كشفت وثائق طبية أن الأسير سامر عربيد، كان في حالةٍ صحيّةٍ جيّدة فور اعتقاله من قبل مخابرات الاحتلال وقواتها، وذلك وفقًا لما أظهره الفحص الطبي الذي أجري له آنذاك، مبينةً أن سامر خرج من غرفة التحقيق صباح اليوم التالي وهو في حالة حرجة إثر تعرضه لنوبة قلبية وكسور في ضلوعه وكدمات في مختلف أنحاء جسمه، نتيجة التعذيب خلال عملية التحقيق.
ونشرت صحيفة "هآرتس" الوثائق التي تُبيّن تدهورت الحالة الصحية للأسير عربيد (44 عامًا)، والتي أدت إلى الفشل الكلوي وفقدان قدرته على التنفس ما استدعى وصله إلى أجهزة التنفس الاصطناعي.
تم اقتياد سامر -وفقًا للوثائق- بعد اعتقاله في 25 أيلول/ سبتمبر الماضي، إلى المجمع الروسي "المسكوبية" في القدس واستجوابه من قبل محققي "الشاباك"، قبل أن يتم عرضه على طبيب في تمام الساعة الواحدة و25 دقيقة من فجر اليوم التالي.
توضح الوثائق أن الطبيب لم يُشِر في تقريره إلى نتائج استثنائية، وكتب "يتمتع بصحة جيدة وحالته العامة، ومعقولة، ولا توجد علامات أو كدمات خاصة على جسده".
وفي صباح اليوم نفسه، نُقِل سامر إلى سجن "عوفر"، حيث عرض على طبيب آخر في تمام الساعة 10:55، اشتكى خلالها من آلام في الحلق وضعف عام في جسده، لكن الطبيب لم يذكر أي نتائج غير طبيعية، كما فحص الطبيب نفسه سامر في الساعة 18:21، ولم ينتج عن هذا الفحص كذلك نتائج "غير عادية".
وبعد ذلك مباشرة، أُعيد سامر إلى مُعتقل المسكوبية في القدس، وعرض على الطبيب صبيحة اليوم التالي (27 أيلول/ سبتمبر) في تمام الساعة 7:10 بحسب ما أظهرت الوثائق الطبية، وهنا، كتب الطبيب في تقريره أن العربيد وصل إليه على كرسي متحرك ويشتبه في إصابته بنوبة قلبية.
تم نقل سامر عريد إلى مستشفى "هداسا" في حالة حرجة، حيث تم العثور على كسور متعددة في ضلوعه. وكتب طبيب المستشفى في تقريره أنه لاحظ وجود العديد من الكدمات والعلامات على أطراف العربيد وفي منطقتي الرقبة والصدر.
وكانت سلطات الاحتلال قد نقلت الأسير عربيد، من مستشفى "هداسا" إلى عيادة سجن الرملة، حتى يعود إلى التحقيقات على يد "الشاباك" مجددًا يوم الأحد المقبل.
واعتقلت قوات الاحتلال سامر عربيد في 19 سبتمبر/أيلول الماضي، عندما كان برفقة زوجته، وتعرض للضرب بأسلحة القوات الخاصة التي قامت باعتقاله، كما نُقل الى مركز تحقيق "المسكوبية" الذي استمرت قوات الاحتلال فيه بالتحقيق معه وتعذيبه لينقل بعد يومين في 27 سبتمبر/أيلول، الى المستشفى في وضع خطير جدًا.
وأشار محامي مؤسسة الضمير إلى وجود كدماتٍ بادية للعيان على جسد سامر، أثناء مثوله أمام محكمة "عوفر" العسكرية، في 26 أيلول/ سبتمبر، وأبلغ القاضي بأنه يتألم وغير قادر على الأكل. ورغم ذلك، تواصل التعذيب.
وتزعم سلطات الاحتلال أن عربيد وثلاثة معتقلين آخرين من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، قاموا بتنفيذ "عين بوبين" وتفجير عبوة ناسفة بمجموعة مستوطنين في 23 آب/ أغسطس الماضي، قرب قرية عين عريك غرب رام الله، أدت إلى مقتل مستوطنة وإصابة اثنين بجروح.