قال القيادي في الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين جعفر أبو صلاح، اليوم الأربعاء: "إنّ ما ارتكبه الاحتلال في مخيّم جنين مجزرةٌ بمعنى الكلمة، إلّا أنّ سكان المخيّم كانوا صخرةً من الصمود والإرادة والكبرياء ومعنويّاتهم عالية".
وأكَّد أبو صلاح خلالَ مقابلةٍ مع "بوّابة الهدف"، أنّ "العدوان على جنين كان متوقّعًا لا سيّما مع استمرار تهديدات الاحتلال في الآونة الأخيرة، وفي ظلّ أنّ مخيّم جنين يمثّل عصب المقاومة، ولكن لا أحد كان يتوقّع أن تكون بشاعة الاحتلال وإجرامه بهذا الحجم؛ لأنّ ما رأيناه اليوم، عندما تفقدنا اثار العدوان في المخيّم، دمارٌ واسعٌ في الممتلكات، وفي كلّ شيءٍ من مقدّرات المخيّم".
وأشار أبو صلاح، إلى "أنّ الاحتلال فشل في تحقيق هدفه تجاه المقاومة في جنين التي تشكّل رأس حربة المقاومة والنضال في هذه المرحلة، التي تشهد ارتفاعًا في حجم التآمر على القضيّة الفلسطينيّة، ولكن كان حجم بشاعة الإجرام أكثر من المتوقّع، فقد كان جيش الاحتلال كـ "الديك المذبوح"، أي كان يضرب ولا يعرف أنّها الضربات الأخيرة في عمر كيانه من حيث لا يدري".
ورغم ذلك، أكَّد أبو صلاح، أنّ "المقاومة ما زالت بخير، وأهالي جنين بخير، ولم يؤثّر هذا العدوان على روح المقاومة سوى ارتقاء الشهداء الذين نزفّهم إلى علياء المجد، ونعدّ ذلك ثمنًا للحريّة والاستقلال وضريبة المقاومة المستمرّة، وفي المقابل كان هناك من يدفع ضريبة الذل والهزيمة والهوان وهم الخاسرون بكلّ تأكيد".
وشدّد أبو صلاح، أنّ "رسالة الجبهة الشعبيّة اليوم، أنّه، وبعد 25 عامًا من تجربة أوسلو المريرة والفاشلة، على حركة فتح و محمود عباس العودة إلى الشعب الفلسطيني، وعلى كلّ القوى التوحّد في برنامج مقاومةٍ واحدٍ وبرنامجٍ سياسيٍّ واضحٍ يخاطبُ العالم، ويُؤكّد أنّ الشعب الفلسطيني يسعى للحرية والاستقلال وإنجاز الدولة الكاملة، ودون ذلك لا خيار أمام شعبنا سوى المقاومة، والوحدة الوطنيّة هي أساس كلّ شيءٍ حتّى نكون شركاء في القرار".
وأشار أبو صلاح إلى أنّه "كان المطلوب من الأجهزة الأمنيّة الفلسطينيّة خلال العدوان على جنين الوقوف إلى جانب أبناء شعبهم وتوفير كل أشكال الدعم والإسناد لهم في ظلّ هذه المحنة، وأيضًا تقديم كلّ الإمكانات للمقاومة، لا سيّما أنّ العديد من الشهداء الذين ارتقوا هم أبناء قادة في الأجهزة الأمنيّة".
