Menu

"انسحاب مفاجئ: أمريكا تُفرغ الشرق الأوسط

أمريكا تسحب سلاحها الرادع من الشرق الأوسط: تغيير استراتيجي في مواجهة إيران و" إسرائيل"

حاملة الطائرات روزفلت تخرج من الشرق الأوسط، وكالات

الهدف الإخبارية - البحر المتوسط

أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) اليوم سحب حاملة الطائرات "تيودور روزفلت" من منطقة الشرق الأوسط، بعد أن كانت واحدة من حاملتي الطائرات التي تم نشرهما في المنطقة لتعزيز وجود الولايات المتحدة ولردع أي تهديدات محتملة من إيران تجاه إسرائيل. يأتي هذا القرار بعد حوالي ثلاثة أسابيع من توجيه وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، بإبقاء "روزفلت" في المنطقة رغم وصول حاملة الطائرات "أبراهام لينكولن"، التي كان من المقرر أن تحل محلها.

وفي بيان صادر عن البنتاغون، أكد المتحدث الرسمي، باتريك رايدر، أن حاملة الطائرات "روزفلت" في طريقها حالياً إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وقلل رايدر من أهمية الربط بين هذا الانسحاب وبين تخفيف المخاوف الأمريكية تجاه إيران، مشيراً إلى أن القرار يرتبط بإعادة توزيع القوات الأمريكية على المستوى العالمي وإدارة الأسطول البحري.

وأضاف رايدر أن الولايات المتحدة لا تزال تأخذ التهديدات الإيرانية بجدية تامة، خاصة بعد إعلان طهران عن نيتها الانتقام لمقتل هنية، حيث تُحمل إيران إسرائيل المسؤولية عن العملية، رغم أن الأخيرة لم تؤكد أو تنفي تورطها.

يأتي هذا التحرك في ظل سعي إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لاحتواء تداعيات الحرب بين إسرائيل و حركة حماس في غزة، التي أوشكت على دخول عامها الثاني، بهدف منع تصاعد الأزمة.

يذكر أن حاملة الطائرات "تيودور روزفلت" (USS Theodore Roosevelt - CVN-71) دخلت الخدمة في البحرية الأمريكية عام 1986، وهي جزء من طراز "Nimitz" الشهير الذي يعتمد على الطاقة النووية. تُعتبر واحدة من أكبر السفن الحربية في العالم، وقادرة على حمل أكثر من 75 طائرة متنوعة. تم نشر "تيودور روزفلت" في منطقة الشرق الأوسط لتعزيز الوجود الأمريكي العسكري عقب تصاعد التوترات مع إيران، وجاء ذلك ضمن الجهود الرامية إلى ردع إيران عن القيام بأي هجمات محتملة على إسرائيل أو المصالح الأمريكية في المنطقة.

في أعقاب هذا التوتر، تم إرسال "تيودور روزفلت" إلى المنطقة في خطوة استراتيجية لدعم الردع الأمريكي ضد أي تهديدات إيرانية محتملة. بعد ثلاثة أسابيع من تمديد مهمتها في المنطقة، تم اتخاذ قرار سحبها وإعادتها إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ، التي تعتبر ذات أهمية استراتيجية كبرى بالنسبة للولايات المتحدة، خاصة في ظل التنافس مع الصين وتواجد حلفاء مثل اليابان وكوريا الجنوبية.

أما حاملة الطائرات "أبراهام لينكولن" (USS Abraham Lincoln - CVN-72)، فقد تم نشرها في الشرق الأوسط لتحل محل "تيودور روزفلت". "أبراهام لينكولن"، التي دخلت الخدمة عام 1989، هي أيضًا جزء من طراز "Nimitz" وتستخدم الطاقة النووية. تم نشرها لتعزيز الأمن في المنطقة واستمرار المهام العسكرية الأمريكية هناك، خصوصاً مع استمرار التوترات الإقليمية في الشرق الأوسط.