قال مسؤول العلاقات الدوليّة في الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين د.ماهر الطاهر، اليوم السبت، إنه "وبعد توقيع اتفاق أوسلو عام 1993 كان هناك مخططًا أميركيًا وصهيونيًا، ولا زال المخطط مستمرًا والذي يقوم على قاعدة ضرب المشروع الوطني الفلسطيني تحت أوهام وعملية خداع وتضليل كبرى، بأنه يمكن أن يكون هناك سلامًا ومفاوضات مع الاحتلال الصهيوني".
وأشار الطاهر خلال حديثٍ لقناة "الإخبارية السورية"، إلى أنّه "وبعد توقيع اتفاق أوسلو اتضح أنه كان كارثة حقيقيّة والكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية كانا يستهدفان من وراء توقيع هذه الاتفاقات ضرب المشروع الوطني الفلسطيني، لاستمرار الاستيطان والتوسّع في الاستيطان وتهويد الأرض".
وأضاف الطاهر: "جاء الجنرال الأمريكي دايتون وتم بناء أجهزة أمنية فلسطينية على قاعدة عقيدة جديدة وهي أنّ القضيّة ليست صراعًا مع الكيان الصهيوني، بل سلام"، مؤكدًا أنّ "شعبنا وصل إلى نتيجة أنّنا أمام كيان عدواني عنصري استيطاني لا يمكن التعايش معه، بل يريد السيطرة على كل فلسطين، وبالتالي ليس أمامنا من خيار إلّا المقاومة، ونشأ لدينا كشعب فلسطيني جيل جديد، جيل ما بعد أوسلو ولديه قناعة بأنه ليس أمامنا من خيار إلّا المقاومة، وأنّ كل ما سمي بالمراهنة على حلول سياسيّة وعملية هو بمثابة تضليل وخداع، وما هي إلا مناورات تستهدف تكريس الاحتلال والسيطرة على الأرض الفلسطينيّة".
ورأى الطاهر: "نحن أمام مرحلة جديدة في كفاح الشعب الفلسطيني، وشعبنا اليوم يؤسّس لمرحلة جديدة ولبناء حركة وطنية فلسطينية جذرية تقوم على قاعدة بناء مشروع على أساس تحرير فلسطين من بحرها إلى نهرها، وأنّ صراعنا مع الكيان الصهيوني صراع وجودي".
كما أوضح الطاهر، أنّ "الجيل الجديد سيكون مقدمة لجيل عربي لمواجهة المشروع الصهيوني، لأن هناك عمليات تطبيع بدأت تجري من بعض الأنظمة العربية نتيجة قلقهم على الكيان الصهيوني الذي يعيش مأزقًا وجوديًا نتيجة صمود الشعب الفلسطيني على أرضه ونتيجة العمليات النوعية البطولية".
وتابع الطاهر: "نحن في زمن البطل الكبير عدي التميمي والنابلسي، التميمي أعطى وصية بضع كلمات يقول فيها: أنا أدرك أنني سأستشهد عاجلاً أم آجلاً، وأدرك أنّ العملية التي أقوم فيها لن يكون نتيجتها تحرير فلسطين، ولكنني أقوم بهذا العمل لكي أوجه رسالة إلى الشباب الفلسطيني لنكون أمام مئات الفلسطينيين في القيام بالعمليات النوعية، وبهذه الروح وهذا الإصرار لا يمكن أن لشعبنا أن يهزم، والذي سيُهزم هو الكيان الصهيوني الذي يعيش في أزمة ويشعر أنه أمام مخاطر جدية من نمو محور المقاومة".
وأشار الطاهر إلى أنّ "الاحتلال يمارس العربدة والقتل والاعتقال ومصادرة الأراضي ويريد أن ينفي وجودنا، والخيار الذي أمامنا هو أن نقاوم، وهذه الهبة في الضفة هي مقدمة لثورة فلسطينية جذرية وانتفاضة شاملة، وسنكون أمام تصاعد في العمليات العسكريّة النوعيّة وكل أشكال المقاومة".
وبشأن الانقسام الفلسطيني، قال الطاهر، إنّ "الانقسام مضى عليه أكثر من 15 عامًا ولم تنجح حتى هذه اللحظة المحاولات لإنهائه واستعادة الوحدة الفلسطينية وفق برنامج فلسطيني موحّد في مواجهة مشروع صهيوني خطير يريد إبادة الشعب الفلسطيني وهذا له أسباب موضوعية وذاتية"، مُشددًا أنّ "شعبنا على الأرض وفي الميدان موحد في الضفة وغزة و القدس والأراضي المحتلة عام 1948، ولكن على الصعيد السياسي هناك انقسام لإطار الفصائل، ولا يمكننا تحقيق أهدافنا بتحرير أرضنا دون وحدة وطنية جادة حتى نوحّد كل طاقات شعبنا لمواجهة التناقض الرئيسي مع الاحتلال الصهيوني".
كما بيّن الطاهر، أنّ كل "المحاولات بذلت لإنهاء الانقسام وحتى الآن لم تنجح وأخرها في الجزائر التي نوجه لها كل التحية ولشعبها العظيم وقيادتها الشجاعة ورئيسها عبد المجيد تبون الذين وقفوا دائمًا إلى جانب الشعب الفلسطيني".
وأضاف الطاهر: "اللقاءات في الجزائر تم الاتفاق فيها على قضايا مهمة كعقد مركز وطني فلسطيني شامل خلال عام، والشراكة السياسية في القرار، وعدم الاستفراد في القرار، وإعادة احياء وتفعيل منظمة التحرير، ومشاركة كافة الفصائل ضمن اطارها، وتشكيل لجنة جزائرية عربية من أجل متابعة ما تم الاتفاق عليه، وهذه الاتفاقات جيدة ولكن العبرة في التنفيذ، ونأمل أنّ محاولة الجزائر وما ترتب عليها من نتائج أن يكون فعليًا خطوة جادة لاستعادة الوحدة الفلسطينية وإنهاء الانقسام".
وأكَّد الطاهر أنّ "شعبنا الذي يصعّد الكفاح على الأرض الفلسطينية مطلوب منه أن يضغط على طرفي الانقسام من أجل إنهاء هذه المهزلة حتى نبني وحدة وطنية حقيقة".