عند الحديث عن شرائح الثورة، قلنا أن البرجوازية الوطنية يمكن اعتبارها شريحة من شرائح الثورة، ولكن طبيعة هذه الشريحة تتصف بالتذبذب، ولهذا فإن استراتيجية العلاقة مع هذه الشريحة تكون وفق شعار وحدة - صراع - وحدة، هذه الشريحة ستلتقي وتنتمي للثورة طالما التقت مصالحها مع مصالح الثورة، وفي اللحظة التي تتضارب مصالحها مع مصالح الثورة، ستختلف مع الثورة وتنتقل إلى الصف المعادي، وهذا ما نشهده اليوم في الساحة الفلسطينية، وهذا يعني أن الشريحة التى تمثلها سلطة الذل والعار أوسلو، لم تعد تنتمي لشرائح الثورة، وعلى ضوء هذه الحقيقة يجب البناء.
قد يقول قائل هنا لا داعي للتخوين ومن الطبيعي أن يكون هناك خلاف في وجهات النظر والاجتهادات الفكرية، وهنا نقول أن الخلاف في وجهات النظر يجب أن لا يطال المشروع الوطني، وقد نستطيع اعتبار رفض عباس للمقاومة المسلحة وترديده لشعار المقاومة السلمية بوجهة النظر التى نختلف معها، ولكن لا يمكن اعتبار العمالة الأمنية المسماة بالتنسيق الأمني وجهة نظر قابلة للخلاف، فالتنسيق الأمني يدخل في باب الخيانة الوطنية، وهنا يجب تسمية الأشياء بمسمياتها والتعامل مع هذه الشريحة التى تنسق أمنيا مع العدو كجهاز أمني من أجهزة العدو الأمنية. هذا ما تقوله تجارب الشعوب والثورات على مر التاريخ، وثورتنا الفلسطينية ليست استثناء، وجميعنا يعلم كيف تعاملت الثورة الفيتنامية مع حكومة سايغون، أو الثورة الفرنسية مع حكومة فيشي، أو الثورة اليوغسلافية مع الاوستاش والتشيتنيك، أو الثورة الجزائرية مع الحراكيون. بناء على ما تقدم، يصبح البديل الثوري المقاوم مطلب وطني وضرورة لا تحتمل التأخير، وبالتأكيد شعبنا ليس بحاجة لأي بديل، بل هو بحاجة للبديل الثوري والمقاوم والمنتمي لمحور المقاومة، وهذا يتطلب الإسراع في تشكيل الجبهة الوطنية العريضة أو جبهة المقاومة الوطنية الفلسطينية كإطار قيادي لشعبنا الفلسطيني، يقوم على مبدأ القيادة الجماعية والانتماء والتحالف مع محور المقاومة وأطرافه.