Menu

بحضور وطني وشعبي كبير..

خلال تأبينه بغزة.. الشعبية: أبو صالح القطّاوي أنموذجًا فريدًا للقائد الثوري والمُجتمعي

جانب من حفل التأبين - الأحد 28 أبريل 2019

غزة_ بوابة الهدف

نظّمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، الأحد 28 أبريل، حفل تأبينٍ لرفيقها القائد التاريخي علي درويش "القطاوي"، أمام منزله في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، بمشاركة واسعة من قيادات وكوادر وأعضاء الجبهة، وحشد من ممثلي القوى الوطنية والمؤسسات المجتمعية والمخاتير والأعيان، إلى جانب عائلة الراحل، وجمهورٍ غفير امتلأت به ساحة الحفل.

وبعد الوقوف دقيقة صمت إجلالًا للقائد الراحل، وعزف النشيد الوطني، ألقى عضو اللجنة المركزية العامة ومسئول المحافظة الوسطى، هاني خليل، كلمةَ الجبهة الشعبية، ونقل فيها تعازي ومواساة الأمين العام القائد أحمد سعدات ونائبه أبو أحمد فؤاد، وأعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية، بفقدان أبو صالح القطّاوي، إحدى القامات العظيمة لشعبنا وللجبهة.

تأبين.jpg

الشعبية: أبو صالح فدائي من الطراز الرفيع

وقال خليل "نؤبّن اليوم فدائي من الطراز الرفيع، ومعلم فذّ في مدارس وأكاديميات السجون، ومنارة من منارات الثورة الفلسطينية"، مؤكداً أنه كان دوماً أنموذجاً فريداً للقائد الثوري، والمقاتل الصلب المقدام، خلال مسيرة فاقت نصف قرن، لافتًا إلى أنّه "كان أحمد أعمدة السجون وقادتها، وممن أسسوا لأنظمة وأدبيات مدرستها، على مدار أكثر من 22 عاماً، وخرج منها ليقود العمل السياسي والعسكري في قطاع غزة".

وأشار إلى أنّ "القائد الراحل أبو صالح جمع بين الأدوار القيادية والمجتمعية والشعبية، فكان قائداً عسكرياً وسياسياً وعضواً مؤسساً في اللجان الشعبية للاجئين، وعضواً أصيلاً في القوى الوطنية والإسلامية، وعضواً في العديد من المؤسسات الأهلية والمجتمعية، ورجلاً من رجال الإصلاح".

وأضاف "أبو صالح لم يُسقِط الراية للحظةٍ، وبقى محرضاً على الفعل الثوري، محتضناً أبناء شعبه ورفاقه، موجهاً ومعلماً حتى آخر لحظة من حياته،.. وكان يردد دائماً بأن الوحدة الوطنية هي طريق الانتصار".

وخلال كلمته، دعا خليل إلى مغادرة مربع الانقسام والعبور إلى ضفة الوحدة، عبر الدعوة لاجتماع طارئ وعاجل للإطار القيادي المؤقت للمنظمة، لوضع استراتيجية مواجهة شاملة وموحدة لمواجهة المخاطر التي تستهدف قضيتنا وفي مقدمتها صفقة القرن،.. وتفعيل حملة المواجهة الشاملة مع الاحتلال في جميع الساحات".

أبو صالح القطاوي.jpg

وتوجّه إلى زوجة الراحل وعائلته بالدعوة لأن يكونوا فخورين بأنهم من أسرة القائد الكبير على القطاوي، الذي لم يخدعه منصب أو لقب، وشّكل أنموذجاً للمناضل الفلسطيني الجبهاوي". وفي الختام جدد خليل للراحل ولكل الشهداء العهد بالسير على ذات الدرب والقيم والمبادئ التي ناضلوا من أجلها، حتى تحقيق أهداف شعبنا في العودة والحرية والاستقلال".

القوى: القائد أبو صالح.. تاريخ حافل بالعطاء والتضحية

وفي كلمة القوى الوطنية والإسلامية، أكّد القيادي في حركة  الجهاد الإسلامي، خالد البطش، على الدور المجتمعي والوطني البارز للراحل القطاوي، وقال "إنّ للفقيد أبو صالح تاريخًا حافلًا بالتضحيات والمقاومة والجهاد في كل الميادين"، ورحيله سبّب ألماً كبيراً لكل من عرفه وشاركه مسيرته النضالية.

وفي الموضوع السياسي، شدّد البطش على أنّ الوحدة الوطنية والمقاومة كفيلةٌ بإسقاط مشروع "صفقة القرن"، الذي يحاك ضد قضيتنا الوطنية.

تأبين 2.jpeg

عائلة درويش: أبو صالح.. القائد الإنسان

من جانبها، ألقت ابنة الراحل، وسام درويش، كلمة العائلة، وشددت فيها على أنّ "الثورييين لا يموتون"، مُستحضرةً الكثير من مناقب أبو صالح، في العمل الوطني والعطاء المجتمعي، والتضحية في شتّى الميادين.

وأضافت درويش أنّ "أبيها رحل بصمت مؤلم، بعد معركته مع الألم الذي أنهك جسده النحيل المثقل بأعباء تجربة نضالية امتدّت لأكثر من نصف قرن، قضى منها 25 عاماً في سجون الاحتلال".

وسام القطاوي.jpg

وأضافت، مُخاطبة روح والدها "سوف يُخلّدكَ التاريخ، بلا شك، مقاتلاً رائداً من أجل الحرية، وأسيراً وقائداً وطنياً كبيراً،.. المناضل الذي لم يكتفِ بذلك فكان نعم الأب والأخ والصديق"، وقالت "رغم أنّ رحيله فاجعة، إلّا أن تاريخه وما قدمه يصبرهم ويرفع رؤوسهم". وختمت "ستبقى حياً في قلوبنا، وعقولنا إلى الأبد".

وفي كلمة أصدقاء الراحل، قال المحامي عدنان أبو ضاحي، إنّ المناضل الكبير أبو صالح ارتقى بعد مسيرة نضال طويلة سخّر فيها كل حياته في الدفاع عن شعبه وحقوقه، حيث ترك أثراً عظيماً في كل من عرفه وعايشه.

وأضاف أبو ضاحي أن الراحل "عاش وكرّس كلَّ حياته من أجل فلسطين، وكان مدرسة ثورية تخرج وتتلمذ فيها على يديه المئات من الرفاق والمناضلين الذين تعلموا منه أن الاختبار الحقيقي للمناضل لا يكون في سنوات المدّ الثوري فحسب، بل المنعطفات الصعبة واللحظات الخطيرة، الكفيلة بفرز الثوار الحقيقيين".

ابو ضاحي.jpg
وأكد أبو ضاحي أن الراحل كان منفتحاً مع الآخرين وأن ما حظي به من احترام من كل الوطنيين دليلٌ، وأعظمُ مثالٍ، على حجم الاحترام له.

وتخلّل الحفل عرض فيلم وثائقي استعرض مناقب الرفيق الراحل أبو صالح، وتجربته النضالية، وكذلك وُجّهت خلال الحفل عدة برقيات، من الرفيق أحمد سعدات، ونائبه أبو أحمد فؤاد، وشخصيات من القدس رافقوا الفقيد في تجربته النضالية، إضافة إلي برقية من الرفاق في الجبهة الشعبية التونسية. وجرى خلال الحفل تكريم عائلة الرفيق المناضل، من قبل لجنة وطنية. وبدورها ثمّنت عائلة درويش وعشيرة القطاوطة دورً الجبهة تجاه ابنها القائد الراحل.

تكريم تأبين القطاوي.jpg