Menu

إخفاقات أمريكية في سباق التسلح.. هل تكون بداية أفول الهيمنة العسكرية على العالم؟

يبدو أن آلة القتل الأمريكية الجديدة التي راهنت عليها الصناعات العسكرية الأمريكية ستخذل المنظومة العسكرية الاأتى للإمبريالية، فتدريجيًا يتضح أن المشروع المكلف لإنتاج الطائرة الحربية f35 قد أنتج نمرًا من ورق، ومع كل تقرير جديد أو تجربة استخدام تتضح أكثر عيوب هذه المقاتلة، الأكثر كلفة وثمنًا عبر التاريخ.

هذا التقييم يطال أيضًا العديد من منظومات الأسلحة الأمريكية المكلفة والتي يفترض أن تشكل مستقبل تسليح الجيش الأمريكي والمنظومة العسكرية الإمبريالية خلال العقود القادمة.

مؤخرًا، أدرج موقع "Business Insider" الأمريكي مقاتلة "F-35" إلى قائمة أسوأ نماذج الأسلحة الأمريكية، وذلك بسبب ثمنها المرتفع والثقة المنخفضة بها.

وذكر الموقع أن برنامج إنتاج مقاتلة "F-35" واجه أثناء تنفيذه مشاكل تقنية وصناعية عديدة. وتدل نتائج الفحص الأخير الذي أجراه البنتاغون على استمرار المشاكل الخاصة بالثقة المنخفضة بالمقاتلة وقدراتها القتالية. ويجري ذلك في وقت ارتفعت فيه قيمة البرنامج الخاص باستخدام المقاتلة إلى 1.2 تريليون دولار.

هذا وأدرج الموقع أيضًا على قائمته المذكورة المدمرة من طراز "Zumwalt" وسفن المنطقة الساحلية (Litter Combat Ship) وحاملات الطائرات من طراز "Ford".

وكتب الموقع أن المدمرة "Zumwalt" التي أنفقت البلاد على صنعها مليارات الدولارات، تواجه صعوبات مرتبطة بأجهزتها الكهربائية والإلكترونية، وبالأسلحة على متنها، وبقدرتها لتجنب الرادارات.

أما سفن المنطقة الساحلية (Litter Combat Ship) فتعاني أيضا من بعض العيوب الفنية. وما يثير المخاوف أيضا هو قدرتها على البقاء سالمة في ظروف النزاع.

وتواجه حاملات الطائرات من طراز "Ford" المشاكل نفسها. فتدل نتائج الفحص الأخير للبنتاغون على "المتانة السيئة والغامضة لأنظمتها المهمة حيويا للقيام بالعمليات الجوية".

وتوصل الموقع إلى استنتاج مفاده أن "العسكريين الأمريكيين بالتعاون مع شركائهم في مجال الصناعة الحربية يقومون باختراع أفضل نماذج الأسلحة في العالم، لكن برامج إنتاجها تعمل مرارا أسوأ مما كان متوقعا في البداية".

عودة إلى سباق التسلح

خصوم الولايات المتحدة ومنافسوها في الحيز العالمي لا يجعلون مهمة البنتاغون سهلة على الإطلاق، فمن جانبها تقوم الصين بتطوير مجموعة من الأسلحة المتقدمة ذات تكنولوجيا فائقة التطور بهدف التفوق على الولايات المتحدة في أي صراع قد يطرأ مستقبلاً، وفقاً لتقرير صادر عن لجنة بالكونغرس.

ويوضح التقرير السنوي للجنة المراجعة الاقتصادية والأمنية الأميركية الصينية "أن الصين تعكف على تطوير مجموعة من الأسلحة المتقدمة ذات الإمكانات العسكرية المدمرة على نطاقات واسعة المدى"، وفقاً لما نشره موقع "The Washington Free Beacon" الأميركي.

ويحدد التقرير 6 أنواع من برامج الأسلحة المتقدمة التي وضعتها بكين على رأس أولوياتها، سعياً إلى بلوغ "الهيمنة" في مجال الأسلحة التي تعمل بتقنيات فائقة التقدم.

وتشتمل القائمة على الرؤوس الحربية الصاروخية ذات القدرة على المناورة، والأسلحة الأسرع من الصوت، وأسلحة الليزر والحزم الضوئية، ومدافع railgunرييلغن الكهرومغناطيسية، والأسلحة المضادة للهجمات من الفضاء الخارجي، والروبوتات الموجهة بالذكاء الصناعي.

روسيا الاتحادية التي تعتبر منافس دائم في سباق التسلح ومعادلات الردع للولايات المتحدة الامريكي، أعلن رئيسها فلاديمير بوتين خلال رسالته السنوية أمام الجمعية الفيدرالية، في 1 آذار/ مارس من العام ٢٠١٨، عن اعتماد القوات المسلحة الروسية أكثر من 300 نموذج جديد من المعدات العسكرية منذ عام 2012.

وقال بوتين إن تجهيز القوات المسلحة الروسية بالأسلحة الحديثة ازداد 3.7 مرات. إذ تم اعتماد أكثر من 300 نموذج جديد من المعدات العسكرية، بينها 80 صاروخا بالستيا جديدا و102 صاروخ بالستي للغواصات و3 غواصات استراتيجية من مشروع "بوري".

وأضاف بوتين أن روسيا تصنع منظومات أسلحة استراتيجية غير بالستية، تعجز منظومات الدفاع الجوي عن اعتراضها.

وقال بوتين: "بدأنا بتطوير أنواع جديدة من الأسلحة الاستراتيجية، التي لا تستخدم مسار الصواريخ البالستية عندما تتحرك نحو الهدف. وبالتالي فإن منظومات الدفاع الصاروخي لا تنفع أمامها".

وأعلن بوتين عن اختبار إطلاق صاروخ مجنح يعمل على الطاقة النووية بنجاح في نهاية عام 2017، مشيرا إلى أن هذا الاختبار يعد نقلة نوعية إلى صنع أسلحة جديدة: منظومات الأسلحة النووية الاستراتيجية المجهزة بصواريخ تعمل على الطاقة النووية.

 وقد باشرت وزارة الدفاع الروسية، منذاك الحين، بالمرحلة النشطة من اختبارات منظومة الصواريخ الجديدة، المجهزة بصاروخ ثقيل عابر للقارات، وأطلق عليه اسم "سارمات".يشار إلى أن المنظومة الجديدة ستحل محل منظومة "فويفودا". قد سبق أن وصفها الرئيس الروسي  بأن منظومات الدفاع الجوي ستكون عاجزة أمامها.

هذه المعضلة الأمريكية التي يفترض أن تكون خبرا سعيدا لشعوب هذا العالم الرازح تحت ابتزاز القوة الأمريكية، يتهددها استعداد العشرات من النظم الرجعية في هذا العالم وفي المنطقة العربية بالذات لتعويض الخسائر الامريكية وابرام صفقات بمليارات الدولارات لشراء هذه الأسلحة والمنظومات بغض النظر عن فعاليتها القتالية.