Menu

وهم بحاجة لقيادة في الميدان

عبيدات: المقدسيون ظهروا أكثر شجاعة وجرأة في التصدي للاحتلال والمستوطنين وحقّقوا انتصاراً مختلفاً

الضفة المحتلة_بوابة الهدف

قال الكاتب والمختص بالشأن المقدسي راسم عبيدات، مساء اليوم الجمعة، إنّ المقدسيين خاضوا أمس بطولات غير مسبوقة بالتصدي لمجموعات المستوطنين، مؤكّداً أنّه رغم حجم الإصابات الكبيرة بكل أشكالها والقمع أمس إلّا أنّهم تمكنوا من إيقاع العديد من الإصابات بين المستوطنين وجيش الاحتلال.

وأشار عبيدات خلال اتصال هاتفيّ مع "بوابة الهدف" إلى أنّ هذا يدل على أنّ المقدسيين قادرون على الدفاع عن المدينة ومقدساتها وإفشال المخططات التي تضربها.

وأضاف "بالأمس كان هناك تصعيد غير مسبوق من خلال دعوات لجماعات وكوادر من المستوطنين من طراز منظمة نهافاه وغيرها من المنظمات، وهي منظمات إرهابية تقوم بالاعتداء على المقدسيين وممتلكاتهم بشكل إرهابي، كما كان لها دور بحرق العديد من الأماكن المقدسة بالمدينة، وتعمل على طول وعرض مساحة فلسطين التاريخية".

وأوضح "كانت عند العاشرة مساءً دعوات من المستوطنين على مواقع التواصل للاجتماعي للزحف إلى البلدة القديمة وباب العامود تحت شعار إعادة ما يسمى بالشرف القومي اليهودي ويترافق مع سلسلة شعارات مثل: سنحطم رؤوس المقدسيين وجبل الهيكل لنا والموت للعرب ما شابه، وتجمّعوا في القسم الغربي للمدينة في محاولة للزحف تجاه المصرارة ثمّ إلى بوابة البلدة القديمة وبوابة باب العامود".

ولفت عبيدات إلى أنّ الشبّان الفلسطينيين كانوا في حالة من الاستنفار والتجمّع بأعداد كبيرة لفضّ زحف الجماعات المتطرفة.

وشدّد على أنّ "هجمة المستوطنين تدل على الصراع على مدينة القدس والذي يسعى الاحتلال الى تهويدها بشتّى الطرق سواء عبر تكثيف الاستيطان في الأحياء والقرى والبلدات المقدسية والهجمات على ممتلكات المستوطنين، وكذلك الهدم المستمر لمنازل المقدسيين، ويترافق ذلك مع عمليات التطهير العرقي بإخلاء أحياء مقدسية كاملة كما يجري ببطن الهوا والشيخ جراح وغيرها من الأحياء".

وتابع "المقدسيون بصدور عارية استطاعوا أن يحققوا انتصاراً مختلفاً لأنّه أظهر فيه المقدسيين أكثر شجاعة وجرأة وتضحية في التصدي لجيش الاحتلال والمستوطنين الذين يحاولون فرض وقائع جديدة في المدينة المقدسة".

وقال عبيدات إن الوقائع الجديدة التي يحاول الاحتلال فرضها تأتي في ظل حالة انقسام فلسطيني واضح وغياب جدي وحقيقي لوجود السلطة والقوى والفصائل في القدس وفي ظل ما يجري عربياً من هرولة تطبيعية منهارة مع زاوية الاحتلال، وفي ظل الاتفاقيات الأمنية مع سياسة الاحتلال، منوّهاً إلى أنّ كل هذه الأمور هيأت للاحتلال ظروفاً مناسبة لأن يخلقوا وقائع جديدة في القدس المحتلة.

وأكّد عبيدات أنّ ما حدث أمس شكّل نقلة نوعية وكسراً لحالة الخوف بين المقدسيين وجيش الاحتلال، موضحاً أنّ ما ظهر من استمرار الاشتباكات حتى الصباح يؤكّد رباطة الجأش لدى المقدسيين وعدم قبولهم بأي مخططات إرهابية من الاحتلال ومستوطنيه ويؤكّد كذلك على شبع المقدسيين من الشعارات المكررة التي تنادي بها القيادة الفلسطينية وفصائلها مما يمثل حاجتهم بوجود قيادة حقيقية في الميدان تعبّر عن نبض الشارع بالإضافة إلى فعل واشتباك وانتفاضة جماهيرية واسعة اسناداً لهم، لأنّهم ملّوا من الشعارات والبيانات ويريدون ما يرونه على الميدان.

وختم عبيدات بالتأكيد على أنّ المستوى الرسمي منفصل عن الواقع، قائلاً: "وحتى نقول بشكل واضح ان هذا المستوى السياسي يعيش في غيبوبة مما يجري بالقدس ولا سيما فيما يتعلق بشأن الانتخابات، مازال الموقف السياسي الرسمي في القدس مبهم تحت شعار عائم وغير محدد وهو لا انتخابات بدون القدس وهم يريدون العودة للانتخابات التي جرت في القدس سابقا بعدد محدود من المقدسيين في الضواحي، المقدسيون يريدون أن تجري الانتخابات في مراكز اقتراع سواء انتخاب أو ترشيح".

وشهدت القدس المحتلة وأحياؤها ليلة ساخنة أمس الخميس، أقدمت خلالها قوات الاحتلال ومجموعاته الإرهابية من المستوطنين على استهداف المقدسيين وممتلكاتهم.

وتسببت اعتداءات الاحتلال الإرهابية بتسجيل قرابة 105 إصابات في صفوف المقدسيين، بالإضافة لتضرر كبير في ممتلكاتهم في مختلف أحياء المدينة المقدسة بعد تصديهم للاحتلال ومستوطنيه الذين حاولوا الاعتداء على المصلين أثناء خروجهم من صلاة التراويح.

إصابات في باب العامود القدس الأقصى.jpg

ومنذ بداية شهر رمضان، تقمع قوات الاحتلال الصهيوني المصلين في منطقة باب العامود بمدينة القدس وفي عدّة مناطق أخرى، وذلك لتنغيص الأجواء الرمضانيّة التي يحرص أبناء شعبنا في مدينة القدس على إحياءها كل عام بالرغم من إجراءات الاحتلال القمعيّة.

وما حدث أمس حينما وجدت سلطات الاحتلال هبةً من المواطنين للرباط في المنطقة والمسجد الأقصى، عند علمهم بأن مجموعات المستوطنين تخطط لاقتحامه، مما أثار استفزاز سلطات الاحتلال ونشر إرهابه أمام المقدسيين، الذين تصدّوا لعناصره وعصابات المستوطنين بكلّ بسالة، وسطّروا أعظم صور الرباط والدفاع عن الأقصى والقدس، عنوان القضية الفلسطينية.

الهبة في القدس.jpg

مواجهات القدس الاحتلال باب العامود.jpg

بدورها، دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لتحويل الهبة الشعبية البطولية التي يخوضها أبناء شعبنا في مدينة القدس المحتلة إلى انتفاضة شعبية عارمة، من أجل التأكيد على هوية وعروبة المدينة، والتصدي لعمليات التهويد وتزوير التاريخ المستمرة لها والاستباحة المتواصلة لمقدساتها، ومن أجل فرض الإرادة الشعبية على الاحتلال، وتحويل عوامل الرفض الصهيونية لأي استحقاق وطني ديمقراطي في المدينة إلى معركة اشتباك مفتوحة معه.

وأكدت الجبهة، في تصريح صحفي وصل بوابة الهدف نسخة عنه، أن الملحمة البطولية التي يجسدها شعبنا الآن في أحياء وشوارع وأزقة وباحات المسجد الأقصى في مدينة القدس ضد جنود الاحتلال والمستوطنين، هي الوجه الناصع والمشرق لمقاومة شعبنا التي لم تتوقف يوماً في عاصمة فلسطين الأبدية، فقد أثبت أهلنا في مدينة القدس مجدداً قدرتهم على حماية مدينتهم وتخندقهم في معركة الدفاع عن هويتها العربية وعن وجودهم فيها.

ومساء اليوم، تجمع المئات من المقدسيين في ساحة المسجد الأقصى وهتفوا ضد استفزازات المستوطنين في القدس المحتلة.

#مباشر فلسطينيون يتجمعون في ساحة المسجد الأقصى ويهتفون ضد استفزازات المستوطنين في القدس

تم النشر بواسطة ‏ميدان القدس‏ في الجمعة، ٢٣ أبريل ٢٠٢١

وتداول النشطاء والمواطنون منذ الأمس صوراً ومقاطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر الكفاح المقدسي أمس أمام جنود الاحتلال والمستوطنين، ودفاعهم بكل بطولة عن ما يرابطون لأجله، في صور أكدت للجميع ورغن اختلاف الإمكانيات، أنّ صاحب الحق أقوى من السلاح.


 إصابات في مواجهات مع الاحتلال أمام باب العامود (3).jpg
القدس.jpg
 إصابات في مواجهات مع الاحتلال أمام باب العامود (2).jpg