Menu

في اليوم العالمي للسرطان.. تعرّف على القاتل الخبيث!

بوابة الهدف_ وكالات

يحتفل العالم باليوم العالمي للسرطان كل سنة في 4 فبراير، بهدف إظهار الدعم لمرضى السرطان واتخاذ إجراءات شخصية والضغط على الجهات المعنية لفعل المزيد من أجلهم. 

كما يهدف اليوم العالمي للسرطان إلى التوحّد تحت راية مكافحة السرطان علاجًا ووقاية بطريقة إيجابية وملهمة؛ وشعار هذا العام 2019 هو "أنا قادر وسوف أفعل" (I am and I will).

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يعد السرطان ثاني سبب رئيسي للوفاة في العالم، وحصد في عام 2015 أرواح 8.8 ملايين شخص، وتعزى إليه وفاة واحدة تقريبًا من أصل كل ست وفيات في العالم.

وتسجل البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة نسبة 70% تقريبًا من الوفيات الناجمة عن السرطان.

والسرطان مصطلح عام يشمل مجموعة كبيرة من الأمراض التي يمكنها أن تصيب كل أجزاء الجسم، ويشار إلى تلك الأمراض أيضا بالأورام الخبيثة.

ما هو السرطان؟

السرطان هو مرض يصيب الخلايا، التي تعتبر الوحدة الأساسية في بناء الجسم. تقوم أجسامنا بتخليق خلايا جديدة بشكل مستمر حتى تتم عملية النمو، واستبدال الخلايا الميتة، أو لمعالجة الخلايا التالفة بعد الإصابة بجروح. توجد جينات معينة تتحكم في هذه العملية، ومن ثم فإن مرض السرطان يحدث نتيجة لتلف تلك الجينات الذي عادة ما يصيب الإنسان في حياته، وذلك على الرغم  من قلة عدد الأفراد الذين يرثون جينات تالفة من أحد الأبوين. وبشكل عام، فإن الخلايا تنمو وتتكاثر بطريقة منظمة، ولكن قد تؤدي الجينات التالفة إلى تصرف الخلايا بشكل غير طبيعي، فقد تنمو الخلايا مكونةً كتلة يطلق عليها ورم.

قد يكون الورم حميداً (ليس سرطان) أو خبيثاً (سرطان). (ملاحظة، لا تنتشر الأورام الحميدة خارج حدودها الطبيعية إلى أجزاء أخرى من الجسم).

عندما ينمو الورم الخبيث لأول مرة، يكون محدود في المكان الذي انتشر فيه. ولكن إذا لم تتم معالجة تلك الخلايا فإنها قد تنتشر خارج حدودها الطبيعية لتصيب الأنسجة المجاورة، ويطلق على الورم في هذه الحالة “سرطان غزويّ”.

يحتمل أن تتطور بعض الأورام الحميدة إلى أورام خبيثة، وقد يتطور الورم إلى سرطان إذا لم يتم العلاج. وهناك بعض أنواع الأورام الحميدة التي لا تتطور إلى سرطان.

صفاته وأسبابه

من الصفات التي تميز السرطان: التولد السريع لخلايا شاذة يمكنها النمو خارج حدودها المعروفة ومن ثم اقتحام أجزاء الجسم المتاخمة والانتشار إلى أعضاء أخرى. ويطلق على تلك الظاهرة اسم النقيلة، وتمثل النقائل أهم أسباب الوفاة من جراء السرطان.

ووفقا لمنظمة الصحة فإن السرطان ينشأ عن تحول الخلايا العادية إلى أخرى ورمية في عملية متعددة المراحل، وهذه التغيرات ناجمة عن التفاعل بين عوامل الفرد الجينية وثلاث فئات من العوامل الخارجية، منها:

• العوامل المادية المسرطنة، مثل الأشعة فوق البنفسجية والأشعة المؤينة.

والعوامل الكيميائية المسرطنة، مثل الأسبستوس ومكونات دخان التبغ والأفلاتوكسين (أحد الملوثات الغذائية) والزرنيخ (أحد ملوثات مياه الشرب).

• العوامل البيولوجية المسرطنة، مثل أنواع العدوى الناجمة عن بعض الفيروسات أو البكتيريا أو الطفيليات.

ويعد التشيخ من العوامل الأساسية الأخرى للإصابة بالسرطان الذي ترتفع معدلاته بشكل كبير مع التقدم في السن، ومن المرجح أن يرد ذلك إلى زيادة مخاطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان مع التشيخ. ويقترن تراكم مخاطر الإصابة بالسرطان بميل فعالية آليات إصلاح الخلايا إلى الاضمحلال كلما تقدم الشخص في السن.

كيف ينتشر في الجسم؟

حتى ينمو السرطان ليصبح أكبر من رأس الدبوس، فلابد أن يقوم بتخليق الأوعية الدموية الخاصة به. أحياناً، تتحرك بعض الخلايا بعيداً عن الورم الأولي الذي نشأ أولاً إما من خلال قنوات سائل الأنسجة الموضعية أو في مجرى الدم، ثم تجتاح وتغزو الأعضاء الأخرى. عندما تصل تلك الخلايا إلى موقع جديد، تستمر في النمو وتشكل ورم جديد في هذا المكان، وهذا النوع من الأورام يسمى السرطان الثانوي أو النقيلة.

وقال باحثون من ألمانيا إنه من النادر أن يموت مرضى السرطان في البلاد بسبب الورم الأصلي، ولكنهم يموتون أكثر بسبب النقيلات الناتجة عن هذا الورم. فما هي؟

تعرف نقيلات السرطان باسم السرطان النقيلي (metastatic cancer) وهو ورم خبيث يحدث عندما تنفصل خلايا سرطانية من المنطقة التي تكونت فيها (منطقة السرطان الأولى) ثم تنتقل عبر مجرى الدم أو الجهاز الليمفي إلى مكان آخر، وتكوّن ورما سرطانيا جديدا في مكان آخر بالجسم، وفقا للمعهد الوطني للسرطان في الولايات المتحدة.

ويعرف أيضًا هذا السرطان بالنقائل السرطانية والانبثاث والسرطان الثانوي. وتقدم الفيديوهات المرفقة شرحًا لكيفية انتشار السرطان النقيلي من مناطق مختلفة في الجسم مثل سرطان الأمعاء أو سرطان المبيض.

وقال أندرياس فيشر، من المركز الألماني لأبحاث السرطان بمدينة هايدلبرغ، إنه من الضروري تحقيق تقدم سريع في هذا الجانب لأن 90% من حالات الوفاة بالسرطان البالغة 230 ألف سنويا بألمانيا سببها البؤر السرطانية الناتجة عن الورم الأصلي.

وجاء تصريح فيشر بمناسبة اليوم العالمي للسرطان اليوم الاثنين، والذي يحتفل به في الرابع من فبراير/شباط من كل عام.

وأوضح الخبير الألماني أن خطر الوفاة بسبب انتقال عدوى السرطان إلى مناطق أخرى بالجسم بعد استئصاله جراحيا مرتفع في معظم أنواع الأورام الخبيثة.

وأشار إلى أن خلايا سرطانية تنتقل من الورم الناشئ الذي لم يكتشف بعد، وتتجول في أنحاء الجسم قبل أن يتم استئصال الورم "وهو ما يجعل الأورام غادرة".

وأوضح فيشر أنه قد أصبح اليوم من السهل غالبا استئصال الورم الخبيث الأصلي جراحيا أو بالإشعاع أو بالعلاج الكيميائي، ولكن النقيلات تتطور من بضع خلايا صغيرة متينة جدا.

وأضاف: رغم أن الخلايا التي نتجت وتناثرت من الورم الأصلي تموت بنسبة تصل إلى 99.9% فإن قليلا منها يدخل في حالة مثل النوم العميق في عضو ما من أعضاء الجسم، ولكننا لا نعرف ما الذي يوقظها فيما بعد.

ويعتبر الكشف عن هذه "الخلايا النائمة" ومنعها من النجاة والنمو التحدي الكبير الذي يواجه العلم والعلماء، وفق تعبير الخبير الألماني.