عقدت ندوة غسان كنفاني ، التي تنظمها "بوابة الهدف الإخباريّة" بصورةٍ دوريّة، لقاءً جديدًا حمل عنوان "التطبيع الاعلامي بين تزييف الوعي وضرورة المواجهة"، حيث توقّف اللقاء أمام التطوّرات الخطيرة التي شهدتها الساحة الداخليّةالفلسطينيّة خلال الفترة الماضية بشأن التطبيع ومحاولات اختراق الوعي المحلي، وكذلك موجة التطبيع العربية وتأثيراتها على مجمل الظروف في فلسطين والشرق الأوسط.
واستضافت الندوة التي عُقدت عبر برنامج "الزووم" امتثالاً لشروط السلامة والوقاية في ظلّ تفشّي جائحة "كورونا"، عضو الحملة الفلسطينيّة للمقاطعة الأكاديميّة والثقافيّة لـ"إسرائيل" من قطاع غزة حيدر عيد، والصحفي والباحث الفلسطيني من اسبانيا عرفات الحاج، ونقيب الصحفيين الفلسطينيين من رام الله ناصر أبو بكر، فيما أدارت الندوة الصحفية بيسان الشرافي.
وفي بداية حديثه، قال حيدر عيد، إنّ التطبيع هو المشاركة في أي مشروع أو مبادرة أو نشاط محلي داخل فلسطين التاريخية أو دولي، يجمع فلسطينيين أو عرب و"إسرائيليين" أفرادًا أم مؤسسات، ولا يستوفي لشرطين، الأول أن يعترف الطرف "الإسرائيلي" بالحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني بموجب القانون الدولي، والثاني أن يشكّل النشاط شكلاً من أشكال النضال المشترك (co-resistance) ضد نظام الاحتلال والاستعمار-الاستيطاني والأبارتهايد "الإسرائيلي".
وأوضح عيد، أنّ تحديد معاير التطبيع الاعلامي كانت تعد من أصعب ما يمكن تحديده وعند تحديدها جاء ذلك بعد كثير من الأسئلة وكثير من اللقاءات للوصول لتوافق محدد ودقيق لتحديد المعايير الإعلامية التي ينطبق عليها محددات التطبيع، وتأتي هذه الصعوبة كون الإعلام واسع المجالات والتقسيمات التي تحتاج إلى الكثير من الاطلاع على الأخلاقيات والقواعد، حتى إخراجه من المنطقة الرمادية التي كان فيها عام 2019 مع بقاء بعض الاستثناءات وفق بعض المعطيات الآنية التي يمكنها أن تتحكم في الانزلاق نحو وحل التطبيع أم لا.
وفي المداخلة الثانية، قال عرفات الحاج، إنّ المشكلة الأساسية في معضلة التطبيع الإعلامي هو أن هناك قرار سياسي بالتطبيع ولهذا تذهب الجهة الإعلامية للتطبيع، ولا يمكن لجهة إعلامية الدخول في وحل التطبيع دون قرار من الجهة السياسيّة.
وأكَّد الحاج، أنّ المقاطعة هي انحياز للضحية في وجه المعتدي وكل أشكال الانحياز السياسي باتجاه المعتدي تدريجيًا أتت من خلال إطار التسوية العربي، أو إطار التسوية الفلسطيني، أو عبر مبادرات ما بعد خصخصة الإعلام مثل قناة الجزيرة والعربية.
ومن جهته، أوضح ناصر أبو بكر، أنّ نقابة الصحفيين نهجها الأساسي هو مواجهة التطبيع وله عقوبة الطرد لمن يقوم به، وكل اللقاءات التطبيعية التي كانت تعقد من قبل الصحفيين الفلسطينيين قد أوقفناها ووضعنا قائمة سوداء لكل من يطبّع واستطعنا التحكّم في هذا الأمر الخطير.
وأشار إلى أنّ النقابة أصدرت بيانات ادانة لكافة أفعال التطبيع الإعلاميّة، وعلى سبيل المثال قناة الجزيرة عندما أصدرنا في حقها بيانًا قامت نقابة الصحفيين الإسرائيليين بتوجيه رسالة إلى الاتحاد الدولي للصحفيين تُطالب بطردي شخصيًا من الاتحاد، وكوني عضو في اللجنة التنفيذية، وقالت النقابة إنّ النقابة الفلسطينيّة تُمارس الارهاب الثقافي والإعلامي ضد مؤسسات إعلامية، فنحن "نُحَارِب ونُحَارَب".
وأضاف "هناك اختراق للوعي فيما يخص التطبيع الإعلامي وفي هذا السياق الآن التطبيع ليس تطبيع صحفي هنا أو هناك بل أصبح منظومة اعلامية متكاملة ونحن نتحدّث عن عشرات المؤسّسات الإعلامية الكبيرة وهي تنقسم إلى قسمين: الإعلام الصهيوني الذي يُحاول اختراق الوعي الفلسطيني، وكذلك المنظومة العربيّة الحليفة التي تساعد في حشد الجمهور العربي باتجاه العدو.