Menu

54 عاماً على "النكسة".. وشعب فلسطين يتوق للحرية ويحارب من أجلها

النكسة

بوابة الهدف

يصادف اليوم السبت، الخامس من حزيران 2021، الذكرى الـ54 لـ”النكسة”، فيما تتصاعد جرائم الاحتلال وسياساته ومحاولاته البائسة لترحيل الفلسطينيين واقتلاعهم، وبشكلٍ خاص في مدينة القدس المحتلة، كما يحدث حالياً في الشيخ جراح وسلوان والبلدة العتيقة، إلى جانب مواصلة استهداف المسجد الأقصى وتكثيف الاعتداءات والاقتحامات للمستوطنين المدعومين من حكومة الاحتلال وبحماية جيشها.

وأسفرت حرب 1967 "النكسة"، عن استكمال الكيان احتلال بقية الأراضي الفلسطينية، بما فيها القدس، والجولان من سوريا، وسيناء من مصر، بعد حرب دارت بين بين قواتها وكل من مصر وسوريا والأردن عام 1967، وأطلق عليها كذلك "حرب الأيام الستة".

حرب شنتها "إسرائيل" يوم 5 يونيو/حزيران 1967 على ثلاث من دول جوارها العربي، دامت ستة أيام وهزمت فيها الأطراف العربية هزيمة ساحقة. وكان من نتائجها خسائر بشرية ومادية كبيرة، واحتلال أجزاء واسعة من الأراضي العربية، وتدمير أغلبية العتاد العسكري العربي.

لم تقبل "إسرائيل" بمنطق السلام، ورفضت قرارات منظمة الأمم المتحدة، وتحدّت ميثاقها، وانتهكت مبادئها؛ واستمرت بالاستيلاء على الأراضي، ونهبها لصالح الاستيطان.

ونتيجة النشاط السياسي الدولي، وبصورة خاصة رغبة الحكومة الفرنسية آنذاك بعدم اللجوء إلى القوة؛ تعهدت الدول العربية مصر وسورية والأردن بعدم شن الحرب وإيقاف الاستعدادات العسكرية؛ إلا أن القيادة العسكرية الإسرائيلية، وبدعم من الولايات المتحدة الأميركية، استغلت هذا الظرف، وقامت بعدوانها المباغت صبيحة 5 حزيران 1967.

واحتلت قوات الاحتلال الضفة الغربية، بما فيها القدس (5878 كم2) عام 1967؛ إثر انسحاب القوات الأردنية وعودتها إلى الشرق من نهر الأردن، وقلصت حدودها مع الأردن من 650 كلم إلى 480 كلم (من بينها 83.5 كم طول البحر الميت).

بالإضافة إلى ذلك نهبت "إسرائيل" الكثير من ثروات الضفة الغربية، سيما المائية منها، وباشرت بعمليات تهويد للقدس بطريقة مخططة ممنهجة؛ واستطاعت باستيلائها على مساحات شاسعة من أراضي الضفة تحسين وضعها الاستراتيجي والأمني والعسكري، وإزالة أي خطر عسكري كان من الممكن أن يتهددها، أو وجود أي جيش عربي منظم ومسلح في الضفة الغربية، التي تعتبر القلب الجغرافي ل فلسطين التاريخية.

وكان من نتائج حرب 67، صدور قرار مجلس الأمن رقم (242)، وانعقاد قمة اللاءات الثلاثة العربية في الخرطوم، وتهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين من الضفة بما فيها محو قرى بأكملها، وفتح باب الاستيطان في القدس الشرقية والضفة الغربية.

وأسفرت الحرب عن استشهاد 15.000 – 25.000 عربي، مقابل مقتل 800 إسرائيلي؛ وتدمير 70- 80% من العتاد الحربي في الدول العربية.

فيما تضاربت المعطيات والأرقام حول أعداد الأسرى والمفقودين جراء الحرب، فقد أورد الباحث الفلسطيني عارف العارف أن أكثر من 6000 فلسطيني قد اعتقلوا خلال الحرب، وأن أكثر من 1000 شخص قد أُبعدوا إلى خارج الوطن، بينما ذكر الرئيس جمال عبد الناصر كما ورد في كتاب "حرب 67" للباحث أحمد العلمي أن عدد الأسرى المصريين قد بلغ 11 ألف أسير مصري وأن أكثر من 200 منزلا تم نسفها في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة.

هزيمة الجيوش العربية على كافة الجبهات أدت إلى بروز ظاهرة الفدائيين والمقاومة لسلطات الاحتلال، حيث ظلت مقاومة الفلسطينيين للحكم العسكري الإسرائيلي سمة ملازمة للاحتلال، وتفجرت أشكال مختلفة من المقاومة قادت إلى زيادة البطش الإسرائيلي من إبعاد رؤساء بلديات وجامعات وإجلاء السكان وتهجيرهم وزج الآلاف في السجون في محاولة لفرض إجراءات وقوانين الحكم العسكري على السكان الفلسطينيين.

وعلى رغم ذلك، فإن هذه الجرائم يواجهها الشعب الفلسطيني بصمودٍ وثبات وتماسك، وما خروج الفلسطينيين في البلاد بأكملها وفي الشتات خلال الهبة الأخيرة والمتواصلة لنصرة القدس والوقوف في وجه جرائم الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة وفي الضفة الفلسطينية إلا دليلٌ على وحدة هذا الشعب وترابطه في وطنه التاريخي وفي المنفى والشتات، وأنه أكثر إصراراً على الحرية.