Menu

الشتاء حزين على فقراء غزة

بالفيديو والصورغرق في الشوارع والبنى التحتية وسخطٌ عبر مواقع التواصل الاجتماعي

غزة _ بوابة الهدف

دائمًا ما تكون البدايات جميلة، وتدفع إلى التفاؤل والأمل بقادمٍ أجمل، صباح الثلاثاء، بدأت أولى رشقات الأمطار لهذا الموسم بالهطول في قطاع غزة، إلّا أنّها لم تكن أمطار خيرٍ على أهل القطاع المكلوم، فساعة واحدة من الأجواء الماطرة كانت كفيلةً بتعطيل حركة السير في معظم الشوارع الرئيسيّة وغرق عشرات المنازل والمؤسّسات الصحيّة والتعليميّة، ما أدى بدوره لتأخّر الموظفين والعمّال عن مشاغلهم وتعطل قطاعات متعدّدة.

جاء المنخفض الجوي الأول على القطاع، كاشفًا النقاب عن بنية تحتية متهالكة، وشوارع هشّة، تاركًا تساؤلات حول مصير مواطني القطاع خلال موسم الشتاء في الأشهر القادمة، وموجهًا أصابع الاتهام للبلديات والجهات الحاكمة بالتقصير والإهمال.

وفي المخيمات، كان النصيب الأكبر من الأسى، وخصوصًا في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، الذي يقطنه ما يفوق الـ 85 ألف لاجئ، معظمهم من الفقراء والمسحوقين والفئات المهمشة، حيث لم تغرق الأمطار شوارعهم فحسب، بل تسللت إلى منازلهم التي تسقف أغلبها بألواح من الأسبست و"الزينقو" التي لا تقي من برد الشتاء ولا من حرارة الصيف.

عشرات المواطنين عبروا عن استيائهم من تردي البنى التحتية للقطاع، عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، متداولين مجموعة كبيرة من الصور والفيديوهات لشوارع أخفت مياه الأمطار معالمها ولمنازل ومركبات سير تغرق في أمتار من المياه المتراكمة.

وتساءلت الأمهات عبر مواقع "السوشيال ميديا"، عن إمكانية ذهاب أطفالهم إلى دوامهم المدرسي، حيث أعربن عن خوفهن من مرض أبنائهن في حال ذهابهم إلى المدارس في ظل غرق الطرق، فيما تساءلت أخريات عن أثر الغياب المتكرّر خلال موسم الشتاء على مستقبل أبنائهم التعليمي ومسيرتهم الدراسية.

من جانبه، قال رئيس اللجنة الشعبية للاجئين في مخيم الشاطئ نصر أحمد: "جاءت الأجواء مفاجأة للمواطنين في ظل عدم وجود أي تحضيرات من قبل البلديات المحلية، وتحديدًا في المخيمات بسبب وجود مناطق منخفضة"، مشيرًا إلى أن مياه الأمطار تسربت إلى مضاجع الأطفال خلال نومهم.

ولفت أحمد لـ"بوابة الهدف"، أنّ البنى التحتية في القطاع مضى عليها أكثر من عقدين من الزمان دون أن يتم تجديدها بالمطلق أو تنفيذ أي إصلاحات فيها، منوّهاً إلى أن اللجنة الشعبية توجهت بمناشدات ومطالبات عديدة إلى البلدية وإلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، الذين قدموا بدورهم وعودات شفهية دون تنفيذ أي خطوات عملية وملموسة على أرض الواقع.

وأفاد أحمد بأنّ هناك موازنة خصّصت من قبل بنك التنمية الألماني لتنفيذ تصليحات في البنى التحتية ولكن لم يتم المباشرة بأي أعمال في هذا الصدد.

على صعيدٍ آخر، لفت الناطق الاعلامي باسم الدفاع المدني في قطاع غزة، الرائد محمود بصل، خلال مقابلة إذاعية مع راديو صوت الشعب، إلى أنّ الطواقم الميدانية التابعة للدفاع المدني، تعاملت مع عدة مناشدات في قطاع غزة، خلال المنخفض الجوي صباح اليوم.

وأوضح أنّ ارتفاع منسوب المياه في بعض الشوارع يأتي نتيجة إغلاق المصارف الصحية الخاصة بتصريف مياه الأمطار، نتيجة وجود الأتربة و"الأوساخ" داخلها، لافتًا إلى أنّ معالجة وتنظيف تلك المصارف من اختصاص البلدية ولا علاقة للدفاع المدني بها.

وأعلن الدفاع المدني حالة الطوارئ والاستنفار لطواقمه الميدانية، موعزًا بنشرها في شوارع ومناطق القطاع من أجل سرعة التعامل مع الأضرار التي يخلفها المنخفض الجوي.

من جهته، أعلن عضو المجلس البلدي في بلدية غزة عمر الغول، الثلاثاء، عن تقديم استقالته من منصبه بسبب تعرض شوارع وأحياء مدينة غزة للغرق، وبحسب مصادر، فإن الغول ليس الوحيد الذي قدم استقالته، ولكن هناك 3 أعضاء آخرين.

وأعلنت وزارة الزراعة بغزة، ظهر الثلاثاء، عن كميات هطول الأمطار "الغيث النافع" التي هطلت على قطاع غزة صباحًا، مشيرةً إلى أن هذه الكمية بداية مبشرة لموسم زراعي وفير.

وذكرت الزراعة في بيانٍ لها، أنّ كمية الأمطار بلغت (4.95 مليون متر مكعب)، وأن النسبة المئوية للهطول بلغت (5.4%) من المعدل العام لكافة المحافظات، في حين أن متوسط الهطول لكافة المناطق من بداية الموسم بلغ (20.8 ملم).

وأضافت الوزارة، أن مخيم الشاطئ بغزة سجل أعلي كمية هطول، حيث بلغت الكمية (45ملم)، في حين أن أقل نسبة كانت في رفح حيث بلغت (3ملم).