قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس "إنّ الولايات المتحدة الأمريكية ومنذ أن استولت على ورقة المفاوضات لم يحصل أي تقدمٍ في القضية الفلسطينية، وكذلك الأمر في عهد الإسرائيلي نتنياهو الذي لا يؤمن بالسلام، لافتًا إلى أنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "تجاهل القرار الأممي بشأن الاستيطان؛ وكل لقاءاتنا معه لم تُثمر عن شيء".
جاء ذلك خلال كلمةٍ ألقاها الرئيس، اليوم السبت، أمام جامعة دول العربية، في دورةٍ غير عادية على مستوى وزراء الخارجية، تنعقد لبحث وتحديد الموقف العربي من الخطة الأمريكيية التصفوية المُسمّاة (صفقة القرن).
وأضاف الرئيس عباس أنّ "الولايات المتحدة الأمريكية كانت الراعي الرسمي لوعد بلفور، الذي لم يكُن بريطانيًا بحتًا، ولو كانت أمريكا تعلَم باتفاق أوسلو حينما كانت تجري المفاوضات لتوقيعه، لمنعه وخرّبته". مُضيفًا "أنا لا أؤمن بجدوى السلاح في عصرنا هذا، وسأسعى إلى أن تكون دولة فلسطين منزوعة السلاح، وأبلغتُ ترامب بهذا".
وتابع "جرّبنا السلاح في الـ48 والـ67 وغيرهما، وما مِشي الحال، أنا مؤمن بأننا لا نريد السلاح؛ نريد بناء دولة، وبدلًا من أن أشتري دبابة سأبني مستشفى، وبدل السلاح سنبني مدارس". وحين قلت لترامب إنّنا نستطيع أن نعيش بدولة منزوعة السلاح قال لي "أنتَ رجل عظيم كيف يقولون أنك إرهابي؟".
وعن محاولات الإدارة الأمريكية التواصل معه، سيّما مؤخرًا وقُبيل الإعلان عن الصفقة كشف الرئيس "قالوا لي أن ترامب يريد أن يرسل لي الصفقة لأقرأها، فقلت لن أستلمها، وقالوا: ترامب يطلب أن تتحدث معه عبر الهاتف، فقلت لن أتكلم، ورفضت استلام الخطة لأنّني كنت أعرف أن ترامب سيبني عليها وسيُروّج بأنه قام بمشاورتنا قُبيل إعلان خطته".
وأكّد الرئيس أنّ "صفقة القرن تتضمن تقسيمًا زمانيًا ومكانيًا في المسجد الأقصى، و"الصلاة يوم إلنا ويوم لهم، لو طلع يوم الجمعة لهم، فلن نصلي بالأقصى"، ونبّهت من قبل أنّ الأمريكان عندما يقولون إن عاصمتنا في القدس فهم يقصدون أن العاصمة جزءًا من القدس، وأنا قلت يقصدون أبو ديس وليس كل القدس التي احتلت عام 1967". ولفت إلى أنّه يعتقد أنّ "ترامب لا يعي شيئًا ولا يعرف شيئًا عن القضية، وفريقه هو الذي يقوم بكل شيء وهو الذي أعّد كل شيء في الخطة".
وأشار إلى أنّ الخطة "تمنح إسرائيل صلاحية التطبيق الفوري بينما لا يحق لنا ذلك إلا بعد 4 سنوات",، وقال "ما بقي لنا بالضفة الغربية وقطاع غزة 22% من فلسطين التاريخية، ورضينا بالبين والبين ما رضي فينا، لأننا نريد حلًّا، الآن يريد أن يأخذ 30% من الضفة، ليتبقى لنا 11%!، وسيعوطننا منطقة المثلث بسكانها العرب، للتخلص منهم".
وقال طلبوا منّي عدّة طلبات، لإثبات "حسن النية" لترامب ونتنياهو، أوّلها لاعتراف بيهودية الدولة والقدس الموحدة عاصمتها، وإلغاء حق العودة، وعدم الانضمام لأية منظمة أو هيئة دولية وإلغاء الاعتراف بقرارات الشرعية الدولية، فضلًا عن سحي القضايا المرفوعة ضد إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية، إلى جانب نزع السلاح. ولفت إلى أنّ الدولة التي يعرضونها علينا "لا سيادة لها، ولا حدود مع أي دولة".
وأضاف "سنُطالب مجلس الأمن والمنظمات الدولية بالبحث عن حل للقضية الفلسطينية".
وقال عن لقائه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي سبق اجتماع الجامعة العربية، إنّ الرئيس السيسي وافقه وأكّد له دعم القضية الفلسطينية والحقوق الفلسطينية المشروعة.
وزاد بالقول "نحن لسنا عدميّين، ونبحث عن حلٍّ، وهناك رفض دولي وعربي لخطة ترامب، ونطلب من العرب أن يكونوا معنا، وأنا تلقيت بالفعل عددًا من الاتصالات".
وختم كلمته بالقول إنّ "الصفقة مرفوضة جملةً وتفصيلًا، لكننا لا زلنا نؤمن بالسلامة وبثقافة السلام، على أن يتم إنشاء آلية دولية كاللجنة الرباعية، ولا مانع من إضافة دول إليها بالاتفاق، وتكون مرجعيتها تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وقرارات الرباعية الدولية، ولم نعُد نقبل بالدول الأمريكي". وقال مُخاطبًا الحضور "سنقبل ما تخرجون به، ولا نطلب المستحيل بل الحد الأدنى منه"
ولا تزال أعمال الجلسة متواصلة، ومن المقرر أن يُلقي عدد من وزراء الخارجية العرب كلماتٍ تعقيبًا على صفقة ترامب، التي ترتكز في جانبها الاقتصادي على تمويلٍ ستدفعه دولٌ عربيّة تدعم الخطة وستسهم بشكل كبير في تنفيذها.
وفي موقف سابق صدر عن جامعة الدول العربية، عشية إعلان الرئيس الأمريكي صفقته الصهيونية، الثلاثاء الماضي، خلال مؤتمرٍ صحفي عقده في واشنطن بحضور نتنياهو وسفراء عرب، إذ قالت الجامعة في بيانٍ لها "ان الشعب الفلسطيني الصامد هو السند الحقيقي للقضية، والضمانة الأهم لعدم التفريط في أيٍ من ثوابتها.. وان العرب سندًا للفلسطينيين، ولن يتخلوا عنهم".
والتقى الرئيس عباس بنظيره المصري عبد الفتاح السيسي قُبيل اجتماع مجلس الجامعة العربية. وقال السفير الفلسطيني في القاهرة والمندوب الدائم لدى الجامعة، دياب اللوح، في تصريحاتٍ سابقة أن هدف اللقاء "التشاور العميق حول صفقة القرن الأمريكية الإسرائيلية".