Menu

"نخوض معارك يومية شرسة"

الوحدة الإلكترونية في جيش العدو: قد تمنع الهجمات حتى إقلاع طائرة من الأرض

بوابة الهدف - ترجمة خاصة

في تقرير وافقت الرقابة العسكرية الصهيونية على نشره، كشفت القناة الثانية عن أساليب الوحدة الالكترونية في الجيش الصهيوني وحسب الكولونيل (ي) قائد اللواء السبراني، فإن الكيان يخوض يوميًا معارك شرسة على المستوى السبراني، ويصد مئات الهجمات، فيما ينجح المهاجمون في العديد من المواقع، مؤكدًا أن الصعوبات تزداد بسبب تطور التقنيات التي يستخدمها المهاجمون، وأن الكيان في هذا المجال يواجه (عدوًا مجهولاً) ومدمرًا، عبر شن حرب سرية من خلف لوحة المفاتيح، حيث لايحتاج المهاجم عادة أكثر من جهاز كمبيوتر واتصال بالإنترنت ليشن هجومه.

وزعم (ي) أن إيران شنت في نيسان/ أبريل الماضي، وفقًا لتقارير أجنبية، هجومًا إلكترونيًا واسع النطاق على منشآت شركات المياه والصرف الصحي في الكيان زاعمًا الفشل في إلحاق أضرار جدية، ولكن اعترف بأن المهاجمين عبروا حدودًا خطيرة عندما ضربوا البنية التحتية المدنية الحيوية. ورد الكيان أيضًا حسب التقارير الأجنبية، بهجوم على ميناء حيوي إيراني هو ميناء الشهيد رجائي ما أدى حسب الزعم إلى تعطيل إحدى بوابات الدخول والخروج المهمة لإيران حيث انهارت أجهزة الكمبيوتر في الميناء، وتعطلت حركة السفن لأيام طويلة وتم تسجيل أميال من الاختناقات المرورية على الطرق المؤدية إلى الميناء على مضيق هرمز. وكان هذا أول خروج للحرب الصهيونية مع إيران التي تجري عادة في الظلام، إلى النور حيث رفض الجيش الصهيوني كالعادة الاعتراف بالمسؤولية عن الهجوم، ولكنه بادر لرفع درجة الاستعداد تحسبًا للرد.

وقال الكولونيل ي، قائد مركز في قسم الدفاع السبراني، في مقابلة مع القناة الثانية "إن جيش الدفاع الإسرائيلي هدف جذاب للغاية للهجوم" و"يمكنك أن تتخيل أن أي هيئة جادة في العالم تريد مهاجمة جيش الدفاع الإسرائيلي، سواء بشكل مباشر لإحداث ضرر أو بشكل غير مباشر للتباهي بالإنجاز، لا يمكننا تحمل الخسارة ، ليس لدينا شهادة تأمين".

يذكر أنه نتيجة لنمو الحرب السبرانية أنشأ جيش العدو في شباط/ فبراير 2015 النظام السيبراني الوطني ويقوم جهاز الأمن العام (الشاباك) بتشغيل وحدة إلكترونية تهدف إلى حماية البنية التحتية من الهجمات الخارجية. وفي هذا العام كجزء من البرنامج متعدد السنوات "جدعون"، قرر رئيس الأركان آنذاك، غادي إزنكوت، إنشاء ذراع إلكتروني، حيث في المرحلة الأولى تم إنشاء لواء الدفاع السيبراني برئاسة ضابط برتبة عميد.

وفي بداية العقد الماضي، تم رسم حدود الترسيم مع إنشاء هيئتين للفضاء السبراني، إحداهما، بقيادة قسم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، المسؤول عن حماية الفضاء، والآخر وحدة هجومية تتبع الوحدة 8200.

ورغم أن الصحافة الأجنبية مليئة بالتقارير حول دور الكيان االصهيوني في الهجمات الإلكترونية، فإنه يكاد لا يكون هناك أي ذكر للموضوع في صحافة العدو، خاصة ضد إيران، وفي هذا السياق كان تصريح رئيس الأركان أفيف كوخافي الشهر الماضي، الذي أشار إلى العمليات السيبرانية الهجومية لجيشه، وقال كوتشافي: "مجال القتال المهم الذي تغير هو البعد السيبراني، حيث قمنا بتنفيذ العديد من العمليات الهجومية".

يوضح الكولونيل ي "عندما تتعرض شركة مدنية للهجوم، فهذا أمر سيء ويجب ألا يحدث، ولكن هناك تأمين مالي ويمكنك الخروج من العمل لبضعة أيام. لا يمكن للجيش أن يعيش هكذا. (حيث يمكن أن يكون هناك ضرر حقيقي على قوة دولة "إسرائيل" وضرر فعلي "للوظيفة التشغيلية، لدرجة تخيل أن القوات الجوية لا تستطيع إطلاق طائرات في جميع أنحاء البلاد بسبب هجوم إلكتروني، إنه أمر مروع".

ويضيف (ي) أن الهجمات متوقعة وتزداد على الأهداف "الإسرائيلية" من قبل عناصر معادية، من المتسللين المستقلين، من خلال الأعداء السياسيين إلى قوى مثل الصين وروسيا - يمكن لكل شخص أن يكون لاعبًا في النظام السيبراني "هذه ليست محاولات لمهاجمة المواقع، بل هي محاولات يومية لهدم الجدران الدفاعية والتسلل إلى أنظمة الجيش الإسرائيلي".

ويكشف العقيد ي: "يواجه الجيش العشرات بل المئات من محاولات الهجمات كل عام. كل ما تحتاجه للهجوم هو جهاز كمبيوتر واتصال بالإنترنت. "نرى كل أنواع محاولات الاعتداء - من قراصنة يتفحصون مساحة الإنترنت، وإلقاء الحجارة في كل اتجاه، وضربك أحيانًا، من خلال إلقاء الحجارة المتعمد إلى ما يمكن أن نطلق عليه الرصاص الحي". حيث في ساحة المعركة هذه لا توجد حدود محددة، و"السلاح الرئيسي هو الذكاء البشري والتطور و"إن تكلفة هجوم إلكتروني ناجح لا حصر لها" .

وقال (ي) "نحن نستخدم مكونات دفاعية قوية، وكلها تقريبًا مصممة للتعامل مع التهديدات من الكيانات التي ليس لها قيود مالية أو بشرية، ويلمح الكولونيل ي أن "عمالقة التكنولوجيا يوفرون حماية بنسبة 99٪ فقط. إذا هاجم شخص ما منتجًا عامًا خمس مرات، فسيمنع الهجوم السادس. لا أستطيع تحمل مثل هذا الواقع وعلي أن أدافع عن نفسي ضد شخص استثمر سنوات في هجومي".

وأضاف أن وحدته لديها فرق تدخل خاصة مهمتها صد هجوم في الوقت الحقيقي "لدينا وحدة تدخل في الأركان العامة هدفها تحديد مصدر الهجوم والغرض منه. بمجرد ظهور رائحة العدو، تقفز مجموعة من المدافعين الإلكترونيين بأدوات متقدمة جدًا لفهم من هو المهاجم، وأين هو ومن هو عضو فيه. يجب أن يؤكدوا أنه موجود أو يثبتوا غير ذلك".

وأكد أن أحد التحديات الرئيسية التي يواجهها "لواء الدفاع السبراني" ليس فقط تحديد مكان المهاجم، ولكن أيضًا لفهم أي دولة أو من يتصرف بالنيابة عنها، ولذلك يستخدم المدافعون الإلكترونيون أدوات متقدمة جنبًا إلى جنب مع القوات المسلحة والشين بيت والموساد ومجلس الأمن القومي - وكل ذلك بهدف تتبع مصدر الهجوم.

وزعم أنه بينما تواجه الولايات المتحدة وروسيا والصين وأوروبا البعد السيبراني كقوى، تواجه "إسرائيل" أعداء أدنى منها من الناحية التكنولوجية، وتضييق نطاق عمليات الجيش.

ويرفض لواء الدفاع السيبراني التعليق على هوية المهاجمين الذين استهدفوا الجيش، لكنه يشير إلى أن الجيش "الإسرائيلي" قد يكون هدفًا جذابًا للهجوم - للأفراد والدول والمنظمات، حيث "أي محاولة للهجوم هي في الواقع معركة مع العدو" .

وجاء في التقرير أن الاقتصاد "الإسرائيلي" والصناعات الدفاعية تعرضت لهجوم إلكتروني غير عادي خلال الشهرين الماضيين، وربما كان الأكثر انتشارًا على الإطلاق، واحدة تلو الأخرى، تعرضت العشرات من الشركات البارزة للهجوم من قبل قراصنة، بما في ذلك Shirbit وAmital و Intel و Elta وشركة الأمن السيبراني Fortnox. تعزز طبيعة الهجمات الفرضية القائلة بأن معظمهم على الأقل متسللون في مهام إيرانية أو مرتبطين بعناصر إلكترونية في طهران، حسب زعمه.

وقال أن هدف فرق التدخل لصد الهجوم في الوقت الحقيقي وكشف أماكن المهاجمين وارتباطاتهم هو أن يكون فريق الدفاع متقدمًا خطوة على المهاجمين، وهذا الفريق الذي يطلق عليه (الفريق الأحمر) يسمح أيضًا بتحديد الثغرات التي يمكن لعدد قليل فقط في العالم الاستفادة منها واكتساب رؤى حول المراقبة، وتحديد العدو.

أيضًا قسّم الدفاع السيبراني في توصيف المتطلبات التكنولوجية لمختلف الأسلحة في جيش العدو، والتأكد من عدم إمكانية اختراقها، من أجل ضمان الحرية التشغيلية الكاملة للعمل. وبالتالي، على سبيل المثال، لن يشتري الجيش طائرة أو غواصة حتى يؤكد العاملون السيبرانيون أن حمايتها السبرانية كافية.

وأضاف إن تزايد الطلب أدى إلى ضم مئات من المتخصصين المجندين في هذه الوحدات، الذين يخضعون لاختبارات صارمة لتحديد إمكانية أن يكونوا جزءًا من الوحدة بشكل نهائي، حيث الهدف هو الاحتفاظ بالقوى العاملة عالية الجودة في الخدمة ومنع التسرب إلى السوق المدني المغري.