على شرف الذكرى الرابعة والخمسين لانطلاقة الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، أحيت منظمة الجبهة في مخيم خان الشيح بريف دمشق اليوم ذكرى الانطلاقة بحفل استقبال سياسي تحت شعار الانطلاقة المركزي "جبهة عربيّة لمقاومة التطبيع والتصفيّة"، افتتحت خلاله قاعة الرفيق المناضل الراحل "محمد خالد سعود" بمناسبة مرور 40 يوم على رحيله، بحضور ممثلي الفصائل الفلسطينية والأحزاب السورية في المخيم إضافة لحشد من أبناء المخيم وجهاء وفعاليات وجماهير.
واستهل الحفل بالوقوف دقيقة صمت تمجيداً لأرواح شهداء الثورة الفلسطينية وشهداء الجيشين العربي السوري والتحرير الفلسطيني وشهداء أحرار العالم على وقع النشيدين العربي السوري والوطني الفلسطيني، حيث رحب عريف الحفل الرفيق محمد حمد بالحضور كل باسمه ولقبه، مستعرضاً نبذة مختصرة ومكثفة عن محطات الجبهة النضالية منذ تأسيسها وصولاً إلى يومنا هذا.
وألقى كلمة رفاق وذوي الرفيق الراحل "محمد خالد سعود" الرفيق أكرم محمد مسؤول منظمة الجبهة الشعبية في مخيم خان الشيح، متحدثاً عن مناقبه وسجاياه وطيبته التي كان يتصف بها والتي أعطته ميزته بين أهله ورفاقه ومحبيه مما جعل من فقدانه أمراً عاصفاً آلم كل من عرفه أو التقاه.
وأشار أكرم إلى دور الرفيق النضالي في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي انتسب لصفوفها في ريعان شبابه حيث أنه كان منحازاً لفكر الجبهة السياسي والطبقي كما وأن له بصمات واضحة في إعداد جيل من الرفاق المتمرسين على العمل السياسي والتنظيمي، وأنه ناضل طوال حياته وحتى مماته في سبيل تحرير الوطن والعيش في ربوعه بعزة وكرامة.
أما كلمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فألقاها الرفيق وديع أبو هاني عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة.
وبدأ أبو هاني الكلمة مستذكراً النضالات والبطولات التي قام بها شعبنا الفلسطيني منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية ولا سيما العمليات البطولية والنوعية التي نفذها أبطال الجبهة الشعبية من خطف الطائرات مروراً بعملية اغتيال الوزير الصهيوني المتطرف رحبعام زئيفي رداً على اغتيال الأمين العام للجبهة القائد الشهيد أبو علي مصطفى وصولاً إلى الدور البارز لكتائب أبو علي مصطفى في معركة سيف القدس .
كما استذكر شهداء الجبهة الشعبية والثورة الفلسطينية من كل أماكن تواجد الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات وشهداء الأمة العربية والأحرار في العالم، معاهداً إياهم باستمرار الكفاح حتى تحقيق الأهداف التي ارتقوا في سبيلها.
كما وتوجه بالتحية للحركة الوطنية الأسيرة ورموزها وعلى رأسهم الرفيق القائد الأمين العام أحمد سعدات وأصحاب الأمعاء الخاوية والمؤبدات لما تمثله من حالة اصطدام مباشر ضد قوات الاحتلال بشكل شبه يومي، مضيفاً أن ما يميز الجبهة الشعبية هو تمسكها بالوحدة الوطنية وعدم المساومة عن مبادئها وقرارها الوطني وأسلوبها الكفاحي في خدمة مصالح وتحالفات سياسية وجغرافية وفئوية رغم كل الضغوط والتغيرات التي تشهدها الساحة الفلسطينية والعربية والدولية.
ونوه وديع إلى فشل الرهان على التسويات وأسلوب المفاوضات العبثية وضرورة الانتقال بشكل كلي إلى أسلوب مقاومة الاحتلال وحلفائه بكل الأشكال وعلى رأسها الكفاح المسلح موجهاً التحية إلى القوى التي ترفض التسوية مع الاحتلال بشكل قطعي ولا سيما حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.
ودعا أبو هاني منظمة التحرير الفلسطينية لعقد مجلس وطني توحيدي يؤمن باقتلاع العدو الصهيوني وحق الشعب الفلسطيني بكامل أرضه ودولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها مدينة القدس وأن يلتزم الرئيس محمود عباس بالفرصة التي أعطاها للعدو الصهيوني الممتدة حتى نهاية العام الجاري.
كما ودعا طرفي الانقسام "فتح وحماس" إلى ضرورة إنهاء الانقسام حتى نستطيع موحدين مواجهة السياسات الصهيونية والمؤامرات التي تحاك ضدنا من عبرنة وأسرلة وتهويد وترحيل وبناء وحدات استيطانية وأيضاً سحب لبطاقات الاونروا كخطوة لإنهاء قضية اللاجئين وحقهم بالعودة وتقرير المصير.
