نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في محافظة شمال غزة، اليوم السبت، حفل تأبين لرفيقها القائد التاريخي المناضل صالح عبد ربه "أبو إياد"، تكريمًا لسيرته الكبيرة التي قدم خلالها نموذجًا للرفيق الصلب المعطاء والتي خاض خلالها تجربةً نضالية مميزة.
وشارك حفل التأبين لفيف واسع من قيادة وأعضاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وفصائل العمل الوطني ومن أبناء شعبنا من كافة الأطياف.
وألقى عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية الرفيق ابراهيم السلطان "أبو رامي" كلمة الجبهة موجّهاً في بدايتها "التحية الثورية لروح القائد الراحل، الذي انخرط في صفوف الثورة منذ نعومة أظافره والذي تميز بإخلاصه لمبادئ الجبهة وخطها الثوري المقاوم".
وقال السلطان أن الرفيق الراحل أبو إياد، "هامة وطنية جبهاوية ما انحنت يوماً وكان قائداً ومعلماً ومناضلاً استثنائياً بكل ما تعنيه الكلمة، صلباً عنيداً إنساناً عرفته كل ميادين النضال، واتسم بالجرأة والشجاعة وعطفه على رفاقه وأبناء شعبه".
وأضاف "ونحن نكرم اليوم رفيقنا الراحل ابو إياد تنتابنا مشاعر ألم وحزن كبير لهذا الفراق، وتتعاظم أكثر لأنهم فارقونا في وقتٍ نحن في أمس الحاجة فيه إلى مواقفهم وتجاربهم الوطنية وحضورهم، فقد ودعناهم في ظل مخاطر وتحديات كبيرة تتعرض لها قضيتنا وشعبنا حيث اشتداد وتيرة العدوان الصهيوني الهمجي على شعبنا وحرب التهويد والقتل والملاحقة واستمرار الانقسام وتداعياته الكارثية على أبناء شعبنا ومواصلة القيادة المتنفذة اختطاف المؤسسة الوطنية الجامعة منظمة التحرير الفلسطينية لمصالحها الذاتية وتكريس نهج التفرد والهيمنة استجابة لبرنامج أوسلو الكارثي".
وأشار السلطان إلى أن رحيل القائد ابو إياد شَكلّ خسارةً كبيرةً لشعبنا وللجبهة. وأن الوفاء لروحه يكون بالاستمرار على نهجه، ما يُملي علينا توثيق تجربته النضالية لتستفيد منها الأجيال القادمة لمواصلة طريق المقاومة والتحرير".
ودعا عضو اللجنة المركزية بهذه المناسبة إلى ضرورة الاستمرار في المقاومة والنضال على خطى هؤلاء القادة الراحلين حتى تحقيق أهداف شعبنا بتحرير كل فلسطين من نهرها إلى بحرها وأن يبقى السلاح مشّرعاً نحو صدر العدو الصهيوني.
وأكد السلطان على أن الوفاء لروح الرفيق الراحل أبو إياد وكل القادة الشهداء وأسرانا البواسل ولشعبنا تكون بالمضي قدماً من أجل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية باعتبارها المطلب الأساسي والوحيد القادر على توحيد طاقات شعبنا في مواجهة العدوان والتحديات، وهذا يتطلب تنفيذ قرارات الاجماع الوطني التي تم التوافق عليها وطنياً في أكثر من جولة من جولات الحوار وعلى رأسها قرارات المجلسين الوطني والمركزي المتعلقة بالتحلل من اتفاق اسلو وسحب الاعتراف بالكيان ووقف التنسيق الأمني.
وشدد القيادي على أن الجبهة ستواصل جهودها من أجل مواجهة نهج التفرد والهيمنة وحالة الاختطاف للمؤسسة الوطنية ومحاولة خلق أوسع كتلة شعبية ووطنية للتصدي لهذا النهج ووضع مهمة إعادة بناء المنظمة على أسس وطنية وديمقراطية والنضال من أجل تشكيل مجلس وطني توحيدي جديد على أجندة نضالها وحراكها الميداني والسياسي والشعبي.
وختم السلطان كلمته بالتأكيد على أننا فقدنا هامة وطنية جبهاوية وركن من أركان العمل الوطني في قطاع غزة وعزاؤنا أنه ترك من خلفه أرثاً نضالياً نعتز ونفتخر به نحن بالجبهة أولاً وأبناؤه وعائلته الكريمة التي لها أن تفتخر بهذا القائد الجبهاوي الذي حظى بتقدير واحترام كل الوطنيين والشرفاء.
وأكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب خلال كلمته عن القوى الوطنية والإسلامية أن القائد أبو إياد كان له بصمات كثيرة في العمل الوطني على مر التاريخ وستبقى هذه البصمات حاضرة في كل الميادين معاهدا القائد أبو إياد وكل الشهداء بالمضي على دربهم حتى الحرية والاستقلال.
وفي كلمة للعائلة ألقاها المختار فتحي عبد ربه أكد على أن رحيل القائد شكل بالنسبة لهم وللجميع خسارة كبيرة معاهداً الفقيد بأن يكمل أبناء العائلة مسيرته والحفاظ عليها وعلى إرثه حتى تحقيق ما كان يصبو إليه بالحرية والعودة.
واستحضر عبد ربه خلال كلمته المطولة مناقب الفقيد ومواقفه التاريخية الصلبة ومسيرته المشرفة التي حافظ على طهارتها حتى رحيله.