Menu

اغتيال شيرين: أسئلة كبيرة إنسانية وأخلاقية وضميرية وقانونية على أجندة العرب والعالم...!

نواف الزرو

بوابة الهدف الإخبارية

فتحت عملية الاغتيال الإرهابية الإجرامية التي اقترفتها قوات الاحتلال الخاصة ضد الإعلامية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، ملف الاحتلال وإرهابه وجرائمه على نطاق واسع، وطرحت على كل الأجندات بشكل خاص السؤال الكبير المزمن: لماذا لا تخضع دولة الاحتلال للمساءلة الدولية...؟!

ففي فلسطين الحالة مختلفة عن باقي دول وشعوب العالم، ففي فلسطين يعاني أهلنا  بالأساس من وطأة وأعباء"الاحتلال"، والعالم عمليا يقف متفرجاً على هذا "الاحتلال" وفيروساته المتفشية على نحو كارثي مزمن، وما سياسات التمييز العنصري الصهيونية الشاملة سوى إحدى تجلياتها، والاحتلال الصهيوني يضاعف الأعباء والأثقال والتداعيات على الشعب الفلسطيني، فالحكاية هناك أصبحت "أعباء وحقائق الأمر الواقع الاحتلالي التي تحتاج إلى جهود وامكانات وطاقات هائلة لتزيلها عن كاهل أهل البلاد، والاحتلال بطبيعة الحال لا يكترث أبدا بهؤلاء البشر حتى لو تعرضوا إلى الأوبئة الفتاكة، وحتى لو تعرضوا إلى هجوم وبائي واسع النطاق ومرعب ويهدد بالإبادة الجماعية، بل يمكن القول أن الاحتلال قد يعزز ذلك ويوفر المناخات لذلك، فالهدف الكبير الأساسي على أجندته هو: القمع الشامل والاقتلاع الشامل لأهل البلاد من جذورهم...وإنهاء حضورهم العربي في فلسطين.

وفي نهج قمع الفلسطينيين أيضا هناك إجماع سياسي وأمني وحزبي وأيديولوجي إسرائيلي، وهنا كان الكاتب الإسرائيلي المناهض لسياسات الاحتلال كوبي نيف وثق -هآرتس 2020-3-6- قائلا: "إن المشكلة الرئيسية الحيوية والحاسمة لوجود إسرائيل هو استمرار قمع الشعب الفلسطيني من قبل دولة إسرائيل"، ويؤكد: "أن استمرار قمع الشعب الفلسطيني، بطرق أكثر وحشية أو أقل، هو في الحقيقة البرنامج الموحد لكل الأحزاب الصهيونية، وهذا تحت كل أنواع الشعارات – «فصل»، «انفصال»، « القدس الموحدة»، «دولتان»، «كتل الاستيطان»، "استمرار اللكمات"، كل هذا الهراء له معنى واحد: استمرار قمع الشعب الفلسطيني "على الأقل في المئة عام القادمة"، بينما ربطت الكاتبة "نوعا لنداو"-هآرتس 18/3/2020 – بين الكورونا وشعار "الهدوء في المناطق" وتقول: "إنهم -أي الاحتلال- يطهّرون... هكذا يجرب الإسرائيليون حياة الفلسطينيين… تحت رعاية-ذريعة- "الأمن"...؟!

ويبدو أن هذه هي الخلاصة المكثفة المفيدة للمشهد الفلسطيني الراهن فنحن أمام  احتلال مجرم عنصري فاشي إرهابي.

وفي هذا السياق نوثق أيضا ما يلي.. في المشهد الفلسطيني الراهن: الاحتلال يبقى احتلالا، والإرهاب الصهيوني هو هو لا يتغير، وهو متواصل منذ قرن من الزمن في فلسطين، ولذلك نتابع في المشهد الفلسطيني الراهن على امتداد الضفة الغربية والمدينة المقدسة: كيف تقوم عصابات المستعمرين المستوطنين الإرهابيين بموجات متلاحقة من الهجمات على القدس والحرم الشريف، بل على كل بيت من بيوت القدس، بل على كل عائلة وعلى كل طفل من عائلات وأطفال القدس، وفي أنحاء الضفة الغربية. وكيف تقوم قوات الاحتلال بعملياتها العسكرية الميدانية الاقتحامية الإرهابية على مدار الساعة، فتقوم بتفجير الأبواب وإلقاء قنابل صوت داخل المنازل، وتواصل حملات الرعب والاعتقال في كل مكان.. وحتى الآن يبدو أن الجولة الحربية التي وقعت والهبة والانتفاضة الشاملة في عموم فلسطين لم تضع حدا لاعتداءاتهم وعربداتهم، وهذه ايضا معركة كبيرة تحتاج إلى نفس طويل وإلى البقاء في حالة يقظة واستنفار.

وفي ضوء هذه المعطيات وهناك غيرها الكثير الكثير مما لا تتسع له المساحة هنا، يقتضي السؤال المزمن أيضا: إلى متى يبقى الاحتلال جاثما على صدر الفلسطينيين...؟! إلى متى تستمر انتهاكات وجرائم الاحتلال في التفشي الفتاك في الجسم الفلسطيني...؟ لماذا لا يهرع العالم معلنا حالة الاستنفار لعلاج ملف"الاحتلال الصهيوني" بكامله، كما يستنفر لمواجهة ملفات أخرى....؟! ولماذ لا تتحرك المؤسسة الأممية على نحو جاد ومسؤول في الحالة الفلسطينية...؟!

أسئلة كبيرة: إنسانية وأخلاقية وضميرية وقانونية على أجندة العرب والعالم... ثم أليس من المنطق والحكمة والعقل والعدل وفقا للمواثيق الأممية أن يتم وضع "إسرائيل" الإرهابية الخارجة على كافة القوانين والمواثيق الدولية في الحجر الصحي فورا...؟!

وفلسطينيا نوثق في الخاتمة: لم يبق أمام الفلسطينيين سوى الخيار الاستراتيجي الجذري والتمسك بالبوصلة الجذرية: إعادة الاعتبار للصراع الاستراتيجي الشامل مع الاحتلال والمشروع الصهيوني، والعمل على اقتلاع الاحتلال من جذوره.. ولعل الزمن يكون في صالح النضال والكفاح الوطني التحرري الفلسطيني..!