قال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، مساء اليوم الجمعة، إنه "بفعل الوعي والصبر والانضباط تجنب اللبنانيون الوقوع فيما كان يخطط له البعض من الفوضى وصولا للاقتتال الداخلي".
وأضاف نصرالله خلال الاحتفال التأبيني للسيد جعفر مرتضى، أن "بعض من كان يشتم خلال الاحتجاجات كان يريد استدعاء الشارع الآخر من أجل الاقتتال الداخلي، وعندما قلت للمتظاهرين إن مطالبكم محقة ويجب أن تحذروا من أن يركب موجتكم أحد أتى بعض المراسلين الصحفيين ليقول للناس بعد دقائق معدودة أن السيد قال عنكم عملاء سفارات.. وأنا لم أقل هذا الكلام".
وأضاف "في لبنان لدينا هذا الحراك والآن كل شخص يقرأه بطريقة ويقيمه بطريقة، ولاحقًا اذا كتب أحد التاريخ، سنقرأ مواد متناقضة حول حدث نملك كل المعطيات حوله، وبسبب السباب والشتائم خرجت بعض الأمور عن السيطرة لكن الأمر كان محدودًا بفعل الانضباط والوعي، والكثير من القوى السياسية مارست جهدها للسيطرة على الشارع، لأن المطلوب كان تنفيذ انقلاب سياسي وتحطيم المؤسسات والذهاب بالبلد إلى الفراغ".
وقال "من يريد من اللبنانيين مواصلة العمل الاحتجاجي هذا حقهم الطبيعي لكن عليهم تنزيه احتجاجاتهم ومنابرهم، وكل من يريد الصدام بين الشوارع والقواعد المؤيدة للقوى السياسية يجب مواجهته بالصبر مهما كانت الضغوط".
وتابع نصرالله "إن الحكومات السابقة لم تكن حكومات حزب الله، لكن الإصرار على هذه التسمية هو لاستعداء الخارج ومحاولة تحميل حزب الله أي فشل أو قصور أو فساد في السلطة"، مُوضحًا إن "حكومة الحريري المستقيلة لم تكن حكومة حزب الله، ولا الحكومة المقبلة ستكون حكومة حزب الله، ونحن لسنا قلقين على أنفسنا لأننا أقوياء جدًا شعبيًا وسياسيًا وعسكريًا، وإذا أبدينا خشية أو قلقًا فهي خشية على لبنان، والحزب لم يتصرف بأي ورقة قوة من أوراقه بعد".
وأشار خلال حديثه "بعد استقالة الحريري تجمدت ورقة الاصلاحات وبالتالي فإن المعالجات الاقتصادية والمعيشية، ومنها قانون العفو العام واستعادة الأموال المنهوبة أصبحت في دائرة الانتظار، حزب الله لم يكن يؤيد استقالة الحريري، لكن الحريري له أسبابه، ما كان يخشى منه البلد لا يجب أن يقع فيه، ويجب الإسراع في التكليف وتأليف الحكومة كي لا نقع بالفراغ".
وأكَّد أن "المطلوب من الحكومة الجديدة الأخذ بمطالب المحتجين، الجدية في العمل، واستعادة ثقة الناس والشفافية والصدق، الحكومة الجديدة ستبقى في دائرة الشبهة والاتهام إذا ظلت ثقة الشعب بها مفقودة".
ودعا نصرالله إلى "الحوار بين الأطراف السياسية والحراك الشعبي. لسنا مع القطيعة والمصلحة الوطنية تقتضي تجاوز الجروح التي حصلت في الأيام الماضية"، مُؤكدًا أن "الأمريكيين لهم دور تعطيلي في منع لبنان من الخروج من الأزمة وسد آفاق الحلول الاقتصادية"، مُطالبًا "بحكومة سيادية حقيقية قرارها لبناني غير مرتبط لا بسفارة أمريكية أو سفارات أخرى".
وبشأن ما حصل في الجنوب اللبناني يوم أمس من إسقاط طائرة استطلاع صهيونية، أكَّد نصرالله أن "ما حصل في الجنوب أمس أمر طبيعي وهي ليست حادثة منفصلة فهو قرار بإسقاط المسيرات والهدف الحقيقي الأعلى هو تنظيف الأجواء اللبنانية من الخروقات الاسرائيلية".
كما شدّدت على أن "موضوع المقاومة منفصل عن الموضوع السياسي الداخلي"، مُضيفًا إن "المقاومة لها قياداتها العسكرية وكوادرها المتفرغة وقد أثبتت للعدو أنها تجرؤ على استخدام السلاح الذي استهدف المسيرة بالأمس بخلاف ما كان يظن".