وثّق مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، في تقريره الشهري حول الانتهاكات الصهيونية بحق شعبنا، استشهاد مواطنين وإصابة 100 بجروح مختلفة، مُستعرضًا اعتقال سلطات الاحتلال لـ450 آخرين، خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
الشهداء
ارتقى شهيدان بينهما طفل على يد قوات الاحتلال في الضفة الغربية خلال الشهر الماضي وهما: الشهيد عامر عبد الرحيم صنوبر (16 عامًا) من قرية يتما جنوب نابلس، وارتقى بعد أن اعتدى عليه جنود الاحتلال بأعقاب البنادق بالقرب من بلدة ترمسعيا شمال رام الله، والشهيد سمير أحمد عبد الجليل حميدي (23 عامًا) من بلدة بيت ليد في طولكرم، وارتقى بعد إطلاق النار عليه من قبل قوات الاحتلال المتواجدة في محيط حاجز "عناب" العسكري.
الجرحى والمعتقلون:
اعتقلت سلطات الاحتلال خلال تشرين الأول الماضي نحو 450 مواطنًا في كافة الأراضي الفلسطينية من بينهم 14 تم اعتقالهم على حدود قطاع غزة، ويعاني الأسرى في سجون الاحتلال أوضاعًا معيشية صعبة، نتيجة الممارسات القمعية والعقاب الجماعي وحرمانهم من ابسط حقوقهم المشروعة التي نص عليها القانون الدولي، حيث تحتجز سلطات الاحتلال نحو 4500 أسيرًا في سجونها بينهم 160 طفلاً، و41 سيدة.
كما قام جيش الاحتلال بإصابة وجرح نحو 100 مواطن في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، نتيجة قمعه لهم أثناء تصديهم لممارساته القمعية، في حين أصيب المئات بالاختناق نتيجة استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، الذي أطلقه جيش الاحتلال على المشاركين بالمسيرات السلمية.
الاستيطان
صادقت سلطات الاحتلال في منتصف الشهر الماضي على نحو 5400 وحدة استيطانية، وتمت المصادقة على مخططين الأول يتضمن بناء 3212 وحدة، والثاني 2166 وحدة، في المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية بما فيها القدس، ضمن الاراضي المحتلة عام 1967.
ومن بين الوحدات المصادق عليها 2929 وحدة استيطانية ستقام في مستوطنة "بيتار عيليت" المقامة على أراضي جنوب بيت لحم و952 أخرى في حي جديد في مستوطنة "هار جيلو" المقامة على أراضي القدس المحتلة و346 في مستوطنة "بيت إيل" و560 في مستوطنة "غيلو" المقامة جنوب القدس المحتلة.
وصادقت سلطات الاحتلال على مخطط لإقامة حي استيطاني جديد يتضمن بناء 450 وحدة استيطانية قرب المدخل الغربي لبلدة صور باهر جنوب مدينة القدس، ويشمل بناء منشآت تجارية وعامة فيما يطلق عليه الاحتلال حي "منحدرات أرنونا"، بين مستوطنتي "رمات راحيل" و"تلبيوت".
وفي السياق، أودعت "لجنة التنظيم والبناء الاسرائيلية"، خارطة هيكلية لإقامة حي استيطاني جديد يتضمن بناء 56 وحدة استيطانية على جانبي الشارع الالتفافي رقم "6" في حي الأشقرية في بلدة بيت حنينا شمال القدس، إضافة لشق شارع استيطاني جديد من الشرق إلى الغرب باتجاه المتنزه الجديد الذي تمت إقامته في بلدة بيت حنينا.
كما صادقت سلطات الاحتلال بداية الشهر الماضي على بناء 500 وحدة استيطانية في مستوطنة "تسور هداسا" القائمة على اراضي قرية وادي فوكين غرب بيت لحم.
وصادقت وزارة المالية الصهيونية على مناقصة لشق طريق التفافي استيطاني "التفافي حوارة" جنوب مدينة نابلس، لربط مجموعة من المستوطنات مع بعضها، بتكلفة تصل الى 250 مليون شيقل، فيما صادق الاحتلال على البدء في بناء وحدات استيطانية جديدة شرق مستوطنة "نوكديم" المقامة على أراضي بلدة تقوع وقرية بيت تعمر.
وفي إطار تهويد مدينة الخليل، وضع مستوطنون بحماية قوات الاحتلال في البلدة القديمة حجرا قديما منقوشا عليه الشمعدان التلمودي على مدخل سوق القزازين في المدينة.
تهويد القدس
صادقت سلطات الاحتلال على تنفيذ إقامة جسر هوائي معلق، يربط بين حي وادي الربابة، باتجاه الشارع الموصل إلى باب المغاربة وصولًا إلى البلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك، بطول يبلغ 200 متر، وبارتفاع 30 مترًا عن سطح الأرض.
ويمر الجسر فوق وادي الربابة ويربط بين حي الثوري ومنطقة النبي داوود، ويُوصل بين مجمع تهويدي يحتوي على مطعم ومركز ثقافي وصالة للمناسبات يستعملها المستوطنون، تمت إقامته قبل نحو عام في حي الثوري بسلوان، وتشرف جمعية "العاد" الاستيطانية على إقامته، وقد خصصت ميزانية مليون و800 ألف شيقل لتنفيذه.
وللمشروع التهويدي، مخاطر كبيرة على وادي الربابة وسكانه، منها فقدانهم لأراضيهم بعدما يتم الاستيلاء الكامل عليها، وفرض وقائع جديدة على الأرض، إضافة إلى تغيير المظهر الحضاري والمعماري لمدينة القدس والمنطقة.
وفي نفس السياق، تستعد سلطات الاحتلال للعبث في برج قلعة باب الخليل أحد أهم معالم البلدة القديمة في القدس المحتلة، ضمن مشروع تهويدي لتغيير المعالم الإسلامية العتيقة.
ورصدت "سلطة الآثار" الصهيونية 40 مليون شيقل لتنفيذ عملية "تغيير معالم" ضخمة كجزء من خطة أوسع لتزوير التاريخ في القدس، فيما سينفذ المشروع التهويدي بمبادرة من مؤسسة "Clore Israel" وبدعم من بلدية الاحتلال في القدس والحكومة الإسرائيلية.
وقامت سلطات الاحتلال بتغيّر اسم منطقة باب العـامود لـ"هدار وفهداس" وذلك على اسم المجـندتين اللتين قُــتلتا في عمليــة إطـلاق نـار قبل سنوات، وجرفت أراضي في حي وادي الربابة ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى.
وواصل المستوطنون اقتحام المسجد الأقصى، حيث أقتحم 1798 ما بين مستوطن وطلاب معاهد تلمودية، وأفراد شرطة ومخابرات وأعضاء كنيست، من بينهم المتطرف "يهودا غليك".
وأصدرت شرطة الاحتلال 19 قرارًا بالإبعاد عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة لمدة تتراوح ما بين أسبوع إلى خمسة أشهر، ومن بين المبعدين نائب مدير عام أوقاف القدس ناجح بكيرات، فيما فرضت الحبس المنزلي على 6 مواطنين، ومنعت دخول مواطن إلى الضفة الغربية، وأبعدت آخر عن مدينة القدس المحتلة لمدة 10 أيام، وشملت تلك القرارات دفع 18 ألف شيقل كغرامات وكفالات.
هدم البيوت والمنشآت
هدمت قوات الاحتلال خلال تشرين الأول الماضي 59 منزلاً ومنشأة، من بينها 22 منزلاً ومسكنًا، و37 منشأة ما بين زراعية وتجارية وخدمية.
وأجبرت سلطات الاحتلال أصحاب منزلين بهدمهما ذاتيًا في بلدتي بيت حنينا وشعفاط بمدينة القدس المحتلة، تجنبًا لدفع غرامات مالية باهظة لبلدية الاحتلال، إضافة إلى إغلاق غرفة الاسير نظمي أبو بكر في بلدة يعبد غرب جنين.
وتركزت عمليات الهدم بمحافظات: القدس، والخليل، وجنين، وأريحا، وبيت لحم، وقلقيلية، وسلفيت وطولكرم، وطوباس، والاغوار الشمالية.
ووزعت سلطات الاحتلال 90 أمرًا بالهدم ووقف البناء والعمل في منشآت سكنية وزراعية وتجارية وخدمية، تركزت في محافظات القدس وبيت لحم ورام الله والبيرة والخليل، من بينها إخطار بإخلاء مقر الإسعاف والطوارئ التابع لجهاز الخدمات الطبية العسكرية، والذي تم افتتاحه الشهر الماضي على مدخل مدينة البيرة الشمالي.
استيلاء وتجريف أراض
استولت سلطات الاحتلال على نحو 11 ألف دونم في الأغوار الفلسطينية لصالح "المحميات الطبيعية" حيث أعلن الاحتلال استيلائه على 11200 دونم لصالح 3 محميات طبيعية في الأغوار.
وتقع تلك المحميات في دير حجلة بأريحا، والأخرى جنوب الجفتلك قرب مستوطنة "مسواه" والثالثة شرق عين الحلوة والفارسية في الأغوار الشمالية، حيث تعتبر هذه إحدى الطرق التي ينتهجها الاحتلال ليصار الى استخدامها لاحقا لصالح الاستيطان.
وصادقت سلطات الاحتلال على مخطط هيكلي تفصيلي يهدف للاستيلاء على عشرات الدونمات من أراضي قرية بتير جنوب بيت لحم، وأعلنت عن تعديل حدود أراضي في قرية عرب التعامرة تشمل حوض طبيعي (2) و(4) بهدف الاستيلاء على أراضي إضافية لصالح الاستيطان خاصة توسيع حدود مستوطنة "تكوع".
وفي ذات السياق، قامت جرافات الاحتلال بعمليات تجريف واسعة استهدفت اراضي المواطنين الزراعية حيث شملت بلدات: كفر الديك، وبروقين، ومسحة، وسرطة، والخضر، وتقوع، وطوباس، والعيزرية، فيما شرعت سلطات الاحتلال باستكمال الأعمال في بناء المقطع الثاني من الشارع الالتفافي رقم (60)، والذي يصل إلى مجمع "غوش عصيون" الاستيطاني المقام على أراضي المواطنين جنوب محافظة بيت لحم.
وجرفت مجموعة من المستوطنين مساحة من أراضي بلدة سرطة التي تقام على أراضيها مستوطنة "بركان" الصناعية بهدف توسيع المستوطنة.
اعتداءات المستوطنين
كثف المستوطنون اعتداءاتهم على المواطنين وممتلكاتهم، خاصة مع دخول موسم قطف ثمار الزيتون، حيث نفذوا (96) اعتداء، أسفر عن إصابة 21 مواطنًا بجروح مختلفة، وحرق وتدمير 1200 شجرة زيتون، والاعتداء على 10 مركبات للمواطنين، ومحاولة خطف مواطن، وعملية إطلاق نار واحدة، وسرقة 10 رؤوس من الماشية، وتنفيذ 3 عمليات دهس، و6 عمليات تجريف لأراضي المواطنين، وإقامة 6 بؤر استيطانية جديدة.
اعتداءات الاحتلال على قطاع غزة
نفذت قوات الاحتلال 59 عملية إطلاق نار بري شرقي محافظات قطاع غزة، و5 عمليات توغل، و10 غارات جوية، و24 عملية إطلاق نار تجاه الصيادين، أسفرت تلك الاعتداءات عن إصابة مواطن واحد، فيما اعتقلت قوات الاحتلال 14 مواطنًا على الحدود الشرقية لقطاع غزة.