انطلقت مسيرة جماهيريّة حاشدة من أمام مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بمدينة غزة، ظهر الثلاثاء 14 أيّار/مايو، باتجاه مقر الأمم المتحدة غربي المدينة، بدعوة من اللجنة الوطنيّة العليا لإحياء ذكرى النكبة (71) في منظمة التحرير الفلسطينيّة.
في كلمته خلال المسيرة، أكّد رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير، أحمد أبو هولي، أنّ "صفقة القرن" لن تمر مهما كانت الأثمان، ومهما عظمت التضحيات، لافتاً إلى أن قضيتي القدس واللاجئين ليستا للبيع أو المساومة.
وأضاف "إنّ الشعب الفلسطيني لن يبيع حقوقه ومبادئه بحفنة من الدولارات ولن يساوم على رواتب الشهداء والأسرى، ولن يخضع للابتزاز المالي"، مؤكداً على أنّ الشعب الفلسطيني سيواصل النضال على أرض فلسطين متمسكاً بحقوقه الوطنية المشروعة بالتحرر والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وفي حقه الأبدي والتاريخي بالعودة إلى دياره الأولى التي هجر منها بالقوة.
وتابع "رسالتنا لمُغتصبي أرضنا الذين يحتفلون اليوم على أوجاع وجراح شعبنا بيوم استقلال دولتهم التي أقيمت على أنقاض مدننا وقرانا وأشلاء شهدائنا، بأننا مُصرّون على التمسك بحقوقنا الوطنية الثابتة وفي مقدمتها حقنا العادل والمشروع في العودة إلى ديارنا التي هجرنا منها عام 48."
كما أكد أن الشعب الفلسطيني يزداد تشبثا بحقوقه مسقطاً كل محاولات الشطب والاحتواء وطمس الهوية محطماً المقولة الإسرائيلية بأن الكبار يموتون والصغار ينسون رغم كل ما يتعرض له من مؤامرات .
والشعب يمتلك من الخيارات الكثير من اجل إسقاط كافة المؤامرات والمشاريع التصفوية ومن أجل استرجاع حقوقه، مشدداً على أنّ المؤامرة الأمريكية الكبرى التي تستهدف الحقوق والثوابت من خلال صفقة القرن الأمريكية التي بدأت عملياً تنفيذها بعد قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال ونقل السفارة إليها، وما تلاه من استهداف "الأونروا" ووقف التمويل ومحاصرة السلطة الوطنية الفلسطينية مالياً واقتطاع حكومة الاحتلال لرواتب الأسرى وذوي الشهداء من أموال المقاصة لن تمر وستلقى إلى مزبلة التاريخ.
في ذات السياق، سلّم وفد فصائلي برئاسة رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي، مدير مكتب المُنسق الخاص للأمم المتحدة في غزة، مُذكرة سياسيّة مُوجّهة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وكانت اللجنة الوطنيّة العليا لإحياء ذكرى النكبة، قد أعلنت برنامج الفعاليات الذي انطلق بالمسيرة المركزيّة الكُبرى في قطاع غزة وتتبعها مسيرة مركزيّة في الضفة المحتلة يوم الأربعاء 15 أيّار/مايو، تخرج في مدينة رام الله.
فيما تنطلق الفعاليّة المركزيّة في مُخيّمات لبنان بمدينة صيدا يوم الأربعاء، بمُشاركة كافّة القوى الفلسطينيّة، بالإضافة لفعاليات ووقفات أمام مداخل المُخيّمات، ويُقام مؤتمراً فكريّاً يبدأ في 21 حزيران/يونيو المقبل ولمدة ثلاثة أيام في السويد بمدينة ابسالا بمشاركة الجاليات الفلسطينيّة في أوروبا.