Menu

عمر البدوي.. الشهيد الشاهد على الموت في الأزقة والشوارع

الشهيد عمر البدوي

نجيب فراج

شكّلت حادثة استشهاد الشاب الفلسطيني عمر البدوي 22 سنة من سكان مخيم العروب إلى الشمال من مدينة الخليل يوم الاثنين برصاص الاحتلال الصهيوني بدم بارد دليلًا أخرًا على الاعدام الميداني الذي ينفذه الجنود بحق العشرات من المواطنين الفلسطينيين.

وأظهرت الصور الملتقطة أن الشاب أطل في زقاق من أمام بيته وهو يلبس زيًا بيتيًا وشبشبًا في قدميه وقد أطلق أحد الجنود رصاصة تجاه صدره ما أدى إلى إصابته بجراحٍ خطيرة نُقل على اثرها إلى المستشفى ليُعلن بعد ذلك عن استشهاده.

وأحدثت عملية الاعدام الميداني صدمة كبيرة ليس في صفوف المواطنين الفلسطينيين الذين اعتادوا على مشاهدة مثل هذه المشاهد الخطيرة التي تتناقض مع الأعراف والمواثيق الدولية والتي تصفها بأنها جريمة حرب يحاسب عليها القانون الدولي بل أيضًا في صفوف نشطاء ومسؤولين حقوقيين أمميين، إذ طالب مبعوث الأمم المتحدة للشرق الاوسط نيكولاي ميلادينوف بالتحقيق في الاعدام الميداني الذي نفذه جنود الاحتلال بحق الشاب البدوي، واعتبر أن مشاهدة الشريط الذي يوثق الحادثة أمر صادم حيث لم يشكل البدوي أي تهديد لأحد حسب ما كتب على موقعه في التواصل الاجتماعي.

وقال عيسى قراقع إن حادثة استشهاد البدوي تشكل بطريقة أو بأخرى تنفيذًا لأحد القوانين الصهيونية التي نصت على اعدام ميداني "لمنفذي عمليات ضد أهداف اسرائيلية" ولكن تنفيذ هذا القانون مطاطي بشكل كبير اذ تجري عمليات الاعدام حتى لمواطنين آمنين كحالة الشاب البدوي ولكن يقوم ضباط الجيش "الاسرائيلي" باستغلال هذا القانون ليفتحوا باب نيرانهم على مصرعيه وبشكلٍ جنوني، واصفًا القوانين الصهيونية بالعنصرية والفاشية، مُؤكدًا أن القوانين تنتهك القانون الدولي الانساني وكرامة الأسرى وتستهدف تجريم النضال الوطني الفلسطيني ونزع الشرعية عن النضال الفلسطيني

اقرأ ايضا: الشعبية تنعي رفيقها البدوي وتؤكد أن دمائه لن تذهب هدرًا

ودعا قراقع كافة البرلمانات في العالم الى التصدي ومواجهة القوانين "الاسرائيلية"  المعادية لحقوق الانسان وللعدالة الانسانية وللشرعية الدولية والتي تعمق الاحتلال والقمع والبطش بحق شعبنا الفلسطيني.

وفي غضون ذلك عبَّر المكتب التنفيذي للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية عن غضبه الشديد لجريمة قتل الشاب البدوي بدم بارد، وقال في بيانٍ له "شعبنا يقتل في الشوارع والأزقة بدون أي سند دولي له يمنع الاحتلال عن ارتكاب مزيد من الجرائم ونحن بحاجة إلى حماية ودولية حقيقية في ظل هذا الانفلات الاسرائيلي والذي ليس له حدود".

ونشر المكتب ملصقًا يضم رسمًا للشهيد وهو ملقى في وسط الشارع والدماء تسيل من جسده وكتب في مقدمة الملصق التعبيري "هكذا نموت في ازقة الشوارع".

وكانت الجبهة الشعبية قد نعت الشهيد البدوي في بيانٍ لها وقالت "إن جريمة الإعدام البشعة للرفيق البدوي وجرائم الاحتلال المتواصلة تثبت للقاصي والداني أن المعركة مع هذا العدو المجرم مستمرة وطويلة، وهي بحاجة للأوفياء والأنقياء والنَفَس الطويل والأقدر على الصمود، والمقتنع بالمقاومة فكرة وعملاً".