Menu

التطهير العرقي لفلسطين .. تهجير مجدل عسقلان

المجدل 1948

جهاد ابو ريا*

تم احتلال مدينة مجدل-عسقلان بتاريخ 4/11/1948 بعد ان قامت طائرات "اسرائيلية" بإمطار البلدة بالقذائف, حينها تهجر من البلدة باتجاه غزة معظم سكانها التي بلغ عددهم آنذاك عشرة الاف نسمة, وبقي في بيوتهم نحو 2600 نسمة. حينها قررت العصابات الصهيونية تجميعهم في جيتو محاط باسلاك حديدية تحت حراسة جيش الاحتلال ومنع السكان من مغادرة الجيتو.

كان موقف زعماء العصابات الصهيونية ( الذي تحول الى جيش دولة الاحتلال انذاك) وخاصة رابين وديان انه يجب تهجير من تبقى في البلدة بالرغم من انهم اصبحوا مواطنين في دولة الاحتلال, فبدأوا بعملية منهجية لمضايقة وتعذيب من تبقى من السكان لحملهم على مغادرة البلدة. فمارست هذه العصابات عمليات الاغتصاب بحق نساء من مجدل – عسقلان وقامت بإطلاق النار بالليل باتجاه البيوت لإدخال الرعب في قلوب السكان وخاصة الاطفال ومنعت ادخال الغذاء والمياه الى الجيتو لأيام طويلة, لكن معظم من بقي في البلدة أصر على البقاء واستمر هذا الوضع حتى نهاية عام 1950 عندما قام الجيش الاسرائيلي بتحميل سكان الجيتو بالقوة وتحت تهديد السلاح بالحافلات ونقلهم الى غزة ليس قبل أن يلزموهم بالتوقيع على وثائق "يوافقون" بموجبها على نقل أملاكهم واراضيهم الى دولة اسرائيل وتصريحهم انهم يغادروا البلدة بموافقتهم وتنازلهم عن حق العودة, كل ذلك تحت التهديد بالقتل.

كان القرار لتهجير من تبقى من اهل مجدل - عسقلان من أجل تنفيذ قرار العصابات الصهيونية اقامة مدينة يهودية ولمنع تواجد عربي على الحدود مع غزة وخاصة ان في مجدل - عسقلان كانت مقاومة قوية ضد العصابات الصهيونية .

هدمت العصابات الصهيونية معظم البلدة وبقي منها بعض البيوت ومسجد حولتها الى ما يشبه "البلدة القديمة" وتم تحويل المسجد الى متحف وجزء من مطعم.

كانت مجدل عسقلان من البلدات الغنية في فلسطين واعتبرت مركز للقرى المجاورة لها واشتهرت المدينة بأعمال النسيج وبلغت مساحة أراضيها 107,334 دونما بما فيها مساحة المدينة 1,346 دونما.

تعتبر مدينة عسقلان من أقدم الفلسطينية ويعود تاريخها الى الاف السنين وفيها حتى اليوم بعض الاثار.

*محامي من فلسطين المحتلة