أفادت مصادر مصرية، اليوم السبت، برحيل الناقدة الأدبية المناضلة د. أمينة رشيد، والتي عرف عنها معارضتها لاتفاقية كامب ديفيد ونهج الرئيس المصري محمد أنور السادات، ونضالها ضد الوجود الصهيوني في فلسطين ودعمها لنضال الشعب الفلسطيني من أجل استرداد أرضه وحقوقه، حيث تم اعتقالها في سبتمبر 1981 مع آلاف المعارضات والمعارضين لسياسة الرئيس السادات، وكانت مشاركة دائمة في مظاهرات دعم مقاومة الشعب الفلسطيني التي تجري في القاهرة، وكذلك ساهمت في تأسيس لجنة الدفاع عن الثقافة القومية والمجموعة المصرية لمناهضة العولمة، وحركة 9 مارس لاستقلال الجامعات.
من هي أمينة رشيد؟
ولدت في القاهرة سنة 1938، ونشأت في بيت يتحدّث الفرنسية، وتفتح وعيها الاجتماعي والسياسي مبكرًا على التناقض الصارخ بين القصر الذي تعيش فيه وأكواخ الفقراء المحيطة به، في ظل عائلة أرستقراطية، حيث كان جدها إسماعيل صدقي باشا، رئيس الوزراء في النصف الثّاني من الأربعينيات، وابن خالة والدتها محمد سيد أحمد المثقف اليساري؛ سليل الأغنياء الذي قضى حياته مدافعاً عن قضايا الفقراء.
تخرجت في قسم اللغة الفرنسية بكلية الآداب جامعة القاهرة سنة 1958 ثم نالت سنة 1962 بعثة للحصول على درجة الدكتوراه من جامعة السوربون، وعملت بين سنتي 1970 و1978 باحثة في المركز القومي للبحث العلمي في فرنسا، لكنها تخلت عن هذا المنصب وعادت إلى مصر، حيث عملت أستاذًا للأدب المقارن في كلية الآداب بجامعة القاهرة. كما كانت متزوجة من الناقد الأدبي والمناضل اليساري المعروف سيد بحراوي.
نالت أمينة رشيد، تقدير الأوساط العلمية والثقافية في مصر وخارجها، وتم الاحتفاء بمسيرة حياتها الحافلة عبر وسائل مختلفة، منها كتاب بعنوان «إلى أمينة رشيد» صدر عام 2010 عن دار العين بثلاث لغات؛ العربية والفرنسية والإنجليزية؛ جمع وتقديم راندة صبري ورانيا فتحي، واختارتها المخرجة تهاني راشد لتكون إحدى شخصيات فيلمها التسجيلي “4 نساء من مصر”، وظهرت فيه أمينة رشيد التي يعرفها الجميع مثالًا للمثقفة الملتزمة بقضايا المجتمع والقيم الإنسانية الكبرى.
قدمت العديد من الاسهامات والدراسات العلمية والترجمات في النقد والأدب المقارن منها: قصة الأدب الفرنسي؛ تشظى الزمن في الرواية الحديثة؛ الأدب المقارن والدراسات المعاصرة لنظرية الأدب؛ الأيديولوجيا: وثائق في الأصول لميشيل فاديه؛ رواية المكان لآني إرنو؛ رواية الأشياء لجورج بيريك، ودراسات ومراجعات أدبية وعلمية عديدة أخرى.