Menu

وجّه التحيّة إلى محور المقاومة..

بالفيديونائب الأمين العام للجبهة الشعبيّة: شعبنا أمام لحظاتٍ مفصليّة من عمر المعركة وتاريخ فلسطين والمنطقة

الرفيق جميل مزهر

بيروت _ بوابة الهدف

أكَّد نائب الأمين العام للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين الرفيق جميل مزهر، مساء اليوم الجمعة، إنّنا "أمام لحظاتٍ مفصليّة من عمر هذه المعركة ومن تاريخ فلسطين والمنطقة والأمة العربيّة".

وشدّد مزهر في كلمةٍ متلفزةٍ له، على أنّ "حرب الإبادة التي يشنها العدو المجرم ضد شعبنا تستهدف كل فلسطين وكل شعبنا ولم تبدأ في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر".

وأشار مزهر خلال الكلمة، إلى أنّ المطلوب "موقف وطني فلسطيني موحّد يتمسك بحقوق شعبنا ويعكس وحدته".

ودعا الرفيق مزهر، إلى "البدء الفوري في تشكيل قيادة طوارئ وطنية موحّدة لمواجهة هذا العدوان"، مُشيرًا إلى أنّ "شعبنا هو من يمتلك وحده الحق في تقرير مصيره أو يرسم مستقبله".

وبيّن مزهر خلال حديثه، أنّ "الهدنة الموقتة التي فرضتها المقاومة لا تشكّل بديلاً عن ضرورة الوقف الفوري للعدوان على أهلنا في قطاع غزّة".

كما لفت مزهر، إلى أنّ "الولايات المتحدة ومعها كل الحكومات الاستعمارية هي المسؤول الأول عن استمرار هذا العدوان"، مُبينًا أنّ "الموقف الرسمي العربي لم يرق إلى الحد الأدنى من الواجب المطلوب في أي من مستوياته".

ورأى مزهر، أنّ "المؤسّسات الدوليّة وفي المقدمة منها الأمم المتحدة متواطئة في العدوان وتغطية جرائمه".

وفي ختام كلمته، وجّه الرفيق نائب الأمين العام، التحيّة إلى "محور المقاومة في لبنان خاصة للأخوة في حزب الله و اليمن والعراق وسوريا".

 النص الكامل للرسالة التي وجهها نائب الأمين العام للجبهة الشعبية الرفيق القائد جميل مزهر "أبو وديع" لجماهير شعبنا الأبي:

 
يا جماهيرَ شعبِنا الصامدِ في كلِ مكانْ

شعبُنا العظيمِ في غزةَ العزةِ والبطولةِ والفداءَ والعنفوانْ ... غزةُ دمُ فلسطينَ وروحُها...وصانعةُ المعجزاتِ وقاهرةُ الجيوش..

مقاومونا الأبطال يا من تصنعون ببطولاتِكم مداميكَ النصرِ... تعجزُ كلُ الكلماتِ عن إيفاءِ قدرِكُم، أو وصفِ تضحياتِكُم... فعذراً يا غزةَ، يا مرقدَ الشهداءِ، ويا كبرياءَ فلسطينَ وجرحِها النازفِ الباقي، يا درةً على جبينِ الأمةِ، ويا مجدَ كلِ العربِ، وأيقونةَ أحرارِ العالمِ  تعلني جدارَتك بالحياةِ والحريةِ  وبعشقِ  فلسطينَ  .. تحيةً لأرواحِ الشهداءِ الأطهار، لأطهرِ الدماءِ التي سُفِكَتْ على يدِ أرذلِ وأحقرِ سفاحي الأرضِ الصهاينةِ قتلةِ الأبرياءَ. وتحيةً لعائلاتِ وذوي الشهداءِ الأكرمِ منا جميعاً، للمهجرين والمكلومين، لمنْ دَمَّرَتْ قنابلُ وقذائفُ وحممُ الحقدِ الصهيوني والتآمرِ العالمي بيوتَهم، للأطفالِ الذين جوعَهم الحقدُ الصهيونيُ والتآمرُ الدوليُ.

تحيةً للأطباءِ والمسعفينَ ورجالِ الدفاعِ المدنيِ الذين صمدوا وضحوا للقيامِ بواجبِهم تجاهَ جرحانا، تحيةً للجرحى الذين يُقاسون الآلامَ ويدفعون ثمنَ جريمةَ الحصارِ التي تآمرتْ كلُ دولِ وقوى الشرِ في هذا العالمِ لفرضهِ... إلى فرسانِ الحقيقةِ الأبطالِ من الصحافيين والإعلاميين الذين كانوا في الخندقِ المتقدمِ في هذه المعركةِ لإيصالِ الحقيقةِ إلى العالمِ.

وسلاماً لك يا طائرَ العنقاءِ الذي ينهضُ من تحتِ الجمرِ والدمارِ والرمادِ، ليحطمَ كلَ سيوفِ الغزاةِ الحديديةِ، وليصنعَ طوفانَ النصرِ القادمِ.

يا أهلَنا ويا شعبَنا ويا دمنَا ولحمنَا:

من شموخِكم تُسَطَّرُ الملاحمُ في معاني العزِ والكرامةِ والإباءَ، وننظر لعظمةِ صمودِكم وتضحياتِكم، وإصرارِكم على رفضِ التهجيرِ أو الاستسلامِ، فنرى فيه كلَّ معنىً لكلمةِ مقاومةْ، فهذا الصبرُ والصمودُ هو المقاومةُ وهو قاعدتُها وجوهرُ وجودِها وسبيلُ استمرارِها لا في غزةَ فحسبْ بل في كلِ فلسطين.

إن الألمَ كبيرٌ جداً، والجراحَ غائرةٌ، والأرواحَ معذبةٌ، تئنُّ من هذا الظلمِ، ولكن صرخاتُ ألمِكم، وغضبِكم، على مرِ الأجيالِ، هي التي صنعتْ ثورةَ فلسطينَ وهي التي صنعتْ ملحمةَ السابعِ من أكتوبرَ وهي التي شرَّعَتْ الثأرَ من العدوِ، وهي التي ستهزمُ هذا العدوَ، وتُسْقُطُ العدوانَ بإرادتِكم وتضحياتِكم ومقاومتِكم الصلبةِ.

يا شعبَ فلسطينَ ويا أمةَ العربِ وأحرارَ العالم:

إننا أمامَ لحظاتٍ مفصليةٍ من عمرِ هذهِ المعركةِ، ومن تاريخِ فلسطينَ والمنطقةِ والأمةِ العربيةِ، نعيدُ فيها الاعتبارَ لقيمةِ وكرامةِ الإنسانِ العربيِ، ونسقطُ فيها مخططاتِ تصفيةِ القضيةِ الفلسطينيةِ وإبادةِ وتهجيرِ الشعبِ الفلسطينيِ. وإننا في ظلِّ هذا المشهدِ الأسطوريِ الذي يجسدُهُ شعبُنا ومقاومتُه الباسلةُ، نؤكدُ على التالي:

1.    أنَّ حربَ الإبادةِ التي يشنُها العدوُ المجرمُ ضدَ شعبِنا تستهدفُ كلَّ فلسطينَ وكلَ شعبِنا ولم تبدأْ في السابعِ من أكتوبرَ، لذلك نحنُ مطالبون بموقفٍ وطنيٍ فلسطينيٍ موحدٍ يتمسكُ بحقوقِ شعبِنا ويعكسُ وحدتَه  لهذا ومن موقعِ المسؤوليةِ الوطنيةِ والتاريخيةِ ندعو الجميعِ الى البدءِ الفوريِ في تشكيلِ قيادةِ طوارئَ وطنيةٍ موحدةٍ لمواجهةِ هذا العدوانَ، وإلى إدارةِ المعركةِ السياسيةِ والميدانيةِ والتصدي لمخططاتِ التصفيةِ والتهجير.

2.    الجميعُ يجبُ أن يتحملَ المسؤوليةَ ومُطالبٌ، من أجلِ الإسهامِ في إسقاطِ أهدافِ هذا العدوانَ ورفضِ خططِ الاحتلالِ ومن يدعمُه لاجتثاثِ المقاومةِ أو شيطنةِ أي من فصائلِها أو اتهامِها بالإرهابِ، ومن أجلِ مواجهةِ مشاريعَ التهجيرِ. ولا سبيلَ لتجاوزِ حقوقِ شعبِنا المشروعةِ ولو اجتمعَتْ كلُ قوى الأرضِ ضدَنا.

3.    شعبُنا من يمتلكُ وحدَهُ الحقَ في تقريرِ مصيرِه ورسمَ مستقبلِه ولن يسمحَ لأيِ قوةٍ أو جهةٍ في هذا العالمِ بفرضِ وصايتِها عليه لا في غزةَ ولا في أيِ شبرٍ من فلسطين. وسنتصدى لأيِ تورطٍ من أيِ دولةٍ أو طرفٍ عربيٍ أو دوليٍ في مخططاتِ قوى العدوانِ حولَ مصيرِ شعبِنا. وأن أسرى العدوِ لن يخرجوا إلا بوقفِ العدوانِ وكسرِ الحصارِ وإطلاقِ سراحِ أسرانا جميعاً، وأن الهدنةَ المؤقتةَ التي فرضَتها المقاومةُ على الاحتلالِ من خلالِ إراداتِها لا تُشكّلُ بديلاً عن ضرورةِ الوقفِ الفوريِ للعدوانِ بكلِ أشكالِه وإزالِة آثارِه وإعادةِ الإعمارِ.

4.    الولاياتُ المتحدةُ ومعها كلُ الحكوماتِ الاستعماريةِ هي المسؤولُ الأولُ عن استمرارِ هذا العدوانِ وزودَتْهُ بكلِ أدواتِ القصفِ والتدميرِ وهو ما يجعلُ من قواتِها وأساطيلِها هدفاً مشروعاً لكل المناضلين الشرفاءَ، من أجلِ إجبارِها على وقفِ العدوان.

5.    الموقفُ الرسميُ العربيُ لم يرتقِ للحدِ الأدنى من الواجبِ المطلوبِ في أيٍ من مستوياتِه لإنهاءِ العدوانِ ولا زالَ عاجزاً حتى عن إنفاذِ القراراتِ الهزيلةِ الصادرةِ عن جامعةِ الدولِ العربية. لذلك ندعو الجماهيرَ العربيةَ وشعوبَ المنطقةِ وأحرارَ العالمِ لتصعيدِ نضالِها ضدَ قوى ودولِ العدوانِ وللعملِ ضدَ مصالحِ الأطرافِ المتورطةِ بالعدوان.

6.    المؤسساتُ الدوليةُ وفي المقدمةِ منها الأممُ المتحدةُ متواطئةٌ في العدوانِ وتغطيةِ جرائِمِه، في حربِ الإبادةِ والحصارِ القاتلِ واستهدافِ المستشفياتِ وعليه ندعو الضميرَ العالميَ وكلَ الاحرارِ في العالمِ للتحركِ من اجلِ محاسبةِ المسؤولين عن ذلك ومحاكمتِهم كشركاءَ في جرائمِ الحربِ حسبَ درجةِ تورطِه.

7.    نوجهُ التحيةَ إلى محورِ المقاومةِ في لبنانَ خاصةً للإخوةِ في حزبِ الله واليمنِ والعراقَ و سوريا الذي بادرَ منذُ انطلاقِ طوفانِ الأقصى في خوضِ معركةِ استنزافٍ حقيقيةٍ ضدَ العدوِ الصهيونيِ.

شعبُنا العظيمُ الصامدُ في غزةَ والضفةِ و القدس ِ وأراضي الداخلِ المحتلِ وفي مخيماتِ الشتاتِ واللجوءِ.

رغمَ تآمرِ العالمِ بأسرِهِ ضدَكٌمْ ستبقى مآثرُكُمْ وتضحياتُكُمْ خالدةً أبدَ الدهرِ، ومن موقعِ المسؤوليةِ سنظلُ درعَكم وخدماً لكم ولأبناءِ شعبِنا، سيفاً يدافعُ عن حقوقِهم. عليكُم أن تثقوا بالمقاومةِ وقراراتِها وأن تلتفوا حولَها وأن تثقوا بإدارتِها لهذهِ المعركةِ باقتدارٍ ومسؤوليةٍ في سبيلِ دحرِ هذا العدوانَ، وفي سبيلِ تكبيدِ المجرمِ نتنياهو وعصابتِه هزيمةٍ جديدةٍ تفرضُ خلالَها المقاومةُ إرادتِها وشروطَها ومعادلاتِها على طريقِ النصرِ المؤزرِ والمحتمِ على هذا الكيانِ الصهيونيِ المجرمِ.

لأجلِكُمْ ولأجلِ فلسطينَ، سنقاتلُ معاً وننتصرُ معاً ونبقى معاً أحراراً مرفوعي الرؤوس.

المجدُ للشهداءِ.. النصرُ لفلسطينَ .. الحريةُ للأسرى.. الشفاءُ للجرحى

نائبُ الأمينِ العامِ للجبهةِ الشعبيةِ

جميل مزهر

24-11-2023