Menu

ضرب وملاحقة وسرقة للهواتف وألفاظ بذيئة: صحفيات يروين ما تعرضن له خلال مظاهرات الضفة

قمع

الضفة المحتلة_بوابة الهدف

شهدت عدة مناطق بالضفة المحتلة بداية الأسبوع الجاري مظاهرات منددة باغتيال الناشط والمعارض السياسي نزار بنات والذي استشهد أثناء الاعتداء عليه خلال عملية اعتقاله من قبل أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في الخليل يوم الخميس الماضي، تخلل تلك المظاهرات حالة قمع وحشية من قبل أمن السلطة لم تقتصر على المتظاهرين السلميين فقط، وإنّما وصلت إلى الصحفيين باعتداء مباشر وضرب وسحل ومصادر للهواتف.

وروت مجموعة من الصحفيات الفلسطينيات، واللواتي يتبعن لمؤسسات صحفية مختلفة، شهاداتهن حول الانتهاكات والاعتداءات التي تمت بحقهن من قبل أمن السلطة، بالإضافة إلى مجموعات من الأشخاص بلباس مدني، أكدن جميعهن على حالة من الاستهداف المباشر بحقهن من قبل أجهزة الأمن لمنع أي محاولة من قبلهن لتصوير ونقل الحدث.

وخلال مؤتمر صحفي نظمته مؤسسة الحق، قالت الصحفية نجلاء زيتون، والتي تتبع شبكة قدس الإخبارية، إنّ الذي حصل خلال المظاهرات لا يوصف في سنوات، وإنّه بعد اتفاقهم كصحفيات وصحفيين على النزول لدوار المنارة برام الله، للمشاركة بمسيرة التنديد بالدروع الصحفية حتى لا يتم الاعتداء عليهم، تفاجأوا حينها بوجود مسيرة مضادة مؤمنة من الأجهزة الأمنية، وقامت بالاعتداء على المسيرة الرئيسية.

وأضافت بدر خلال شهادتها في المؤتمر، أنّ شخصاً بلباسٍ مدني حاول سرقة هاتفها الشخصي أثناء تصويرها للمظاهرة، لتبتعد قليلاً حتى وجدت شخصاً آخراً يدفعها واعتدى عليها بعصا خشبية، ثم قام شخص آخر بسرقة هاتفها.

وتابعت بدر "حتى تأكدت أني في مواجهة مجموعة أشخاص وليس شخص واحد إلى أن أوصلوه لشخص باللباس العسكري، ثم حدث نقاش بيني وبين الأجهزة الأمنية ورفعت لهم بطاقتي الصحفية، ليقوموا بتصويري بكاميرات هواتفهم من قبل أشخاص محميين من قبلهم، ثم تعرضت لهجوم بألفاظ بذيئة، مثل "انقلعي من هون، راح نفضح عرضك".

وأردفت "ثم خرجت سيدتان من بين عناصر الأجهزة الأمنية لأسألهم من أنتن؟ وقلن لي أنهن بنات الأجهزة الأمنية، ثم نادى علي شخص من بين عناصر الأجهزة الأمنية بالاسم لألتفت عليه ليقوم برمي حجر كبير ويصيبني به بشكل مباشر".

وأشارت الصحفية نجلاء إلى ملاحقتهم بشكل شخصي ومباشر من قبل العناصر الأمنية وينادون عليهم بالاسم، كما قاموا بإرسال عناصرهم باللباس المدني والعسكري ويلاحقونهم، مما اضطررهم لأن يحاولوا الهروب من بناية لبناية.

وشددت على أنّ الالفاظ التي استخدمت بحقهم بذيئة جداً، والتحديد بالألفاظ الدنيئة والإباحية مع مناداتهم بالاسم شخصياً، بغض النظر عن سرقة هاتفها من يوم السبت، ولهذه اللحظة لم يعد، مؤكد أنها لا تنام في منزلها لعدم وجود.

فيما قالت الصحفية فاتن علوان خلال عرضها لشهادتها بالمؤتمر: "في مرحلة وجودي بزيي الصحفي وأصور عملية سحل المواطن المتعارف عليها خلال المسيرة، أثناء تصويري سُحب الهاتف من يدي من قبل عنصر من عناصر الأجهزة الأمنية بلباسهم الرسمي، وحصلت عليه بعد وقت قصير بشرط من ضابط الأمن بأن أتوجه إلى منطقة المتظاهرين".

وأضافت "تعرضت لتهديدات كثيرة، لأكتشف أني موضوعة على صفحة اسمها أبناء حركة فتح على مواقع التواصل الاجتماعي، ضمن قائمة يسمونها "قائمة العار"، لأني قمت بتصوير المظاهرة كصحفية ومواطنة فلسطينية، عدا عن الاتصالات الهاتفية على أشخاص مقربين مني يطلبون منهم أن يحددوا موقفي من الحدث حتى يعلموا كيفية التصرف معي".

الصحفية شذى حماد من صحيفة ميدل ايست آي، أكّدت تعرضها لاعتدائين، الأول كان من عناصر بلباس مدني حين محاولته سرقة هاتفها وضربها على يدها، بينما الاعتداء الثاني كان أثناء تقدم عناصر مكافحة الشغب وحين كانوا يتعرضون لرمي حجارة بشكل كبير وشخصي كصحفيين، وعند وقوفهم في منطقة محايدة لتصوير الحدث، موضحةً "وعند تقدم القوات الساعة السادسة والنصف تعرضت لقنبلة غازية بشكل مباشر ولم أصب بها بشكل عشوائي مما تسبب لإصابة في عيني من شظاياها، ونقلت بعدها لمشفى رام الله".

وتابعت "يوم الأحد توجهنا مرة أخرى للحدث ولبسنا دروع الصحافة، استمر التضييق علينا من قبل العناصر الموجودة، التي كانت مهمتها الرئيسية أن تمنعنا من العمل وكسر كاميراتنا، حيث كان هناك معلومات واضحة لعناصر الأمن بقمعنا كصحفيين".

فيما أكّدت الصحفية سجى العلمي مراسلة فلسطين بوست، على أنّ ما حدث يوم السبت هو اعتداء مباشر عليهم كصحفيين، مضيفةً "خلال وجودنا تم الاعتداء علينا بشكل مباشر لسرقة هاتفي، وتم استهدافنا بقنابل الغاز مما اصابنا بها بشكل مباشر باختناق كبير جداً، وأغمى علي".

وأشارت العلمي إلى أنه وبعد تغطيتنا للحدث كنا نهرب بسبب ملاحقتنا من قبل عدة أشخاص بلباس مدني في محاولات لمصادرة هواتفنا.

وبينت أنه خلال دخولها لأحد المباني في طريق هروبها من تلك العناصر، سمعت أصواتاً للصراخ في كل المحلات التجارية المجاورة، لافتةً أنّ "حاول الأشخاص اعتقالي أكثر من مرة، حتى تمكنت من الاختباء داخل حمام نسائي، وللأسف دخلت لإحدى الحجرات داخل الحمام بزيي الصحفي وأحمل بطاقة عملي، وبقيت في الحجرة عدة دقائق لأسمع أصوات عناصر الأمن يبحثون عني وكان واضح من صراخهم وبدأوا بفتح أبواب الحمام، لأتظاهر بأنني مدنية وانجو من عملية الاعتقال".