Menu

زفة تراثية فلسطينية ستنطلق من قلب "غوش عصيون" تحديًا للاستيطان

نجيب فراج - فلسطين المحتلة

وجه المواطن محمد محمود أبو صوي الذي يقطن في منزله المحاط بمحمع بؤر استيطانية في منطقة غوش عصيون إلى الجنوب من بيت لحم دعوة لوزير هيئة مواجهة الاستيطان وليد عساف من أجل حضور حفل زفاف نجله إياد، المقرر يوم السبت القادم، وهو العرس الأول الذي يريد المواطنون القاطنون هناك إقامته في مكان سكنهم، اذ أنّ المستوطنين والجنود يضيقون الخناق على المواطنين ويحرمونهم من ممارسة حياتهم الطبيعية مما يجعلهم أنّ يقيموا احتفالاتهم في قرية أرطاس وهي مكان امتداد العائلة الكبيرة لينقلوا العرس الى هناك، ولكن هذه المرة قرر الأهالي أنّ يكون العرس في وسط منزلهم وحييهم القاطنين والذي ورثوه عن أبائهم وأجداهم.

وجائت الدعوة خلال أجتماع عقدته هيئة مقاومة الجدار والاستيطان اليوم ضم مواطنين يملكون أراضي في منطقة عصيون إلى الجنوب من بيت لحم على خلفية إعلان إحدى الشركات "الإسرائيلية" بتعديل حدود في خلة الجمل.

وقال حسن بريجية مدير الهيئة في بيت لحم إنه خلال الاجتماع تم توضيح المفاهيم القانونية والإجرائية للمزارعين، كي يتسنى لهم اتمام وكالات لمحامي الهيئة غياث ناصر للتصدي للهجمة التي تستهدف وجودهم التاريخي في عصيون.

وأوضح بريجية أنّ الوزير عساف سوف يكون في هذا الاحتفال والذي هو عبارة عن مناسبة وطنية سترسخ في مواجهة الاستيطان وممارسات الاحتلال المتواصلة بحق الأهالي وهيي عبارة عن صرخة قوية راسخة متجذرة مفادها “اننا هنا وسنبقى هنا ولن نسمح لاي جهة كانت أنّ تصادرنا حقنا في العيش على أرضنا وأن نمارس حياتنا بشكلها الطبيعي”.

 وقال برجية أن التحضير لاقامة هذه المناسبة جار على قدم وساق وسيتم دعوة العديد من ممثلي الفعاليات المختلفة وسنعمل على ان يقوم الاهالي في قرية ارطاس بالزحق الى حضور زفة العريس لان هذا المكان هو المكان الطبيعي لاقامة هذا الاحتفال حيث سيقيم العروسان في هذه المنطقة.

ويعيش المواطن أبو صوي وأبنائه، وكذلك عشرات آخرين في منازلهم بموقع خلة الجمل والتي يستهدفها الاحتلال حيث اصدر مؤخرًا قرارًا بتحديد حدودها لصالح المستوطنات المجاورة بدعوى ضرورة أمنية يغيشون منذ العام 1948م أي منذ إقامة دولة الكيان "الاسرائيلي" على أراضي الفلسطينيين وقبل ذلك ورثها الأهالي عن أبائهم واجدادهم.

ويبلغ عدد سكان خلة الجمال نحو 150 فردًا ويعيشون في هذه المنازل حيث يفتقدون لابسط الحياة الآدمية ويحظر عليهم حتى ترميم منازلهم ولا تتوقف الاجراءات الاحتلالية ضدهم لاجبارهم على الرحيل وتركها للمستوطنين.

تقدّر دونمات هذه الخلة نحو 1000 دونم جرى الاستيلاء على معظمها ولم يرتوي غلال الاحتلال من ذلك فهم يريدون بالفعل ما تبقى من هذه الاراضي التي اصبحت محاطة ببؤر عديدة من المستوطنات وحولها اسلاك شائكة ونقاط عسكرية وحراب موجهه باتجاه صدور الاهالي الذين يلاقون اجراءات يومية في الدخول والخروج الى منازلهم لقضاء مصالحهم المختلفة مع محيطهم سواءا في التعليم او الصحة او العمل اوحتى في العلاقات الاجتماعية.

وقال حسن إن العرس سيكون محطة جديدة للمواجهة الشعبية اذ أن العروس سوف يتم جلبها من بلدة سعير مكان سكنها وسيخترق موكب العرس مجمع غوش عصيون الاستيطاني ولا يوجد اي قانون يمنع اصحاب الارض الشرعيين من أن يقيموا افراحهم واحياء مناسباتهم المختلفة على ارض الاباء والاجداد.

المصدر: مدونة نجيب فراج