تحت شعار "كل البنادق نحو العدو، المقاومة مستمرة"، ودعماً وإسناداً لصمود أهل غزة والمقاومة الباسلة وتخليداً للشهداء، أحيت الجبهة في لبنان الذكرى الـ 56 لانطلاقتها، بإقامة مجموعة من الفعاليات والمسيرات والوقفات التضامنية في عدة مخيمات فلسطينية، بحضور قيادات الجبهة وشخصيات وطنية وممثلين عن فصائل المقاومة الفلسطينية، والأحزاب اللبنانية، ومؤسسات ثقافية ونقابية وفعاليات، وحشود من أبناء المخيمات في لبنان.
ففي مخيم نهر البارد أقامت الجبهة وقفة تضامنية مع أهالي غزة، وإضاءة شموع، كما نظمت مسيرة تضامنية أختتمت بوضع إكليل من الورد على النصب التذكاري للشهداء، وذلك بحضور مسؤول دائرة اللاجئين في الجبهة أبو جابر اللوباني، ومسؤول الجبهة في منطقة البارد أحمد عبد العال، وألقى كلمة الجبهة محمد موعد وجه فيها التحية والتقدير لشعبنا المعطاء، ولكفاحه العادل، وللمقاومة على امتداد الوطن، والمقاومة اللبنانية، ومقاومة الشعب العراقي و اليمن الشقيق.
كما ألقى عضو قيادة الجبهة في لبنان أحمد غنومي كلمة أكد فيها أن غزة بدمائها استعادت للأمة كرامتها لتؤكد من جديد أصل الحكاية، وأصل الصراع، وهو صراع الوجود بين الحق والباطل، لأننا لا نعترف بوجود هذا الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، مشدداً على أن هذا الكيان المصطنع لن يصمد يوماً واحداً أمام بطولة ومقاومة الشعب الفلسطيني التي تمكنت خلال ساعات من تحرير مدن بأكملها.
كذلك انطلقت مسيرة الوفاء للشهداء من مخيم البداوي ثم أقيمت وقفة جماهيرية تخليداً للشهداء، تم خلالها إضاءة الشموع ومنطاد يحمل علم الجبهة وذلك بحضور عضو قيادة الجبهة في لبنان أحمد غنومي، ومسؤول الجبهة في منطقة البداوي أبو وائل عبد الوهاب، وقيادة الجبهة في لبنان والبداوي
وخلال الوقفة تحدث عضو قيادة الجبهة في لبنان أحمد داوود في كلمة أشار فيها إلى أنه في الذكرى السادسة والخمسين لانطلاقة الجبهة، نقول لكل العالم إن الفلسطيني اليوم أكثر تمسكاً بأرضه، وأكثر وحدة من أي وقت مضى، وأضاف أن هذا العالم الذي يرى بعين صهيونية لا يأبه لإبادة شعب، وشطب مدن من الخارطة، لا يمكننا الرهان عليه لوقف العدوان، فرهاننا فقط على سواعد مقاومينا الذين غيروا قواعد الحرب، وأسسوا لمرحلة جديدة لولادة غد أفضل بدون احتلال.
وبحضور عضو قيادة الجبهة في لبنان ومسؤولها في بيروت مازن دسوقي، وقيادة الجبهة الشعبية في بيروت والبرج وشاتيلا، تم وضع إكليل من الورد على أضرحة الشهداء في مقبرة مخيم برج البراجنة
وبدوره شدّد عضو اللجنة المركزية للجبهة لفرع لبنان علي قيسية، على وحدة الصف الفلسطيني والعمل المشترك التي لم تعد مطلباً سياسياً لمصلحة القضية، إنما صارا ضرورة وجودية للشعب الفلسطيني ككل، فما يتعرض له شعبنا في غزة اليوم ليس محاولة لتصفية القضية الفلسطينية و تفكيك مقاومتها، إنما عمل ممنهج لتصفية الشعب الفلسطيني، وممارسة كل أشكال القتل، والإبادة الجماعية والمجازر التي صدمت العالم والإنسانية أمام صمت عربي و دولي لا يمكن تبريره.
أما في صيدا فانطلقت مسيرة جماهيرية من أمام نادي الشهيد ناجي العلي ، وصولًا إلى النصب التذكاري في مقبرة عين الحلوة، وقد تقدم المسيرة نائب مسؤول فرع لبنان عبدالله الدنان، وأعضاء قيادة المنطقة، وحملة الأعلام ورايات الجبهة والأكاليل، وفرقة الطنابير التابعة لمنظمة الشبيبة الفلسطينية.
وألقى كلمة الجبهة عضو لجنتها المركزية الفرعية، ومسؤولها في منطقة صيدا سعيد أبو ياسين تحدث فيها أنه في ذكرى الانطلاقة الـ ٥٦، وفي ظل شلال الدم، نخوض معركة إثباث الحق الفلسطيني، وإرجاع القضية إلى مكانتها الصحيحة عبر المقاومة، وتحت شعار "كل البنادق نحو العدو ...المقاومة مستمرة"، ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة الدائرة الآن، وما السابع من أوكتوبر إلا النمودج والمثال، وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة".
كما انطلقت في مخيم الراشدية في صور مسيرة جماهيرة حاشدة تقدمها مسؤول الجبهة في صور مازن أبو هيثم وقيادة الجبهة في صور ومخيماتها، وتم وضع إكليل من الورد على نصب الفدائي المجهول في المخيم، وخلال المسيرة ألقى عضو قيادة فرع لبنان للجبهة أحمد مراد كلمة، أشاد فيها بصمود وتضحيات شعبنا الفلسطيني على امتداد مسيرته الكفاحية، وفي مختلف ساحات وميادين المواجهة. لافتاً إلى أن الجبهة تحيي ذكرى انطلاقتها هذا العام بالتزامن مع مرور أكثر من شهرين من حملة الإبادة الجماعية التي ينفذها جيش الاحتلال الصهيوني، بشراكة ودعم وتواطؤ الإدارة الأمريكية والغرب الاستعماري، وبتغطية وصمت بما يسمى بالمجتمع الدولي الرسمي، والمؤسسات والهيئات الدولية والحقوقية، وعجز وخذلان عربي رسمي، مشدّدًا على أن الجبهة وهي تحيي ذكرى انطلاقتها في كل عام، لا لمجرد الاحتفالات وإلقاء الخطب وإطلاق الشعارات، إنما هي مناسبة للمراجعة والتقييم، وتجديد العهد على مواصلة درب الشهداء، والوفاء للعهد الذي قطعته على نفسها أمام جماهير شعبنا وأمتنا بالاستمرار في رفع راية الكفاح والمقاومة حتى التحرير والعودة.
كذلك أقامت الجبهة مسيرة رمزية في مخيم الجليل في بعلبك، حيث انطلقت من مكتب الجبهة في المخيم وصولًا إلى مقبرة الشهداء، حيث تم وضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري للشهداء.
وتحدث مسؤول الجبهة في البقاع بدر موسى عن معاني الانطلاقة، وأهمية المرحلة السياسية التى تمر فيها القضية الفلسطينية، وأكد ضرورة تشكيل قيادة وطنية موحدة على المستوى الوطني الفلسطيني، من أجل مواجهة المرحلة والمشاريع التصفوية التى تستهدف القضية الفلسطينية. كما حيا صمود شعبنا في غزة والضفة، ومقاومته الباسلة، في مواجهة العدو الصهيوني، ووجه التحية للمقاومة الإسلامية في لبنان، وإلى كل أحرار العالم، مؤكدًا المضي في المسيرة، حتى تحرير فلسطين، كل فلسطين.
