Menu

لإحكام الحصار والتهويد

تقرير الاستيطان: الاحتلال يروّج لإقامة مستوطنات جديدة في القدس

الضفة المحتلة_بوابة الهدف

أكّد تقرير الاستيطان الأسبوعي الذي يعدّه المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، أنّ سلطات الاحتلال تروّج في سياق إحكام الحصار والتهويد لإقامة مستوطنات جديدة في محيط " القدس الشرقية".

وأفاد التقرير بأنّ سلطات الاحتلال تواصل مخططاتها الاستيطانية وخاصة في محيط مدينة القدس الشرقية المحتلة لفرض وقائع جديدة على الأرض يستحيل معها قيام دولة فلسطينية، حيث تحرك العديد من المشاريع الاستيطانية وخاصة في القدس المحتلة في إطار التحضير للبدء ببناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة، عندما تسمح لها الظروف المحلية والدولية بذلك.

وأشار التقرير إلى أنّ ما تُسمّى باللجنة المحلية للتخطيط والبناء التابعة لبلدية الاحتلال صادقت على مصادرة أراضٍ لصالح مبانٍ عامة وشق طرق من أجل تنفيذ أعمال بناء في موقع مستوطنة جديدة باسم "غفعات همتوس"، في جنوب القدس المحتلة، لافتاً إلى أنّ سلطات الاحتلال تُخطّ لبناء عشرة مجمعات و38 وحدة استيطانية عامة وإنشاءات تجارية، في تلك المنطقة، التي تضم بيوتًا مؤقتة "كرافانات" يقطنها مهاجرون إثيوبيون يهود، ومن شأن إقامة هكذا مستوطنة عزل بيت صفافا بالكامل عن محيطها الفلسطيني.

وبحسب التقرير، يخطط الاحتلال لبناء المستوطنة الجديدة على أرض خربة طباليا في بيت صفافا إلى جانب المنطقة المعروفة باسم "E1"، التي من شأن إقامة مستوطنة فيها أن يقطع أيضا التواصل الجغرافي بين شمال الضفة الغربية وجنوبها.

وأضاف: "ويخطط الاحتلال كذلك لتوسيع مستوطنة "بسغات زئيف" الواقعة شرقي بلدتي شعفاط وبيت حنينا في شمال القدس المحتلة، ومنطقة "عطيروت" في شمال القدس، حيث صادقت على إيداع خريطة لتوسيع تلك المستوطنة بعد النظر شكليا طبعا في الاعتراضات على إقامتها في "منطقة E1"، إذ من المتوقع في شهر كانون أول/ديسمبر المقبل أن يتم طرح مخطط لإقامة حي استيطاني جديد في منطقة "عطروت" للمناقشة والاعتراضات. ويضم المخطط الذي سيقام في منطقة مطار القدس "عطروت" 9 آلاف وحدة سكنية استيطانية، ويدور الحديث هنا عن منطقة إستراتيجية وحساسة للغاية، إذ تقع المنطقة الصناعية "عطروت" والمطار المهجور المجاور لها بين أحياء بيت حنينا وكفر عقب، ولأول مرة منذ 30 عاما، يجري التخطيط لإنشاء حي استيطاني جديد في القدس يستوعب 1257 وحدة استيطانية على غرار ما كان عليه الحي الاستيطاني "هار حوما" الذي أقيم على جبل أبو غنيم".

ومن المتوقع أن تبدأ مجموعة "كارتا" للمشاريع العقارية قريبًا ببناء 104 وحدات استيطانية في مستوطنة "جيلو" بالقدس المحتلة، علماً أنّ الشركة ستبدأ استثماراتها بالمستوطنة من خلال تشييد هذه الوحدات السكنية، التي تتضمن مشروعا تجاريا بالمكان، علما أن التكلفة ستصل إلى مئات الملايين من الشواكل.

وتابع التقرير: "ومن المتوقع أن تطل هذه الوحدات الاستيطانية الجديدة على محور السكك الخفيفة، ما سيجعلها مشروعًا مهمًا واستراتيجيًا بالنسبة للمستوطنين، ونقل عن رئيس مجلس إدارة مجموعة "كارتا" أميشاي نيمان قوله: "هذا موقع سكني شهير للغاية، على الخط الأزرق للسكك الحديدية الخفيفة، في واحدة من أعلى النقاط في المدينة مع إطلالة خلابة على القدس، مما يجعله من أكثر المشاريع الاستراتيجية ".

وعن تفاصيل المخطط الاستيطاني قال التقرير إنه من المتوقع أن تبدأ الشركة الإسرائيلية العمل بالمخطط، بعدما انتهت من وضع المخططات والخرائط الهندسية، وتهيئة البنية التحتية لإقامة تلك الوحدات الاستيطانية، في حين ستبلغ تكلفة المشروع نحو 6 ملايين شيكل، ويتضمن مراكز تجارية ووحدات سكنية وخدمات لصالح المستوطنين.

ونوّه التقرير إلى أنّ نشاطات سلطات الاحتلال تتواصل في مختلف المحافظات في الضفة الغربية، لافتاً إلى أن جرافات الاحتلال قامت بعمليات تجريف واسعة في موقع عش غراب الواقع ضمن بلدية بيت ساحور الى الشرق من بيت لحم تمهيدا لإقامة طريق استيطاني بالمكان يصل الى الطريق الالتفافي المقام على اراضي قرى شرق بيت لحم.

وأوضح أن طول الشارع يبلغ نحو 670 مترا بعرض مترين في اراضي المدينة لأسباب امنية كما يدعي الاحتلال، لكن الاخطر في هذه الخطوة هي ان قوات الاحتلال تريد حسم مصير هذا الموقع الذي يبلغ مساحته نحو مائة دونم، والذي كانت قوات الاحتلال تستخدمه كمعسكر للجيش خلال الانتفاضة الثانية واخلته قبل عدة سنوات ليعود الى بلدية بيت ساحور التي نفذت عدة مشاريع حيوية فيها.

وأردف: "في محافظة نابلس تتجه الحكومة الإسرائيلية برئاسة نفتالي بينت لشرعنة البؤرة الاستيطانية “أفيتار” على قمة جبل صبيح في بلدة بيتا وذلك بعد أن أظهرت نتائج المسح التي قامت بها طواقم جيش الاحتلال بأن 60 دونمًا من الأراضي في المنطقة مصنفة على أنها “أراضي دولة” ما يعني إمكانية بناء المستوطنة فوقها. وستجري الوزارات الحكومية الإسرائيلية ذات الصلة مشاورات في الأسبوع المقبل بشأن نتائج المسح وإمكانية إقامة وشرعنة البؤرة الاستيطانية التي أقيمت خلال ولاية رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق بنيامين نتنياهو. وكانت الحكومة الإسرائيلية برئاسة بينيت، قد توصلت إلى تسوية مع قادة مجلس المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، تقضي بإخلاء البؤرة الاستيطانية “أفيتار” المقامة على جبل صبيح قرب نابلس مؤقتًا".

يذكر أن عصابات المستوطنين أخلت في يوليو/ تموز الماضي بؤرة "أفيتار" الاستيطانية مع الإبقاء على المنشآت التي أقامها المستوطنون على الجبل دون هدم، وإقامة قاعدة عسكرية إلى جانبها.

وبموجب الاتفاق ستعمل الإدارة المدنية التابعة للاحتلال على نزع ملكية أراضي جبل صبيح من أصحابها الفلسطينيين، وهو الأمر الذي يجري تنفيذه بالفعل.

وفي محافظة سلفيت أخطرت سلطات الاحتلال بالاستيلاء على عشرات الدونمات من أراضي قرية ياسوف شرق مدينة سلفيت، لصالح مستوطنة "تفوح" المقامة على أراضي القرية. وقال رئيس مجلس قروي ياسوف عبد الله عبية، إن سلطات الاحتلال أخطرت عددا من أهالي القرية بالاستيلاء على أربعة أحواض، أي ما يقارب 40 دونما، من أراض تبلغ مساحتها 160 دونما، لصالح توسيع مستوطنة "تفوح"، وهذا يعني أن الاحتلال له أطماع بالاستيلاء على جميع المساحة المذكورة خاصة وأن الاحتلال كان يخطط منذ عام 2016 لتوسيع المستوطنة من خلال تغيير صفة الاستخدام من منطقه زراعية إلى تجمعات سكنية استيطانية تشمل مؤسسات ودوائر عامة كما ورد بالإخطار ، وضمها للمستوطنة في المنطقة الشمالية الغربية من القرية والمعروفة بالتين الشرقي ، وخلة الفولة ، وجبل أبو السويد، والنقار. بحسب ما وثّق التقرير

وأضاف: "على صعيد آخر أطلق ناشطون فلسطينيون وهيئات ومؤسسات رسمية وأهلية، عدة حملات شعبية لقطف ثمار الزيتون لتأمين الحماية والمساندة للفلاحين الفلسطينيين في كروم الزيتون التي تقع على تماس مع مستوطنات وبؤر استيطانية، تعرف بأنها حواضن لمنظمات الارهاب اليهودي. وتبقى مهمة هذه الحملات وقاية وإسناد المواطنين وحمايتهم من اعتداءات المستوطنين على قاطفي ثمار الزيتون الفلسطينيين وإتلاف الأشجار وسرقة المحاصيل.

وبين أن من هذه الحملات حملة تنظمها هيئات محلية بالتعاون مع هيئة مقاومة الجدار والاستيطان باسم "الفزعة" الشعبية التي انطلقت من بلدة "بيتا" جنوبي نابلس، التي تشهد منذ شهور فعاليات مناهضة للاستيطان في "جبل صَبيح"، على أن تمتد إلى مناطق أخرى، كما أطلق المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الإستيطان حملة "حماة الأرض" من أراضي قرى المغير وعين قينيا في محافظة رام الله والجاروشية وشويكه في محافظة طولكرم وبيتا وبيت دجن في محافظة نابلس لتشمل جميع المحافظات في الضفة الغربية، كما أطلقت الأغاثة الزراعية حملتها التطوعية السنوية "إحنا معكم " لمساعدة المزارعين في قطف ثمار الزيتون في المناطق المهددة بالاستيطان وجدار الضم والتوسع في الضفة الغربية ، من قلنديا لتشمل ترمسعيا واسكاكا وياسوف وواد فوكين وجيوس ودير الغصون وفقوعة.

وفي هذا السياق كشفت معطيات حقوقية النقاب عن ارتفاع حاد في حجم الجرائم التي ارتكبها مستوطنون بحق المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وخاصة في الأغوار خلال العام الجاري، حيث سجلت الاعتداءات في شهر أيلول/سبتمبر ارتفاعا بنسبة 40%.

وتظهر البيانات أن مستوطنة "يتسهار" جنوب نابلس، من أكثر المستوطنات التي سجل منها أعلى عدد من الجرائم على خلفية قومية ضد الفلسطينيين، بواقع 84 جريمة ، تليها بؤرة استيطانية في الخليل ، حيث ارتكب المستوطنون 83 اعتداء في العام نفسه، ثم مستوطنات "عيمق شيلو" و"ريحاليم" و"بات عاين"، التي ارتكب في منطقة كل واحدة منها قرابة 25 اعتداء ارهابيا ضد المواطنين الفلسطينيين في العام 2020.

وفي السياق نفسه شاركت فرقة من جنود الاحتلال التابعين للواء المظليين في جيش الاحتلال العاملين في محيط مستوطنة "يتسهار" المستوطنين في قطف العنب في مستوطنة "يتسهار"، الواقعة جنوبي مدينة نابلس علما أن هذه الفرقة من جنود الاحتلال"ينفذون مهام عملياتية وأمنية، وبينها تسيير دوريات وعمليات مراقبة ونصب كمائن وتنفيذ اعتقالات ضد المواطنين الفلسطينيين، في إطار برنامج "تربية وتراث حيث تطوعوا في كرم لأحد المستوطنين الذي كانوا يعرفونه وساعدوه في قطف العنب لعدة ساعات.

يشار إلى أن منطقة مستوطنة "يتسهار"، التي تعتبر معقل غلاة المستوطنين المتطرفين، هي منطقة متوترة في غالب الأحيان بسبب اعتداءات المستوطنين المتكررة على الفلسطينيين، والتي تشمل إطلاق نار، تحت أنظار وحماية جنود الاحتلال.

وحسب المتحدث باسم جيش الاحتلال، فإن "التطوع" لم يجر بموجب اوامر عسكرية