بعد انتظار طويل وصبر استراتيجي على ممارسات دولة الإمارات وقواتها ضد اليمن، وبعد النصائح المتوالية والتحذيرات المتتالية، التي وجهتها القيادة اليمنية لدولة الإمارات، حيث طالبتها الانسحاب من هذه المعركة لمصلحة الإمارات و اليمن من ناحية، ولوقف النزيف الدموي، والدمار الاقتصادي، ومن أجل عودة العلاقات الطبيعية بين البلدين الشقيقين. وبعد أن أعلنت دولة الإمارات انسحابها من المشاركة في التحالف ضد اليمن ووقف عدوانها في عام 2019 وهذا ما رحبت به في حينه، اليمن وقيادتها وشعبها، إلا أن دولة الإمارات عادت مجددًا لممارسة العدوان على اليمن، في استجابة منها للضغوط الأمريكية والسعودية التي لم ترغب في بقاء السعودية لوحدها في المواجهة، وقامت دولة الإمارات مؤخرًا بارسال باخرة محملة بالسلاح لدعم مجموعات طارق صالح وقوات التحالف كما قامت بنقل العديد من القوات (قوات العمالقة) لدعم جبهة مأرب ومنع سقوطها في يد أنصار الله، ما كان سيحدث تغييرًا كبيرًا في مسار الحرب لصالح الجيش اليمني.
بعد هذا الفعل الذي قامت به الإمارات لم يعد أمام الجيش اليمني واللجان الشعبية إلا القيام بالرد، ردًا عمليًا يلحق الأذى بدولة الإمارات، ويرسل لقيادتها رسالة قوية محمولة على أجنحة الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة، تقول فيها: لن نسكت بعد اليوم لقد نفذ صبرنا، وسنضرب بقوة ودون هوادة..
ليست هذه المرة الأولى التي جرى بها الرد على قوات الإمارات، ولكنها المرة الأكثر عمقًا والأبعد تأثيرًا، كون الإمارات بحكم طبيعة بنيتها واقتصادها لا تستطيع تحمل مثل هذه الضربات، التي سوف تتكرر ما لم تستجب الإمارات لوقف العدوان وسحب قواتها.
لا شك أن حق اليمنيين في الرد هو حق مقدس، كفله القانون الدولي. الشعب اليمني شعب معتدى عليه، ولم يقم بالاعتداء على أحد، والمشكلة لا تكمن في الرد اليمني كما يراها البعض، وإنما تكمن أساسًا في التورط المستمر لدولة الإمارات في الحرب الظالمة على اليمن، بدفع امريكي- سعودي، حيث تشارك الإمارات في حرب إجرامية ومدمرة ضد اليمنيين، وضربت بعرض الحائط بكل المحاولات اليمنية لتحييدها وإخراجها من هذه المعركة، مما استدعى هذا الرد الكبير الذي لم تتضح كل نتائجه حتى الآن. لقد أرادت أمريكا والسعودية والإمارات وقوات التحالف، ومعهم دولة الكيان الصهيوني، تركيع اليمن واستسلام الشعب اليمني وإخضاعه ونسوا أو تناسوا دروس التاريخ إذا كانوا قد قراؤها، من أن الشعب اليمني حارب كل الأعداء وأفشل كل الغزوات، وانتصر دومًا ولم يهزم، وهذه الحرب الإجرامية التي تشن ضده لن يكون مصيرها إلا الهزيمة أيضًا ولن تكون استثناءً في تاريخ اليمن.
الإمارات لن تستطيع تحمل هذه الضربات ونتائجها، وهي ليست السعودية بأراضيها الشاسعة، وعلى دولة الإمارات أن تستجيب لنداء الحكمة والعقل وتستجيب لهذا الانذار وتخرج من هذه الحرب، حرصًا على مصالحها وشعبها أولًا، كون القادم أعظم كما يتضح من كل المؤشرات، واستمرارها في المشاركة في هذه الحرب لن يعود عليها إلا بالخراب والدمار والمزيد من الضربات ضدها، والسؤال هل لديها القدرة لتحمل كل ذلك، والجميع يعرف بنيتها الهشة؟
إن ما جرى في الأيام الأخيرة، أدخل المنطقة في مرحلة جديدة عنوانها كلما طالت المعركة واستمر العدوان، كلما تعزز صمود الشعب اليمني وتطورت قدراته على المواجهة وإلحاق الخسائر الكبيرة والهزيمة في صفوف الأعداء وفرض شروطه. إن المطلوب اليوم وقف التصعيد الفوري ضد اليمن وإنهاء هذه الحرب القذرة.. الحرب الجريمة، حيث أثبتت الأحداث الآن بشكل لا يقبل الجدل أن قوات التحالف التي فشلت في تحقيق أهدافها منذ بداية العدوان حتى الآن، وهي من أعلن من واشنطن عند بدء الحرب، وأنها لمدة أسبوعين أو بضعة أسابيع فقط، وها نحن نقترب من دخول هذه الحرب عامها الثامن والعدو يتراجع واليمن يتقدم رغم كل الآلام والأوجاع، لكن هذا هو ثمن الاستقلال والحرية.
لن يستطيع أحد بعد اليوم أن يوقف الصواريخ وأن يمنع الطائرت المسيرة من ضرب أهدافها في العمق وتحقيق الخسائر الكبيرة في صفوف العدو، فهل تتعظ دول العدوان وتوقف الحرب؟
يتضح من ردود أفعالهم وغارتهم الهمجية ومواصلة عدوانهم إنهم ما زالوا يعيشون أحلامهم وسوف يهزمون. بعد ذلك، لقد وجهت صواريخ وطائرات اليمن المسيرة التي ضربت في عمق الإمارات مجموعة كبيرة من الرسائل وفي كل الاتجاهات، أهمها:
الرسالة الأولى موجهة لدولة الإمارات والنظام الحاكم فيها وللشعب الإماراتي، تقول لهم من خلالها لقد صبرنا كثيرًا وتحملنا ووجهنا لكم النصائح والانذارات، لكنكم تماديتم في العدوان، ولم تستجيبوا، وها نحن اليوم نوجه لكم رسالة قوية عنوانها: إننا سنضرب مدنكم ومطاراتكم ومنشآتكم وندمر اقتصادكم، ولن تكون مواقعكم بمنأى عن القصف والدمار، في الوقت الذي تضرب فيه مواقعنا ومدننا، وما عليكم إلا وقف تدخلكم واعتداءاتكم، من أجل مصلحة شعبكم، هذا الشق الأول من الرسالة للإمارات، أما الشق الثاني موجه للشعب الإماراتي، يقول: عليكم ممارسة الضغط على قيادتكم لوقف هذه المغامرة، كونه لا يمكن أن تستمر الإمارات تنعم بالأمن في الوقت الذي يعيش فيه شعب اليمن تحت القصف يوميًا.
الرسالة الثانية موجهة للسعودية ودول التحالف، تقول: أن الشعب اليمني والجيش واللجان الشعبية، يملكون الإرادة والقدرة على الصمود ولن ينكسر، أما أنتم لن يكون مصيركم إلا الفشل والهزيمة، وما فشلتم في تحقيقه خلال أكثر من سبعة سنوات من الحرب لن تتمكنوا من تحقيقه مهما طالت الحرب، بفعل صمود الشعب اليمني وتضحياته وصلابة قيادته.
الرسالة الثالثة موجهة للأمم المتحدة ومجلس الأمن وكافة دول العالم ومنظماته الإنسانية، تؤكد حق الشعب اليمني في مواجهة الاحتلال والعدوان وأن مقاومته مشروعة، والشعب اليمني لم يبدأ الحرب وإنما هو ضحيتها، وعلى كافة دول العالم، إذا كانت صادقة مع نفسها أن تدين العدوان وتقف إلى جانب الشعب اليمني، ومن المعيب أن تقف أغلبية الدول العربية ودول العالم، خاصة التي تدعي الديمقراطية، إلى جانب العدوان وتصف الرد اليمني بالإرهاب. الإرهابي هو من بدأ العدوان وقصفت طائراته المدارس والمصانع والمتاجر والمستشفيات وحفلات الأعراس ومواكب العزاء. والإرهابي هو من يدعم هذا العدوان ويمده بالسلاح والمال ويغطي جرائمه.. ونسأل كل هؤلاء: هل قتل الشعب اليمني وتدمير مؤسساته حلال ومقبول، بينما ضرب المؤسسات السعودية والإماراتية حرام ومدان؟ ولماذا هذه الازدواجية؟ ولماذا لا تتم إدانة الغارات على صنعاء أم أن الذين يسقطون ضحايا ليسوا بشرًا؟
الرسالة الرابعة موجهة لدولة الكيان الصهيوني، تقول لهم: مهما طبعتم ومهما قدمتم من مساعدات أسلحة ومستشارين، لن يكون بمقدوركم هزيمة الشعب اليمني وتحقيق الانتصار، هذا من ناحية. ومن ناحية ثانية تقول الرسالة أن صواريخ اليمن وطائراته المسيرة التي وصلت إلى دبي وأبو ظبي وطالت عمق الإمارات، تستطيع الوصول إلى إيلات وعمق دولتكم وما عليكم إلا انتظارها.
الرسالة الخامسة موجهة للشعب اليمني ومحور المقاومة، تقول: أن اليمن صبر طويلًا وقدم التضحيات وحقق المعجزات، وبات أقرب من أي وقت مضى للفوز في هذه المعركة.
الرسالة السادسة موجهة للولايات المتحدة، تقول: أن أسلحتكم المضادة للصواريخ، فشلت فشلًا ذريعًا في التصدي للصواريخ والطائرات المسيرة.
تحية للشعب اليمني العظيم وهو لا بد منتصر.. والخزي والعار لمحور العدوان وهو لا بد منكسر