على شرف يوم الأسيرِ الفلسطيني، وضمن سلسلة حلقاتها لندوة الشهيد غسان كنفاني الدوريّة، عقدت بوابة الهدف الإخباريّة، حلقةً جديدةً سلّطت خلالها الضوء على ملف الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني، وأبرز القضايا والتحديّات التي تواجههم.
ولمناقشة محاور الندوة التي حملت عنوان: "الأسرى الفلسطينيون.. تغوّل صهيوني وإرادة لا تلين"، استضافت الندوة كلاً من المختص بشؤون الأسرى في قطاع غزة، عبد الناصر فروانة، والمستشار الإعلامي لهيئة شؤون الأسرى والمحررين، حسن عبد ربه، والممثل عن الحملة الدولية للتضامن مع الأسرى، حمدان الضميري، فيما أدارت الندوة الصحفية أحلام عيد من بوابة الهدف.
بدوره قال المختص بشؤون الأسرى في قطاع غزة عبد الناصر فروانة، إنه "لا شك أن قضية الأسرى أصبحت قضية مركزية لكل الأمة العربية والاسلامية، لما يمثله الأسرى من قيمة معنوية ونضالية تحمل الكثير من معاني التضحية، فالدفاع عنهم هو ليس واجباً وطنياً فحسب، وإنما هو مسؤولية دوليّة خاصة وأن ما تسمى في عالم اليوم "العدالة" هي من أتاحت لكل الشعوب المحتلة أساليب المقاومة لانتزاع حريتها وبالتالي فأي انتهاكات تمارس بحق أبناء شعبنا أمر غير مشروع يتنافى مع كل المواثيق الدولية".
وأوضح فروانة، أنّ سلطات الاحتلال حاولت وبشكل بائس مؤخراً ممارسة شتى صنوف الانتهاكات والتعذيب والقمع، لكسر شوكة الأسرى والحركة الأسيرة، كما عملت على توسيع دائرة الاعتقالات ما أدى لزيادة أعداء الأسرى من الشبان والأطفال والفتيات، مضيفاً "نحن نتحدث اليوم عن قمع مستمر – حرمان – منع زيارات أهالي الأسرى – عزل انفرادي، وخصوصاً بعد عملية نفق الحرية، وما تزال إدارة مصلحة السجون تحاول وبشتى الطرق تفكيك لحمة الحركة الأسيرة وإرضاخ كافة أقسام السجون للقرارات التعسفيّة الجديدة".
ومن جانبه، أكد المستشار الإعلامي لهيئة شؤون الأسرى والمحررين حسن عبد ربه، أن الحركة الأسيرة ومنذ بداية الاحتلال الصهيوني لجأت إلى خوض الكثير من المواجهات والمعارك والاشتباك المفتوح من أجل الدفاع عن الحياة والحقوق والكرامة الوطنية والانسانية، وتمثل ذلك بأشكال عدة "جسدية ومادية"، وأحياناً أخرى من خلال خطوات احتجاجية نضالية تبلورت مع وجود الهيكل التنظيمي والوطني للأسرى داخل السجون.
وأضاف عبد ربه، أنه "وفي أواخر الثمانينات شهدت سجون الاحتلال حركة من الإضرابات بعضها مطلبية لتحسين جودة الحياة بهدف الحصول على أسرة وتلفاز وملابس وأغطية وتحسين المواد الغذائية، وكذلك السماح بزيادة المخصصات المالية فيما يتعلق بالكنتينا، ونجحت الحركة الأسيرة من انتزاع عدة مطالب ومنجزات على مدار سنوات، وكل ما هو متوفر من سبل حياة في وقتنا الحالي لم تكن بوادر حسن نية من قبل الاحتلال وإنما كان ثمنها أطنان من لحوم الأسرى على مدار مئات الإضرابات المفتوحة عن الطعام".
وبدوره، أوضح الممثل عن الحملة الدولية للتضامن مع الأسرى، حمدان الضميري، أنه "ومنذ فترة هناك هدف وضع أمام أعين العديد من النشطاء في الخارج وهو تدويل قضية الأسرى وهذا ممكن بشرط امتلاك استراتيجية موحدة ومبرمجة بآليات تمكّن الجميع من إيصال كافة الرسائل بهذا الخصوص إلى البرلمانات والمؤسسات الاوروبية وغيرها من الفضاءات"، قائلاً: "عندما نتحدث عن امتلاكنا لاستراتيجية يجب أن نعرف لمن نتوجه وبماذا نتوجه ولماذا نتوجه؟".
وأشار إلى أنّ عنوان الأسرى هو عنوان رئيسي يجب تدويله ويحتاج إلى جهد كبير لتفعيله بشكل أفضل والعمل مع الآخرين لنصل إلى نتائج إيجابية فيما يخص الأسرى في هذه المعركة مع الاحتلال، مضيفاً أن "هناك إمكانيات واسعة بأيدينا في كامل أوروبا، وأدعو إلى تكامل الداخل مع الخارج للتمكن من بناء استراتيجية قادرة على رفع عنوان الأسرى لكافة المستويات".