذيال الخيبة بعد فشلها في تمرير قرار في الأمم المتحدة لإدانة المقاومة الفلسطينية الشرعية".
وشدد النخالة على أن "أمريكيا لم تفلح في غطرسة القوة والبلطجة في التأثير على الأحرار وانكسرت سطوتها على العالم"، مُضيفًا "من الضروري أن نواصل التحرك وأن نتوحد ونحمل قضيتنا العادلة وندافع عنها، وسنجد من يقف معنا من أحرار العالم بكل تأكيد".
وأضاف الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي "الأعداء يحاولون محاصرتنا في كل مكان، لذا يتوجب علينا الرد عليهم ومطارتهم بوحدتنا وبعدالة قضيتنا وبحقنا، وسننتصر بإذن الله تعالى، مقدماً شكره لمن وقف مع المقاومة الفلسطينية وساندها في حقها للدفاع عن شعبها وأراضيها المحتلة.
وفي السياق، رحبت حكومة الوفاق الوطني، بنتائج التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي أظهرت انحياز العالم الى الحق الفلسطيني ونبذ سبل الهيمنة والغطرسة ودعم الاحتلال التي تمارسها الادارة الاميركية، وتهدف الى تزييف الحقائق على المستوى العالمي.
وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود "إن فشل الادارة الاميركية في تمرير مشروع القرار الذي يتهم الجانب الفلسطيني ويبرئ الاحتلال ويشجعه على المزيد من الجرائم بحق أبناء شعبنا، يثبت مرة اخرى قوة الحق الفلسطيني ومدى قدرة الدبلوماسية الفلسطينية ونجاح القيادة وعلى رأسها السيد الرئيس محمود عباس على المستوى العالمي.
وتوجه المتحدث الرسمي بالشكر الى كافة الدول التي صوتت ضد القرار الاميركي انتصاراً للحق الفلسطيني وادانة لتوجهات الادارة الاميركية والاحتلال الصهيوني.
كما وقالت الخارجية الفلسطينية، أن "التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة الليلة الماضية، على مشروع القرار الاميركي، يؤكد عدم اقتناع العالم ورفضه المطلق لفرض الاملاءات وتزوير وتحريف الحقائق الذي تمارسه الولايات المتحدة على المستوى الدولي لصالح نظام الاحتلال الاستعماري الذي تحاول اسرائيل ترسيخه على ارض دولة فلسطين المحتلة".
وأكَّدت أن "كل أساليب التحايل والضغط والترهيب الذي مارسته الادارة الأميركية على كافة الدول الاعضاء لم يجدي نفعًا في تمرير مشروع القرار الذي يشوه الحقائق ويسعى الى القاء اللوم على الجانب الفلسطيني ويشجع اسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، على مواصلة ممارساتها الاستعمارية وتدمير اي مستقبل للسلام".
ومُنيت الولايات المتحدة الأمريكية بهزيمةٍ دبلوماسيةٍ وسياسيةٍ تاريخية لها وللكيان الصهيوني ومؤيديهم في الأمم المتحدة بعد رفض الجمعية العامة لمشروع القرار الأمريكي المُدين للمقاومة.
وجاءت نتيجة التصويت بفشل مشروع القرار من الحصول على أغلبية الثلثين، بغالبية 87 صوتاً مقابل 57.
كما واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء الخميس، مشروع القرار الايرلندي لتحقيق حل للقضية الفلسطينية.
ويدعو مشروع القرار الايرلندي الذي ادخلت عليه بوليفيا بعض التعديلات لتمريره، إلى تحقيق حل للقضية الفلسطينية، استنادًا إلى القرارات ذات الصلة، بما فيها قرار مجلس الأمن 2334، الذي يدين الاستيطان الصهيوني في الضفة الغربية والقدس الشرقية.