Menu

الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع تقيم لقاء بعنوان (سياسة المقاومة)

الدكتور وسام الفقعاوي: نفتخر بشعب البحرين وهو ملهم للشعب العربي

فلسطين المحتلة - بوابة الهدف

أقامت الجمعية البحرين ية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني مساء يوم الثلاثاء الموافق 6 يوليو / تموز 2021 لقاء افتراضي بعنوان (سياسة المقاومة) استضافت فيه الدكتور وسام الفقعاوي، الحاصل على الدكتوراة في الفلسفة والعلوم السياسية، والمحاضر في عدد من جامعات غزة ورئيس تحرير مجلة الهدف.

وقال الفقعاوي حول استشهاد الناشط السياسي نزار بنات والذي ارتقى بفعل الضرب الذي تعرض له اثناء اعتقاله، أن الذي الفعل الذي قامت به السلطة له علاقة مباشرة بطبيعة بنية السلطة والدور المحدد لها، أشار أن هذا الفعل بعيد كل البعد عن تقاليد الحياة السياسية الفلسطينية، وهو ما أدى بدوره لاستنكار واسع واستهجان للمستوى الذي وصلت له السلطة وهو أعلى درجة من درجات مصادرة الرأي الآخر، الأمر الذي بدوره جعل القوى المجتمعية الرافضة تبين أنها لم تعد قادرة على تحمل ما وصلت له السلطة وللأسف قوبلت بذات القمع.

وشدد الفقعاوي على أنه من غير المقبول، بل ومن المستهجن أنه حتى هذه اللحظة لم يخرج أي تصريح ولم نسمع أي صوت لرأس السلطة الفلسطينية، سواء لمحاولة تخفيف حدة الاحتقان القائم عن طريق إعلان نتائج التحقيق وما جرى مع الشهيد نزار بنات، بالأخص أن هذه الفعل وإن كان غير مستغرب على السلطة كدور وظيفي رسمة اتفاق أوسلو، إلا أنه ساهم في تغذية التناقضات الداخلية على حساب التناقض الرئيسي مع العدو الصهيوني، كل ذلك جعل وجود السلطة التي رسم دورها اتفاق أوسلو وبعد انسداد وفشل مشاريع التسوية التي سارت فيها وما ارتكبته وترتكبه اليوم من أفعال جعل وجودها محل نقاش من القوى الوطنية لطرح البديل الوطني.

كما أشار الدكتور وسام في إطار حديثه حول منظمة التحرير والتي أكد على كونها واحد من أهم الإنجازات التي حققتها الثورة الفلسطينية، وقد خاض شعبنا الفلسطيني البطل تحت رايتها العديد من معارك التحرر الوطني، ونوه إلى أنه ومنذ تأسيس المنظمة ومحاولات التفرد بقرارها والاستئثار به من القيادة المتنفذة مستمرة، وناضلت القوى الوطنية من أجل منع ذلك فانسحبت الجبهة الشعبية عام 1969 من المنظمة، ومن ثم شكلت جبهة الرفض في السبعينيات بعد طرح برنامج النقاط العشر، وما زالت التحالفات التي تحاول منع الاستفراد بقرار المنظمة مستمرة، وما زال موضوع إعادة الاعتبار لمنظمة التحرير وانهاء التفرد بالقرار مطروح على جدول أعمال الفصائل التي تتمسك بالمقاومة والتحرر الوطني.

وأضاف الفقعاوي أن هناك أكثر من رؤية لمنظمة التحرير؛ فالبعض يراها كأداة أو وسيلة وعليه طالما كانت هذه الأداة أو الوسيلة تقربنا ل فلسطين سنبقى متمسكين بها، أما الرؤية الأخرى فتتمثل في من يرى أن منظمة التحرير استنفذت دورها واختزلت في السلطة وأصبحت تابعاً لها ويجب تأسيس بديل عنها، وأمام هذين الرأيين يطرح على الساحة السياسية سؤال هل بإمكان الشعب الفلسطيني تحمل تبعات إلغاء المنظمة التي مثلت نضال الشعب الفلسطيني وهي المسألة المطروحة أيضاً على جدول أعمال القوى الوطنية ومنها الجبهة الشعبية، وأكد الفقعاوي أنه ما زال يرى في منظمة التحرير أداة وطنية تحررية؛ مشيراً على أنه يجب أن يعاد لها الاعتبار ولمشروعها الوطني وأن لا تبقى تحت سيطرة الفئة المتنفذة.

وتعرض الدكتور وسام في حديثه لعوامل القوة لدى الشعب العربي مشيراً إلى أن أهمها يتمثل في إرادة المقاومة والتي أثبت الشعب العربي ومنه الشعب الفلسطيني طوال 73 عاماً من الصراع العربي الصهيوني أن لديه قدرة صمود ومواجهة تفوق القدرة العسكرية للأنظمة الرسمية العربية، وهو ما يثبت معه أن المقاومة ترتكز على الإرادة والصمود والرهان على عدم قدرة العدو على تدجين وكي الوعي العربي كما ثبت فشل محاولاته طوال العقود الماضية في معركة سيف القدس .

كما أكد الدكتور وسام أن الدور المرسوم للكيان الغاصب هو دور وظيفي مرتبط بالهيمنة الأمريكية وفي إطار التحالف بينهما على كافة الأصعدة العسكرية والاقتصادية والتي تطمع لإبقاء الهيمنة الصهيو- أمريكية في المنطقة تنهب الثروات العربية وتخضع المنطقة وتضرب القوى الحية فيها، لذلك فإن دفاع الشعب البحريني عن فلسطين هو في حقيقته دفاع عن أرض البحرين وشعبها وكذلك حال كل شعب عربي يواجه المشروع الصهيوني في المنطقة، فهو بذلك يدافع عن حقه وكرامته واستقلاله وحقه في الحياة ومستقبل أجياله، فالمشروع الصهيوني جاء ليلغي الوجود العربي وهو ما لن يقدر عليه.

ونوه الدكتور وسام أنه بالرغم من تراجع المد القومي بعد هزيمة حزيران 67 وتشكل أحزاب تحول بعضها للأحزاب قطر ية؛ خرجت من حركة القوميين العرب وغيرها من الأحزاب القومية ومد الإسلام السياسي وبعدها التسويات التي مرت وأدت لتراجع المد القومي، إلا أن المسألة القومية تبقى مسألة أساسية وهي بحاجة لنضال تراكمي فهي ليست مسألة متعلقة بالرغبات والإرادوية، فالنضال على المستوى القطري يصب في الضرورة في مصلحة العام القومي، فالعناوين القطرية مثل البنى السياسية والاقتصاد والحريات مسائل أساسية؛ بحاجة لنضال جدي وحقيقي.

وأضاف الفقعاوي أننا للأسف في الواقع العربي؛ نعيش إما في ظل أنظمة دكتاتورية أو أنظمة وقعت اتفاقات استسلام مع العدو أو أنظمة أخرى تعرضت لحالات موجهة من الخارج، ولكن في جميع الأحوال يبقى النضال الداخلي على المستوى القطري مهماً، بل قد يكون أولوية في المرحلة الحالية لإيجاد أنظمة وطنية في كل قطر عربي تكون المسألة القومية حاضرة لديه وترتبط أجندته بأولويات شعبه العربي.

وأكد الفقعاوي على أنه لا يوجد تناقض بين المسألة القطرية والقومية؛ فأي مكسب قطري يصب بالضرورة في مصلحة القومي، والحاجة ملحة لإعادة إنتاج البعد القومي بارتباطه بهذه المسائل القطرية بالأخص بعد التطورات الأخيرة، والتي تفرض علينا بالضرورة إنتاج حركة قومية عربية تنطلق من المسألة الوطنية القطرية.

وفي الختام أبرق الدكتور وسام الفقعاوي باسمه واسم مجلة الهدف والشعب الفلسطيني البطل التحية والتقدير لشعبنا البحريني الذي لم يتخل عن القضية الفلسطينية يوماً، وأكد افتخار شعب فلسطين واعتزازاه بهذا الشعب، ووجه لشعب البحرين شباباً ونساءً وجميع أبنائه رسالة مفادها أنكم مصدر فخر واعتزاز لنا كفلسطينيين وأنتم كذلك مصدر الهام للشعوب العربية المقاومة للاحتلال.