Menu

رحل زكريا محمد...صاحب القلم الحر

الشاعر زكريا محمد

علي بدوان

رحل زكريا محمد، المثقف، الشاعر والكاتب السياسي، صاحب القلم الحر...

رحل في فلسطين، في بلدته الزاوية قضاء نابلس كنعان/جبل النار، يوم الثلاثاء الثاني من اب/أغسطس ٢٠٢٣، تاركا ساحة فلسطينية مزدحمة بكل شيء...بالسياسة والفعل والمقاومة متعددة الإشكال... وبالتنوع الفكري والمواقف....والاشتباكات الحوارية...بالجدل الصاخب... وما رافقه ويرافقه...

زكريا محمد، الأديب، الشاعر، كاتب النصوص السياسية بحبكة ادبية حرفيتها عالية، غادر دنيا الحياة الفانية، تاركا ارثا ونموذجا للمثقف غير الملوث، المثقف المتمرد، الذي لا يجامل، ويطلق قناعاته من عنانها، غير ابه بأية حسابات ضيقة، ولسان حاله لا يخفي مكنونات مواقفه... ويراعه يكتب ويخط بمداده نقدا صارخا لواقعنا على المستويات المختلفة...

لقد زودنا على الدوام برؤى واستشفافات غنية. وتقديرات أثارت وحفزت العقل على التفكير... والاشعاع ... ومثابرة في العمل والنشاط...رغم الاحباطات التي رافقت مسار عمله...

عرفته عن قرب في مجلة الحرية حين قدم إليها من تجربة كان عنوانها حزب العمال (ش) الفلسطيني... وانتقل بعدها لمجلة (الحرية)، ومن ثم إلى توأمها مطبوعة (الفكر الديمقراطي) التي صدرت أعدادها في نيقوسيا/قبرص أواخر ثمانينيات وأوائل تسعينيات القرن الماضي...

واجه في عمله متاعب عدة، كان منها "عربشة المدللين"...

"المدللين" الذين أصبحوا بين ليلة وضحاها " تكنوقراط مزيف". بعد أن ركبوا حصان البروسترويكا والغلاسنوست لكنهم انتهوا بعدها بقليل من " ليلة وهليلة" البروسترويكا في أحضان الغرب الأوربي...

رحم الله زكريا محمد المخلص، صاحب الموقف، وتبقى سيرته الطيبة العطرة مصانة ومحفوظه عند من كل من يعرفه...