Menu

عن الواقع السياسي العربي في ضوء التحديات الخطيرة الراهنة

محمّد جبر الريفي

الواقع السياسي العربي في ضوء التحديات الخطيرة الراهنة التي تستهدف مستقبل الأمة، من حيث وحدتها القومية وتقدم شعوبها، حيث أنها فقدت في هذه المرحلة حتى سياسة التضامن ووحدة الصف، ومظهر ذلك هرولة بعض أنظمتها السياسية بعقد اتفاقيات تطبيع مع كيان عنصري عدواني، في وقت لم يحصل الشعب الفلسطيني على استقلاله السياسي وإقامة دولته الوطنية.. هذا الواقع السياسي العربي البائس والرديء غير المسبوق، بحاجة الآن إلى مشروع نهضوي تقدمي من مقوماته الأساسية:

أولًا: وجود دولة وطنية قومية كقاعدة انطلاق تحررية، لاستنهاض الجماهير العربية التي وصلت إلى مرحلة الإحباط واليأس وعدم اللامبالاة، مما يجري في المنطقة من فوضى سياسية وأمنية، وذلك بسبب انهزامية النظام العربي الرسمي بكل أطرافه، دون استثناء وعجزه المتواصل عن تحقيق أدني صور الوحدة والتضامن مع قضايا الأمة القومية الأساسية المركزية كالقضية الفلسطينية، وما يخطط للمستقبل العربي من تبديد الهوية القومية، بدعم النزعات والنعرات الانفصالية العرقية والطائفية والجهوية، بهدف خلق شرق أوسط جديد تذوب فيه الرابطة القومية والدينية ويرسم سياساته الإقليمية والدولية التحالف الأمريكي الامبريالي الصهيوني الرجعي...

ثانيا: الواقع السياسي العربي بحاجة الآن أكثر ما يكون إلى قائد قومي عربي تقدمي، في حجم عبد الناصر الذي تأتي ذكرى رحيله غدا 28 سبتمبر وبغيابه عن ساحة النضال القومي تراجع المد القومي، لتخرج بعد ذلك مصر كبري الدول العربية من حيث العدد.. تخرج من دائرة الصراع العربي الصهيوني بتوقيع معاهدة كامب ديفيد... قائد يقود النضال العربي في وقت خلت فيه الساحة العربية تماما من قادة قوميين كبار، تلتف حولهم الجماهير من المحيط إلى الخليج، رافعين راية الوحدة والحرية والاشتراكية، تلك الأهداف السياسية التقدمية التي شكلت برنامجًا لحركة التحرر العربية في مرحلة الخمسينات والستينات وبتراجعها انتعشت القوي الظلامية التكفيرية والرجعية العربية.

 ثالثًا: الواقع السياسي العربي بحاجة ضرورية إلى تجديد في بنية اليسار العربي الذي أصبح أغلب صفوف تنظيماته، خليطًا طبقيًا مشوهًا انتعشت فيه الانتهازية اليسارية والنفعية والشللية الحزبية والركض وراء سياسة المصالح، بعيدًا عن الالتزام بالمبادئ والأيدولوجيا الثورية، وذلك جريًا لتحقيق مكاسب تنظيمية وفئوية، مسايرة لما تمارسه قوى اليمين العربي التي تميل إلى التكيف دائمًا مع السياسات الغربية.