Menu

فروانة يوجه رسالة إلى الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال

غزة_بوابة الهدف

وجه المختص بشؤون الاسرى، عبد الناصر فروانة، رسالة إلى الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني.

وقال فروانة في رسالته للأسرى، التي وصلت "الهدف" مساء اليوم الثلاثاء، إن عملية الهروب من سجن جلبوع، انتصار غير مسبوق للحركة الأسيرة، ونصر أمني ونضالي وسياسي عظيم للفلسطينيين، مؤكداً أنها شكّلت ضربة قاصمة وهزيمة كبيرة للاحتلال وقيادته، وفشلاً ذريعاً وخطيراً لأسطورة المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية.

وأضاف في رسالته: "كنت قد حذّرت من أن إجراءات دولة الاحتلال الإسرائيلي الانتقامية ليست عابرة، ولن تقتصر على الأسرى الذين نجحوا في انتزاع حريتهم، وإنما ستطال جميع الأسرى وسيستمر القمع والتضييق لفترات طويلة، سعياً منها لاستعادة هيبتها التي مرّغها الأسرى بالتراب، وترميم صورتها التي أغرقها هؤلاء في الصرف الصحي، ولتشويه صورة الفلسطيني المنتصر التي رسمها أولئك الأقمار الستة ومحو تأثيرها في الوعي الجمعي الفلسطيني ولدى العديد من الأحرار في العالم".

وأشار إلى أن دولة الاحتلال، لا تولي أي اهتمام لكرامة الإنسان الفلسطيني الأسير وحقوقه الأساسية، منذ أن بدأت احتلالها ومارست اعتقالاتها وأمعنت في انتهاكاتها لكل هذه الحقوق، ومنذ أن واصلت جرائمها الإنسانية بحق الأسرى والمعتقلين دون أن يردعها في ذلك حق أو عرف أو قانون، مما جعل من السجن الإسرائيلي نموذجًا تتجلى فيه الحالة الأسوأ في الاحتلال، على مدار التاريخ.

وشدد فروانة على أن ما حققته الحركة الأسيرة خلال العقود الماضية كان بفعل نضالات الأسرى وتضحياتهم الجسيمة، على قاعدة أن الحق ينتزع ولايوهب، وأن الحق الذي لا يستند إلى قوة تحميه فهو باطل في عُرف السياسة والقانون، لافتاً إلى أن إدارة السجون لن تتراجع عن خطواتها بسهولة ولن تُعيد الأوضاع لما كانت عليه قبل عملية الهروب بمحض إرادتها، وهي ماضية في إجراءاتها التعسفية، ولن تتراجع عن سياستها القمعية دون مواجهة، ودون أن تُجبر على ذلك،ِ وما تُقدمه بين الفينة والأخرى من تجاوب هنا أو تراجع هناك، ما هو إلا التفاف على مطالب الأسرى الأساسية ومحاولة لزعزعة وحدتكم وكسر إرادتهم وامتصاص غضبهم و إفراغ خطواتكم النضالية من مضمونها وإفشال إضرابهم الجماعي، وإسكات الأصوات المناصرة لهم والداعمة لحقوقهم والتي تقف لجانبهم في الخارج.

وتابع: "لا أرى جدوى من التلويح بالإضراب عن الطعام في ظل استمرار المفاوضات غير المجدية مع إدارة السجون في الوقت الحالي، وبدلاً من ذلك اقترح حسم الأمر نهائيا من الآن واتخاذ قرار بخوض الإضراب المفتوح عن الطعام بتاريخ 25 مارس الجاري، والاستمرار في الاستعدادات والتجهيزات داخل وخارج السجون، دون الالتفات لردود إدارة السجون خلال الأيام المقبلة".

وأوضح فروانة أن كل فلسطيني مرّ بتجربة الاعتقال ويتابع قضايا المعتقلين، كم هو خيار الإضراب صعباً، وكم هو اللجوء لهذا الخيار وخوض الإضراب عن الطعام مؤلماً وقاسياً، مؤكداً على إيمانه بأن الإضراب مقاومة، ولا انتصار على المُحتل دون مقاومة.

وأضاف: "قد حان الوقت لأن نرص الصفوف ونعيد الاعتبار لثقافة المقاومة الجماعية خلف القضبان في مواجهة السجان وبطشه، ذوداً عن كرامتنا ودفاعاً عن حقوقنا وانتصاراً لقضيتنا العادلة، وهنا ليس بالضرورة أن يبدأ الإضراب بمشاركة شاملة لعموم الأسرى والمعتقلين، لكن من المهم أن نجسد وحدتنا، وأن يكون الحراك النضالي جماعياً، كما هو فعلنا الآن، وأن يبدأ الإضراب ببضع مئات تمثل كافة الفصائل الوطنية والإسلامية، في سجون عدة، ويتدحرج تدريجياً إلى أن يصل للإضراب الشامل مع حلول ذكرى يوم الأسير الفلسطيني".

وختم فروانة رسالته قائلاً إن الحراك الجماعي النضالي داخل السجون يشكل أساساً مهماً ومناسباً لاستمرار العمل المقاوم خلف القضبان، وإن التفاعل الخارجي مع ملفات الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين المتعددة يمكن أن يُبنى عليه ليشكل حاضنة سياسية وحقوقية وقانونية وجماهيرية وإعلامية للإضراب المفتوح عن الطعام كفعل مقاوم إن قرر الأسرى اللجوء إليه خلال الفترة المقبلة.