تسود حالة من الترقب في قطاع غزة، سيما مع تواصل التجهيزات لإحياء الذكرى السنوية الأولى لانطلاق مسيرات العودة وكسر الحصار تحت شعار "مليونية الأرض والعودة"، والمُقرر إحياؤها يوم غدٍ السبت في مخيمات العودة الخمس على طول الحدود مع الأراضي المُحتلة شرقي القطاع.
وفي ذات السياق، يواصل جيش الاحتلال الصهيوني تعزيزاته العسكرية والانتشار المكثف قرب القطاع، في ظل ما كشفته وسائل إعلامٍ عبرية صباح اليوم الجمعة عن أن الجيش في حالة تأهب قصوى على حدود القطاع، حيث لم يتوصل الوسطاء المصريون إلى اتفاق بين "إسرائيل" وحماس.
بالأمس، قام رئيس حكومة الاحتلال وزير الحرب بنيامين نتنياهو بزيارة إلى منطقة حدود قطاع غزة المحاصر، ارتباطًا بالتوتر الأخير لمتابعة جهوزية جيشه في الميدان، حيث عقد مناقشات مع قائد شعبة غزة وقادة الألوية.
وقال نتنياهو أنه أصدر تعليمات مشددة في الأيام الماضية لتعظيم حجم القوات بالجنود والمعدات، مُتابعًا لجنوده "كن مستعدًا لعمل واسع، سيعرف كل مواطني اسرائيل أنه اذا كنا بحاجة إلى فعل واسع، سندخله بقوة وأمان"، على حد وصفه وزعمه.
الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار دعت للإضراب الشامل يوم غدٍ السبت 30 مارس، الموافق لذكرى يوم الأرض الخالد، وأهابت بمختلف المؤسسات التعليمية والأهلية والدولية الالتزام بالإضراب للمُشاركة بالفعاليات السلمية لمليونية الأرض والعودة.
وقالت الهيئة، في مؤتمرِ عقدته ظهر الخميس 28 مارس، في موقع ملكة شرق مدينة غزة إنّ "فعاليات المليونية ستنطلق من مختلف محافظات القطاع، بعد الظهر". داعيةً أبناء الشعب الفلسطيني في كلّ أماكن تواجدهم للمشاركة في فعاليات يوم الأرض.
من جهته، أفاد مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق، بأن حصيلة شهداء المسيرات العودة على حدود قطاع غزة خلال العام الماضي بلغت 273 شهيدًا، من بينهم 51 طفلًا، و5 سيدات، و115 إصابة بتر أطراف، ما يشير إلى العنف الذي يتبعه جيش الاحتلال لقمع المتظاهرين.
وأشار المركز في تقريرٍ له عشية الذكرى الأولى للمسيرات، والتي بدأت في الثلاثين من آذار 2018، بالتزامن مع ذكرى يوم الأرض، إلى أن 30.000 مواطن ومواطنة أصيبوا خلال هذه الفترة، وأن أكثر من نصفهم تم علاجهم ميدانيًا، نتيجة استنشاقهم الغازات السامة التي يطلقها جيش الاحتلال بكثافة خلال المسيرات، بينما أدخل النصف الآخر للمستشفيات لتلقي العلاج، من بينهم نحو (4700) طفلاً.