Menu

لعزله عن التجمعات المجاورة

"جبل الفرديس" الأثري.. تصاعد الإجراءات التهويدية وصولًا إلى البحر الميت

جبل فريديس

الضفة المحتلة_ وكالات

أقدمت قوات الاحتلال ومن خلال سلطة الآثار "الاسرائيلية" على تسييج محيط جبل الفريديس، أو ما يعرف جبل هيرديون الأثري، لتعزله بالكامل عن التجمعات الفلسطينية المجاورة له.

وكتب الصحفي نجيب فرّاج، عبر مدوّنته، نقلًا عن مدير هيئة الجدار والاستيطان في محافظة بيت لحم حسن بريجية "أنّ موقع الجبل خاضع لسيطرة سلطة الآثار الإسرائيلية وقوات الاحتلال، وهناك معسكر للجيش بجواره بالضبط، ولكن الجديد هو تسييج نحو كيلو متر مربع يقع بمحيط الموقع وإقامة بوابات حديدية حوله، الأمر الذي سيعزل على الاقل ستة منازل فلسطينية تقع  بالجوار عن محيطها، ومن بينها منزل المواطن سعيد السيوري الذي اوضح ان من الان فصاعدا سوف يخضع هو وعائلته الى مزاجية جنود الاحتلال اثناء الخروج من المنزل او العودة اليه، بفتح البوابة الحديدية واغلاقها كما يشاؤون".

اغلاق طريق  البحر الميت القديمة

وقال بريجية إن "الاجراءات الاسرائيلية ايضا شملت اغلاق طريق تاريخي يشق المنطقة وصولا الى البحر الميت والمسمى بالطريق القديم، ليتم تضييق الخناق على المواطنين اكثر فاكثر، مشيرا الى ان هذه الاجراءات تاتي في سياق التمهيد لخطة الضم الاسرائيلية، ولهذا فهي اجراءات تقام على قدم وساق من اجل قضم المزيد من اراضي المواطنين والاستيلاء عليها، وهي اجراءات خطيرة للغاية لا بد من الوقوف في وجهها".

موقع الجبل

ويقع الجبل على بعد عشرة كيلومترات إلى الشّرق من بيت لحم، ويضم ما تبقى من القصر المبهر لهيرودس الكبير، وسُمّي الجبل باسم هيروديون نسبة الى بانيه هيرودس، حيث تم بناء القصر في نهاية القرن الأوّل قبل الميلاد كقلعة محصّنة تحتوي على قصر في داخلها.

والاسم العربي جبل الفرديس مشتق من الكلمة العربية "الفردوس"، وتعني الحديقة الرّائعة والتي كانت موجودة في سفح التل.

وكان قصر هيروديون من القصور الفخمة والفاخرة في تلك الحقبة، اذ كان داخل مدينة دائرية محصّنة بسور وحصن يشمل غرفًا للمبيت وحمامات وحديقة جميلة. 

ويرتفع الجبل 758 مترًا فوق مستوى سطح البحر، ويطلّ على كل من بيت لحم و القدس ، بالإضافة الى البحر الميت وصحراء القدس.
ويعتبر جبل الفرديس من أعظم البنايات التي شيّدها الملك هيرودس الكبير، وفي أسفل الجبل حيث تعرف المنطقة باسم الهيروديون السفلي، كشفت الحفريات عن العديد من الآثار، مثل مجمع البرك الذي كان كان يغذّي البركة الكبيرة من خلال القنوات الموصولة بقرية أرطاس قرب برك سليمان، كما وُجدت آثارٌ لثلاث كنائس بيزنطيّة، وتم الكشف أيضا عن أنفاق سريّة كانت تستخدم للهروب في حالة الخطر، وحمامات كاملة تعود الى الحقبة الرومانيّة، وكنائس ومبانٍ وغيرها من الآثار التي تعود لعصور زمنية مختلفة وخصوصًا الفترة البيزنطيّة.

التصعيد المتواصل

وضعت قوات الاحتلال يدها على المنطقة من احتلال ما تبقى من اراضي فلسطين خلال عدوان 1967، ومنذ ذلك الحين اجرت العديد من الخطوات الالحاقية، من بينها انها سلمته لدائرة الاثار "الاسرائيلية" التي اصبحت مسؤولة عن الموقع الذي تحول الى منطقة سياحية يرتادها الاف السياح، بقسط يبلغ اليوم نحو 30 شيكلًا للشخص الواحد، من بينهم الفلسطينيين اصحاب الارض والمكان، كما اقامت الى جانبه معسكرًا لجيش الاحتلال يستخدم لاغراض عديدة، من بينها نقل اسرى يتم اعتقالهم في حينه وابقائهم لعدة ساعات قبل نقلهم الى مراكز الاعتقال المختلفة، وهو مكان لانطلاق قوات الاحتلال لتنفيذ الاقتحامات المختلفة للقرى المجاورة، اضافة الى اقامة عدد من البؤر الاستيطانية من بينها مستوطنة نيكوديم المتميزة بالفِلل، والتي يقطنها وزير الجيش الصهيوني السابق أفيغدور ليبرمان.

موقع سياحي فلسطيني بامتياز

ويؤكد حسن بريجية أن كل هذه الإجراءات سواء الجديدة او القديمة هي من اجل تهويد هذا الموقع الاثري والسياحي الهام، وضمه الى الكيان، وقطع الطريق على الجانب الفلسطيني كي يطالب به كموقع سياحي فلسطيني هام، اذ ادرجته وزارة السياحة الفلسطينية على قائمة المواقع السياحية الفلسطينية، التي لا زالت "اسرائيل" متمسكة بها بقوة الامر الواقع، وان هذه الاجراءات الجديدة هي من اجل كسب مزيد من الوقت ليصبح الموقع "اسرائيليا"، وليقطع الطريق على الفلسطينيين لاستعادته، والاخطر اكثر تهويد مزيدٍ من الاراضي والمواقع من حوله.

المصدر: مدوّنة الصحفي نجيب فرّاج