منذ أيام، و غزة تتعرّض لعدوان مجرم أودى بحياة ثمانية وعشرين من أبنائها المحاصرين، وجرح العديد منهم، ودمّر الأبنية على رؤوس ساكنيها، ومعها المتاجر والسيارات والمزروعات.
منذ أيام، يواجه أبناء غزة وبناتها العدوان المجرم في ظل صمت مطبق للأنظمة العربية المنشغلة بالتحضير لقمة السعودية عما عداها... كيف لا، ومعظم هذه الأنظمة يفخر اليوم بالصداقة الجديدة مع الصهاينة، بعد أن أكملت البرجوازيات العربية التابعة جريمة التطبيع التي ارتكبتها الأنظمة في مصر والأردن، ومعهما السلطة الفلسطينية المصرّة على متابعة تنفيذ اتفاق أوسلو مهما كان الثمن الذي يدفعه الشعب الفلسطيني غاليًا.
وإذا كانت قادة أنظمة التبعية للإمبريالية يصمّون آذانهم عما يجري في غزة، فإننا نحن أبناء الشعوب العربية نرى في موقفهم المتخاذل ما يساعد المجرمين الصهاينة على متابعة السعي لتصفية القضية الفلسطينية وفق المخطط الذي رسم في كامب دايفيد، والذي اكتملت معالمه في نقل السفارة الأميركية إلى القدس واعتبارها "عاصمة أبدية" للكيان المُغتصِب، وكذلك في مؤتمر المنامة وما سبقه وما تبعه من جرائم لم ولن نسكت عنها ولن نتغاضى عن مرتكبيها... خاصة اليوم، ونحن نتحضّر للذكرى الخامسة والسبعين للنكبة، أو بالأحرى للذكرى الخامسة والسبعين لرفض الشعب الفلسطيني البطل التنازل عن حقوقه المشروعة، وأولها حق العودة إلى كل الديار التي هجّر منها، وبناء دولته الوطنية على كامل تراب فلسطين، وعاصمتها القدس.
يقول "نشيد الأنصار" الذي واجه به المقاومون في أوروبا عدوان النازية والفاشية ومجازرهم: "إن سقطت يا صديقي، فسيخرج من الظل صديق آخر ليكمل مسيرتك".
ونحن نقول للصهاينة: ما دام الشعب الفلسطيني يقاوم، وما دامت الشعوب العربية ترى في تحرير فلسطين قضيتها المركزية، فلن ينفعكم كل سلاح الدنيا ومعه الدعم الإمبريالي... فكيانكم المصطنع زائل لا محالة، وستعود فلسطين، إلى أبنائها، وإلى حضن العالم العربي، بفعل المقاومة التي ستحرّر الأرض والإنسان.