Menu

وأعادت الاعتبار إلى قضية الأسرى

خالدة جرار: "نفق الحرية" أعطتنا شعوراً بأنّ الإرادة تصنع كلّ شيء

الضفة المحتلة_بوابة الهدف

أكّدت الأسيرة المُحررة المناضلة خالدة جرار على أهمية التضامن والاهتمام المحلي والدولي بقضايا الأسرى، مشددةً على أن هذه الحملات ترفع معنويات الأسرى.

وقالت جرار خلال لقاء لها عبر "ِشبكة وطن"، إن المطلوب الآن هو فضح ممارسات الاحتلال تجاه الأسرى، خاصة أن الأسرى المحكومين بالمؤبدات يحتاجون لتسليط الضوء عليهم، بالتالي الحملات التضامنية التي يعرف بها الأسرى عبر الزيارات أو التلفاز هي هامّة وتعزز شعوراً لديهم أنهم غير منسيين.

وبشأن عملية "نفق الحرية"، أكّدت جرار على أنها أعطت رسائل أنّ الأسرى المؤبدين يبحثون عن الحرية وقد حرروا أنفسهم، وقد أعادت عمليتهم شعوراً أن الإرادة تصنع كل شيء، كما أعادت الاعتبار إلى قضية الأسرى باعتبارهم إنسانيين وبشر لهم طموح بتذوق الصبر واحتضان امهاتهم في تعبير مكثف عن الإنسانية.

وأضافت: "لقد تابعنا عن كثب عملية "نفق الحرية، وأصبنا بالذهول والفرح خاصة أن جلبوع معروف بتحصينه، نحن نعلم أنهم يعدوننا 3 مرات، ويدقون على الجدران بالمهدة، و يحركوا الأسرّة، ويدخلوا الحمامات في تفتيشهم اليومي.. لم نستطع النوم في الليلة الأولى ونحن نتابع أخبار الستة أسرى".

وشددت جرار على ضرورة الاستمرار في فضح الاحتلال والعمل على إعادة أسرى نفق الحرية إلى الأقسام حتى تحين حريتهم.

وبخصوص صفقة تبادل الأسرى قالت إن الأمل موجود لكن دائما نوصي بالأمل الحذر، حيث لا وسيلة للإفراج عن ذوي الأحكام العالية إلاّ بصفقة تبادل.

ووصفت جرار تلقيها خبر حادثة ابنتها بـ"الفقدان الصعب"، مضيفةً: "لقد فقدت والدي في الاعتقال السابق، وفي المرة الأخيرة فقدت ابنتي وهو من أصعب الأشياء". ودعتها آنذاك من وراء المعتقل بكلمة "حرموني من وداعك بقبلة، وأودعك بوردة، فراقك موجع لكنني قوية كقوة جبال وطني الحبيب فلسطين".

وأوضحت جرار أنها سمعت الخبر بشكل عابر عبر إذاعة "وطن"، في حين كان المحامون ينتظرون بالخارج ولم تكن حينها متأكدة من صحة الخبر.

ولفتت جرار إلى أنها مع مجيء ممثلة السجن وإخبارها أن محامين ثلاثة بانتظارها تأكدت أن الخبر صحيح.

وتابعت "مشاعر تلك اللحظة كانت صعبة للغاية، لكنني تماسكت وأرسلت كلماتي لها في وداعها "موجوعة يا ماما بس لأنّي مشتاقة"".

وأكدت المحررة على أنها كانت تعلم أن الاحتلال لن يسمح بخروجها، لأنه لا يعرف الإنسانية، و يضطهد شعبنا حتى في لحظات الفقدان التي عاشها أغلب الأسرى.

وأردفت: "كما رفض الاحتلال حينها زيارة مفتوحة مع عائلتي وفقاً للقانون، وعرضوا بالمقابل زيارة زوجي من وراء الزجاج وعبر الهاتف، لكن رفضنا زيارة العزل هذه، وقررت القيام بزيارة بين الأسيرات التي منحتني نوعاً من التماسك. وتمكنت وفق القانون الذي يسمح بإجراء مكالمة هاتفية مع قريب درجة أولى في حالة الفقدان؛ التحدث مع عائلتي حينها".

وبشأن تجربتها في الاعتقال، قالت إن الفترة الأولى تعمّد فيها الاحتلال إرهاقها بشكل كبيرة لمدة 23 يومياً بنقلها إلى "معبار هشارون" (معبر توقيف).

وبينت أنها حينها كانت معزولة عن بقية الأسيرات في سجن الدامون، ويتم نقلها يومياً بالبوسطة من الثانية ونصف صباحاً حتى الثانية عشرة ليلاً باتجاه مركز التحقيق في المسكوبية أو للاستجواب في سجن عوفر.

وروت الأسيرة المحررة خالدة جرار عن تفاصيل أسرها بعد انضمامها إلى الأسيرات في معتقل "الدامون"، قائلةً: "كان "نصف إفراج كما نتداول داخل السجن، الظروف صارت أفضل بين الأسيرات حيث توفرت الملابس وحاجات أخرى، لكن جائحة كورونا فرضت ظروفاً قاسية استغلتها إدارة السجن للتضييق على الأسيرات بمنع زيارة العائلات زيارة المحامين وتنظيم جلسات المحاكم عبر الفيديو، وتأجيل المحاكمات لأعذار مثل القاضي أو المحامي مصاب بكورونا، كما قلصوا من توجهنا لاجراء الفحوصات الطبية"، وكنّا في حالة انعزال تام عن العالم الخارجي.

وأوضحت أنه رغم تخفيف إجراءات كورونا إلّا أن الزيارات ظلّت وفق قيود معقدة، سمحوا حينها بزائر واحد شرط حصوله على التطعيم.

وأضافت: "في هذه الظروف حاولت الأسيرات الحفاظ على حياة متواصلة مع العالم الخارجي عبر التعليم الجامعي".